وسط استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يفاقم الأزمة الإنسانية هناك، أطلق مجموعة من الناشطين والسياسيين المصريين دعوة لتدشين "أسطول الصمود المصري" للانضمام إلى أسطول الصمود العالمي الذي انطلق من موانئ إسبانيا، وينضم إليه الأسطول المغاربي من تونس.

تأتي هذه المبادرة في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية والإقليمية تجاه استمرار الحصار وتأثيره الكارثي على المدنيين في القطاع، فيما يبدو أن الدور المصري التقليدي في حماية الشعب الفلسطيني وتحقيق التضامن العربي والإسلامي يمر بمرحلة اختبار حقيقية.

الخطوة المصرية تعكس رغبة المجتمع المدني والقطاعات السياسية النشطة في مصر بالمساهمة المباشرة في كسر الحصار، وتحمل رسالة واضحة للحكومة حول الدور الذي يمكن أن تلعبه البلاد في القضية الفلسطينية.
 

دعوة أسطول الصمود المصري
أعلنت اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري عن إقامة مؤتمر صحفي اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025، بمقر الأسطول المؤقت في الدقي، للإعلان عن تفاصيل التحضيرات النهائية لإطلاق الأسطول.

ووفقًا لما صرحت به اللجنة، فإن الأسطول المصري سينضم إلى قافلة إسناد بحري تعتبر الأكبر في تاريخ البشرية، وستعمل على إيصال المساعدات والضغط السياسي لكسر الحصار المفروض على غزة.
وأكدت اللجنة أن الهدف من الأسطول هو التعبير عن التضامن الشعبي المصري مع الفلسطينيين، وتوجيه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الشعب المصري يرفض استمرار الحصار.
 

دور المجتمع المدني والكيانات السياسية
اجتمعت اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري مساء الأحد، ضمت ممثلي الكيانات السياسية والحزبية المختلفة لمناقشة التفاصيل اللوجستية والعملية لإطلاق الأسطول.
وقد تم تكليف لجنة تيسيرية لمتابعة المستجدات، وضمان التواصل بين جميع الجهات المعنية لإتمام المهمة بنجاح.
ويعكس هذا الاجتماع التعاون بين مختلف القوى السياسية والمجتمع المدني في مصر، وهو مؤشر على قوة التضامن الشعبي وقدرة المبادرات المستقلة على المساهمة في القضايا الإقليمية المهمة، رغم غياب الدور الرسمي الفاعل في بعض الأحيان.
 

السياق الإقليمي والدولي
تأتي هذه المبادرة المصرية في سياق أسطول الصمود العالمي الذي انطلق من موانئ إسبانيا، ويضم الأسطول المغاربي من تونس، بهدف توحيد الجهود لكسر الحصار عن غزة.

وتقدر اللجنة الدولية لكسر الحصار هذه الخطوة، داعية لانطلاق السفن المصرية قريبًا للالتحام مع الأسطول العالمي.
وتؤكد هذه القوافل على أن قضية غزة تحظى بدعم شعبي واسع في العالم، وأن التضامن البحري أصبح أداة ضغط دولية على الأطراف المعنية لرفع القيود عن المدنيين.

كما تشير هذه المبادرة إلى أن الحلول الشعبية والمجتمعية يمكن أن تلعب دورًا مؤثرًا في القضايا الإنسانية، خاصة عندما تكون المبادرات مدعومة بتنسيق إقليمي ودولي.
 

المؤتمر الصحفي وأهداف الأسطول
ينعقد المؤتمر الصحفي في تمام الساعة السابعة مساء الاثنين 8 سبتمبر 2025 بمقر الأسطول المؤقت لتوضيح التفاصيل النهائية لإطلاق الأسطول المصري.
وسيتم خلال المؤتمر الإعلان عن المسارات البحرية، والجدول الزمني للإبحار، والأهداف اللوجستية والإنسانية للأسطول، بالإضافة إلى آلية التنسيق مع أسطول الصمود العالمي.

ويأتي هذا الحدث كفرصة لتسليط الضوء على دور مصر الفاعل في دعم الشعب الفلسطيني، وتشجيع المزيد من المبادرات الشعبية والسياسية التي تؤكد على التضامن الإقليمي والدولي مع غزة.
 

المنسقون وأسماء اللجنة التحضيرية
تتولى اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري إدارة جميع تفاصيل الإطلاق، وتضم ممثلين من الكيانات السياسية والأحزاب المختلفة.
وقد تم تكليف لجنة تيسيرية لمتابعة المستجدات اليومية، والتواصل مع جميع الأطراف المعنية لضمان سير العمل بسلاسة.
من أبرز أعضاء اللجنة التحضيرية: الناشط الحقوقي ممدوح جمال، والناشط أحمد ماهر ريجو، بالإضافة إلى خالد البسيوني وزياد البسيوني وحسام محمود.

هؤلاء المنسقون يعملون بشكل متواصل على تنسيق الاجتماعات، وضع الخطط اللوجستية، والتواصل مع الأسطول المغاربي والأسطول العالمي لضمان التحام الأسطول المصري بالقوافل الدولية.
ويؤكد المنسقون أن دورهم الأساسي هو متابعة كل المستجدات، وتسهيل مشاركة المجتمع المدني والسياسي المصري في هذه المبادرة التاريخية.

وأخيرا فإطلاق أسطول الصمود المصري يمثل خطوة نوعية وكبيرة في مسار التضامن العربي والشعبي مع الفلسطينيين، حيث يعكس إصرار المجتمع المدني والقوى السياسية في مصر على مواجهة الحصار وتقديم الدعم المباشر للمدنيين في غزة.
وتأتي هذه المبادرة لتسليط الضوء على قدرة المواطنين والمنظمات غير الحكومية على لعب دور فعال في القضايا الإنسانية، ودعوة الحكومة المصرية والجهات الرسمية إلى تعزيز هذه الجهود ودعمها، لضمان أن تصبح مصر مركزًا حقيقيًا للتضامن الإقليمي مع غزة، بدلًا من الاكتفاء بالمواقف الرسمية التقليدية التي غالبًا ما تبقى رمزية.