جاء خطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في احتفالية المولد النبوي هذا العام محمّلًا بالشعارات المعتادة عن "الأمن والسلام والعزة"، لكنه سرعان ما قوبل بسيل من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وبين دوائر الخبراء والنشطاء.

فبينما حاول السيسي تقديم نفسه كحامي الوطن ومصدر الطمأنينة، كان الواقع يفضح كل كلمة ينطق بها، من غياب العدالة الاجتماعية، وتردي أوضاع المعيشة، وامتلاء السجون بآلاف الشباب، إلى العجز الفاضح أمام الاحتلال الصهيوني الذي يتحكم في قرار مصر حتى في أبسط الملفات الإنسانية كإدخال المساعدات إلى غزة.

هذا التناقض الصارخ بين خطاب "العزة والكرامة" وبين واقع الإذلال والفقر والقمع، جعل كلمات السيسي مادة للسخرية أكثر من كونها رسائل إلهام، ودفع نشطاء وخبراء إلى وصفه بأنه يتحدث من "كوكب آخر" بعيد تمامًا عن معاناة المصريين.

فتهكم حزب تكنو قراط مصر على تصريحات السيسي: «المولد النبوي فرصة عظيمة لإحياء منظومة قيم إكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها» ونشر صور لمعتقلات مصريات معلقا عليها المرأة المصرية انتهاكات مستمرة.

 

 


الإعلامي أسامة جاويش استطرد " أسامة جاويش: ناظر مدرسة الأخلاق الحميدة.. تخيل السيسي طالع يكلمنا عن الأمانة والوحدة!!"

 

 

قناة الشعوب الفضائية كتبت " أكثر من 60 ألف معتقل...#السيسي: فرصة عظيمة لإحياء منظومة القيم، كالسعي إلى جمع شمل كل أبناء الوطن على الخير والنجاح!".

وفي تغريدة أخرى كتبت " 273 امرأة معتقلة في سجونه! #السيسي: #المولد_النبوي فرصة عظيمة لإحياء منظومة قيم إكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها !".

 

وتهكم د. مصطفى جاويش " السيسى يتقمص دور المظلومية فى مواجهة مايحاك ضد مصر".

 

وسخر دكتور سام يوسف " السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: «يمثل فرصة عظيمة لإحياء منظومة القيم في الصدق في القول والفعل، والأمانة والوفاء" بعدما نشر صورة لحلف السيسي امام الدكتور مرس وكيف حنث بحلفه

 

وقال شاعر الليل الحزين " كذاب اشر ربنا ينتقم منه شر انتقام".

 

وأضاف مازن " الرد على المنافق السيسي من زنزانة خديجة خيرت الشاطر".

 

ولفتت الناشطة رانيا الخطيب" ايه علاقة المولد النبوي بالموت في سبيل الوطن !! وبعدين ليه على طول قاعد يقولنا موت وحرمان وبلاء وجوع وفقر مع إن عيشتهم كلها رفاهية وسعادة وبذخ وقصور ليهم ولاهاليهم !!".

 

في النهاية، خطاب السيسي في ذكرى المولد النبوي لم ينجح في بث الطمأنينة أو تعزيز الثقة، بل كشف عمق الفجوة بين الحاكم والشعب. فبينما كان يتحدث عن العزة والأمان، كانت تعليقات المصريين على الأرض والسوشيال ميديا تقول عكس ذلك: لا عزة مع القهر، ولا أمان مع السجون، ولا كرامة مع الفقر والتبعية. وهكذا بدا الخطاب انعكاسًا لنظام يتحدث بلغة منفصلة عن واقع شعبه، حتى صار مادة للتهكم أكثر منه خطابًا لطمأنة المصريين.