منذ الرابع من مايو الماضي، ومع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لا يزال معبر رفح الحدودي مغلقًا بالكامل، الأمر الذي تسبب في تكدّس أكثر من 2000 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية والمواد التجارية على الجانب المصري من المعبر.
وأعلنت المديرية العامة للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، أنّ "أكثر من ألفي شاحنة تنتظر على الجانب المصري من الحدود للدخول إلى قطاع غزة"، مؤكدة أنّ استمرار إغلاق المعبر يعوق بشكل خطير وصول المساعدات إلى السكان المحاصرين.
الاتحاد الأوروبي دعا بوضوح إلى تأمين وصول إنساني آمن ودائم ودون عوائق إلى القطاع، محذرًا من أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستويات غير مسبوقة، خاصة مع تزايد تقارير المجاعة ونقص الدواء.
معبر مغلق منذ مايو
إغلاق معبر رفح جاء بعد أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح يوم السادس من مايو، لتغلق شريان الحياة الوحيد المتبقي أمام أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل القطاع، ومنذ ذلك التاريخ، لم تتمكّن أي قافلة مساعدات من العبور، فيما تواصل الشاحنات تكدّسها على الجانب المصري.
اتهامات بالجرائم الدولية
إسرائيل تواجه اتهامات بارتكاب جريمة إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، التي أصدرت مؤخرًا قرارًا يُلزم الاحتلال بوقف عملياته العسكرية في رفح بشكل فوري، وفتح المعابر وعلى رأسها معبر رفح لإدخال المساعدات الأساسية بشكل عاجل ودون عراقيل.
صمت رسمي مصري وانتقادات شعبية
ورغم تعاظم الكارثة، يواجه الموقف المصري الرسمي انتقادات حادة من قِبل ناشطين ومنظمات حقوقية، حيث يتهمون سلطات عبدالفتاح السيسي، بـ"التراخي في الضغط على الاحتلال" بل و"استغلال الملف لصالح صفقات تجارية وسياسية"، بينما تستمر آلاف الشاحنات متوقفة تحت أشعة الشمس، تتآكل حمولتها من الغذاء والدواء، في وقت يموت فيه أطفال غزة جوعًا وعطشًا.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت حتى الآن – وفق وزارة الصحة- إلى 63 ألفًا و 459 شهيدا بالإضافة إلى 160 ألفًا و256 جريحا، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.