شهد الطريق الإقليمي بالقرب من قرية النعامنة التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، صباح اليوم الأحد، حادث تصادم مروّع بين أتوبيس يقل 26 راكبًا وسيارة نقل بالإضافة إلى سيارتين ميكروباص، وأسفر الحادث عن وقوع عدد من الإصابات الخطيرة، وسط حالة من الذعر بين المواطنين، وتعطل حركة المرور بشكل كامل لعدة ساعات، في مأساة جديدة تؤكد استمرار معاناة المواطنين على الطرق السريعة.

وهرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، بينما تسود حالة من الغضب والحزن بين الأهالي، الذين باتوا يعتبرون الطريق الإقليمي "محرقة يومية"، نتيجة سوء البنية التحتية، وغياب الضوابط المرورية، وانتشار القيادة العشوائية وعدم محاسبة المسؤولين.

 

حادث الأمس.. وصدمة الجيزة
ولم يكن حادث الشرقية هو الأول خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ شهد أمس السبت حادثًا آخر على نفس الطريق الإقليمي عند مدخل منطقة الخطاطبة التابعة لمحافظة المنوفية، حيث اصطدمت سيارتا ميكروباص، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح تفاوتت بين الخطيرة والمتوسطة.

الحادث خلف صدمة كبيرة في أوساط سكان الجيزة والمنوفية، وخلّف مشاهد مأساوية شبيهة بحوادث سابقة لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية للمواطنين، لا سيما حادث الأيام الماضية الذي راح ضحيته 18 فتاة من العاملات الزراعيات بمركز أشمون، ما أعاد تسليط الضوء على هشاشة المنظومة المرورية، وسوء تصميم الطرق.

 

"نصحو على الصراخ وننام على الجثث"
وصف سكان المناطق القريبة من الطريق الإقليمي حياتهم اليومية بأنها "جحيم دائم"، مؤكدين أن الأرواح تُزهق بشكل مستمر دون تحرك جدي من الدولة.
أحد السكان قال بحسرة: "نعيش على قنبلة موقوتة.. نصحو على الصراخ وننام على الجثث، الطريق يفتك بأهلنا ونحن بلا حول ولا قوة".

 

الفريق كامل الوزير: "مش هسيبها لحد ما أموت!"
وفي مواجهة هذا الغضب الشعبي المتصاعد، استعاد المواطنون تصريحات مثيرة للجدل كان قد أدلى بها وزير النقل والمواصلات ونائب رئيس الوزراء، الفريق كامل الوزير، خلال ظهوره مع الإعلامي نشأت الديهي، حين قال:

"أنا قاعد لكم فيها لحد ما أموت"، في إشارة إلى رفضه الاستقالة أو تحمّل مسؤولية ما يجري.
وقد حمّل الوزير السائقين المسؤولية الكاملة عن الحوادث، متهماً إياهم بالاستهتار، وقال إن "الكلية الفنية العسكرية علمته أن يكون مقاتلًا يستوعب النقد"، مما أثار انتقادات واسعة في الشارع وعلى مواقع التواصل، حيث اعتبر كثيرون أن تصريحاته تعكس غياب المساءلة، وتجاهل حجم الكارثة اليومية على الطرق.

 

مليارات تُنفق.. والموت مستمر
ورغم تأكيد الحكومة على إطلاق مشاريع ضخمة لتطوير البنية التحتية والطرق، فإن تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشفت عن تصاعد أعداد ضحايا الحوادث بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة، حيث توفي آلاف المواطنين نتيجة تصادمات أغلبها على طرق مصنفة كـ"مطوّرة"، وعلى رأسها الطريق الإقليمي.

ويقول خبراء مرور ومهندسو طرق إن المشكلة ليست فقط في حجم الإنفاق، بل في آليات التنفيذ، غياب الصيانة الدورية، انعدام الرقابة، وتجاهل الجانب البشري في تصميم الطرق، فضلاً عن ضعف برامج التوعية المرورية، وانعدام الإجراءات الرادعة للسائقين.

شاهد الفيديو الأول:
https://www.facebook.com/reel/1237254941143542

شاهد الفيديو الثاني:
https://www.facebook.com/reel/1764065900984059