دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإسراع بإبرام صفقة سياسية تنهي القتال وتؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، في وقت تؤكد فيه مصادر إسرائيلية أن العملية البرية في غزة تقترب من نهايتها، بينما يتأهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض خلال الأسبوعين القادمين، لبحث إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاقات سياسية جديدة.
وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": "أبرموا صفقة في غزة. استرجعوا المحتجزين"، وأشار إلى أن نتنياهو بصدد التفاوض مع حركة حماس لعقد اتفاق يشمل إعادة الأسرى الإسرائيليين.
مظاهرات إسرائيلية وضغوط داخلية
تزامنًا مع تصريحات ترامب، خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات، طالبوا خلالها الحكومة الإسرائيلية بالتحرك الجدي لإطلاق سراح 49 محتجزًا لا يزالون في قبضة حماس داخل غزة، وذلك في ظل تصاعد الغضب الشعبي من تعثر جهود الإعادة، وتزايد أعداد القتلى من الجنود في المعارك البرية.
تسريبات عن شروط حماس
في هذا السياق، نقلت شبكة "سكاي نيوز" عن مصدر فلسطيني مسؤول – لم تسمه – أن حماس وضعت عدة شروط أساسية للتوصل إلى صفقة، أبرزها:
عدم المساس بالمكتب السياسي للحركة أو استهداف أعضائه في الخارج، ورفض مصادرة أو احتجاز أموال الحركة أو فرض أي قيود مالية على نشاطها الخارجي، ووجود ممثلين لحماس في إدارة ما بعد الحرب داخل غزة، خاصة في القطاع الأمني، على أن يكونوا إما من عناصر الحركة أو مقربين منها، والتزام أمريكي واضح بوقف الحرب، وضمانات بحث تطبيق هذا الالتزام خلال فترة وقف إطلاق النار المتوقعة، والتي قد تمتد لـ70 يومًا.
وأشار المصدر إلى أن واشنطن وافقت مبدئيًا على لعب دور الضامن، لكنها منحت تل أبيب حرية استئناف العمليات العسكرية في حال فشلت الهدنة دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
مقتل قائد عسكري بارز في حماس
في السياق الميداني، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن اغتيال محمد عيسى العيسى، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال الجيش في بيان رسمي: "كان محمد عيسى العيسى شخصية بارزة في الجناح العسكري لحماس، ويُعتبر من المؤسسين، وشغل منصب رئيس مركز الدعم القتالي في التنظيم".
ورأت مصادر إسرائيلية أن هذا الاستهداف يأتي في إطار تصفية الكوادر العليا التي تمثل العمود الفقري للقدرات القتالية للحركة.
تحذيرات جديدة ونزوح قسري
وفي تطور ميداني جديد، وجّه جيش الاحتلال تحذيرًا شديد اللهجة لسكان عدة مناطق في شمال قطاع غزة، دعاهم فيه إلى الإخلاء الفوري نحو الجنوب، تحديدًا إلى منطقة المواصي.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي إن "الجيش يعمل بقوة شديدة جدًا في هذه المناطق"، مضيفًا أن العمليات العسكرية ستتسع نحو مركز مدينة غزة بهدف "تدمير القدرات الإرهابية"، وفق وصفه.
وتشمل المناطق المشمولة بالتحذير: غزة المدينة، جباليا، الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، أجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام، وتل الزعتر.
حصيلة ثقيلة من الدماء
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الشهداء بلغ حتى اليوم 56,412 شهيدًا، بينما تخطى عدد المصابين 133,054 إصابة، غالبيتهم من النساء والأطفال.