تدخل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ632 وسط تصعيد متواصل في الهجمات الجوية والبرية، ومجازر دامية تُنفذ يوميًا بحق المدنيين، لا سيما النازحين وطالبي المساعدات الإنسانية.
وفي ظل دعم سياسي وعسكري مطلق من الولايات المتحدة وصمت دولي واسع النطاق، يتواصل تدمير غزة بشكل ممنهج، بينما يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من الجوع والتشرد وغياب أدنى مقومات الحياة.
مجازر جديدة في عمق المأساة
شهد يوم الأحد تصعيدًا نوعيًا في الهجمات الإسرائيلية التي طالت مناطق متفرقة من القطاع، من مدينة غزة مرورًا بخانيونس وجباليا حتى رفح جنوبًا.
وأفادت مصادر طبية وأمنية بارتقاء العشرات من الشهداء، بينهم أطفال ونساء، في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف منازل وأسواقًا وخيامًا للنازحين.
في حي الزيتون، استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة عزام قرب محطة دلول، ما أسفر عن استشهاد طفلين وإصابة عدد آخر بجراح متفاوتة. وفي سوق الزاوية شرق مدينة غزة، قُتل مواطنان في قصف استهدف مجموعة من المدنيين.
كما ارتقى خمسة شهداء على الأقل في قصف لمنزل في حي التفاح، فيما قضى أربعة آخرون – بينهم طفل – في إطلاق نار مباشر استهدفهم أثناء اقترابهم من نقطة مساعدات أميركية في مواصي رفح.
قصف متزامن وهدم للمنازل
واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات متزامنة على مناطق شمال وشرق غزة، فيما استهدفت المدفعية أحياء الشجاعية والتفاح وجباليا ومناطق وسط القطاع. وفي مدينة خان يونس، أقدمت جرافات الاحتلال على تسوية مبانٍ سكنية بالأرض، في وقت أُعلن فيه عن استشهاد خمسة فلسطينيين من عائلة أبو معروف في قصف لخيمة غربي المدينة.
وفي رفح، سُجلت إصابات خطيرة جراء قصف خيام للنازحين في منطقة بئر زنون. كما استُهدف مفترق السامر في غزة بخيمة للنازحين، وأصيب عدد من المواطنين بجراح خطرة، فيما لا تزال أعمال البحث عن مفقودين تحت الأنقاض مستمرة.
أوامر تهجير جديدة ومجاعة تشتد
في ظل المجازر المتواصلة، أصدرت قوات الاحتلال أوامر تهجير جديدة لسكان مدينة غزة وشمال القطاع، مطالبة المدنيين بالتوجه نحو منطقة المواصي التي تفتقر لأدنى مقومات الإيواء. وتأتي هذه التهديدات بالتزامن مع تفشي المجاعة التي أودت بحياة العشرات، نتيجة الحصار الكامل المفروض على الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.
أرقام دامية وإبادة موثقة
وفق آخر الإحصائيات الصادرة عن الجهات الصحية والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغت حصيلة الشهداء منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 حتى اليوم أكثر من 56,412 شهيدًا، و133,054 جريحًا، فيما لا يزال أكثر من 11,000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض أو في ظروف احتجاز مجهولة.
منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، سقط 6,089 شهيدًا و21,013 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال. كما تسببت "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ترعاها إسرائيل والولايات المتحدة في مقتل نحو 600 شهيد وجرح قرابة 5,000 آخرين عبر استهداف نقاط توزيع المساعدات.
ووفق البيانات الرسمية، استشهد 1,580 من الكوادر الطبية، و754 من عناصر الشرطة والدفاع المدني، إضافة إلى تدمير ممنهج لبنية القطاع التعليمية والدينية والمدنية. فقد دُمرت 149 مدرسة وجامعة بالكامل و369 بشكل جزئي، فيما تعرضت 828 مسجداً للهدم الكلي و167 جزئياً، إضافة إلى تسوية 19 مقبرة بالأرض.
دمار شامل وخسائر فادحة
تشير تقديرات أولية إلى أن 88% من مباني قطاع غزة قد دُمرت أو تضررت بشكل بالغ، مع خسائر اقتصادية تفوق 62 مليار دولار. كما تُسيطر قوات الاحتلال حاليًا على ما يقارب 77% من مساحة القطاع بفعل الاجتياح المباشر أو السيطرة بالنار والتهجير.