وجّه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال شلومي بيندر، رسائل تحذيرية مثيرة للجدل بشأن نوايا المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في توسيع دائرة المواجهة إلى ما بعد إيران، وذلك بعد سلسلة الهجمات التي طالت منشآت ومراكز قيادية داخل العمق الإيراني.

وخلال كلمة ألقاها أمام ضباط وجنود الاستخبارات، وفق ما نُشر عبر الحساب الرسمي لجيش الاحتلال على منصة "إكس"، قال بيندر إن جهازه "قدّم المعلومات الاستخبارية التي مهدت الطريق إلى طهران"، مشيرًا إلى أن اختراقات أمنية واسعة جديدة باتت قريبة جدًا في "مناطق أخرى"، دون أن يفصح عن طبيعتها أو مواقعها.
 

تمهيد استخباري للعدوان على طهران
   وأضاف رئيس شعبة الاستخبارات: "قدمتم المعلومات التي مهدت الطريق إلى طهران، ومكّنت من استهداف هيئة الأركان العامة الإيرانية"، في إشارة إلى واحدة من أبرز العمليات التي نُفذت مؤخرًا داخل العمق الإيراني، والتي ترافقت مع اغتيالات نوعية استهدفت قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.

ورأى مراقبون أن هذا التصريح يحمل دلالات مزدوجة: الأولى تتعلق بإصرار تل أبيب على تصدير صورة انتصار استخباري واختراق أمني نوعي في مواجهة خصمها الإيراني، والثانية تشير إلى وجود قائمة أهداف أخرى تنتظر التنفيذ في دول أو ساحات إقليمية لم تُحدّد بعد.
 

رسائل تصعيد علنية: "نخترق الحدود ونصل إلى أي هدف"
وتابع بيندر في كلمته التصعيدية: "قريبًا ستحققون اختراقات في مناطق أخرى أيضًا. لقد أثبتم أنكم تعرفون كيف تخترقون الحدود وتصلون إلى أي هدف".

هذا التصريح، الذي بدا أقرب إلى الإعلان المبطّن عن نوايا تنفيذية جديدة، يعكس توجّهًا إسرائيليًا لإبقاء حالة "الاشتباك النشط" مع المحيط الإقليمي، سواء من خلال أدوات عسكرية مباشرة أو عبر شبكات استخباراتية تنشط خارج الأراضي المحتلة.
 

الربط مع غزة والخطوط الأمامية
   ولم تغب الساحة الفلسطينية عن خطاب رئيس الاستخبارات، حيث قال: "نحن لا نقاتل في ساحة واحدة فقط. نحن نقاتل إيران، لكننا نراقب رهائننا في غزة، والتهديدات التي يتعرض لها الجنود على الخطوط الأمامية والمدنيون في الجبهة الداخلية".

ويعكس هذا الربط المتعمد بين ملفات الحرب على إيران والملف الفلسطيني سعي المؤسسة الأمنية في إسرائيل لإبقاء جميع الجبهات في حالة استنفار، والاستفادة من زخم الحرب الخارجية لفرض خطط عسكرية وأمنية جديدة في قطاع غزة، خاصة بعد الإخفاقات المتتالية في ملف الأسرى.
 

اختراقات كبرى خلال العدوان الأخير
   وكانت تقارير متعددة قد وثّقت حجم الاختراقات الاستخبارية الإسرائيلية داخل إيران، إذ أُغتيل عدد من أبرز العلماء والقادة في عمليات دقيقة، إلى جانب استهداف مباشر لمواقع نووية شديدة التحصين، ما يشير إلى وجود شبكات داخلية متعاونة مع الاحتلال، أو قدرة عالية على تنفيذ عمليات خارجية عن بُعد.

كما زُوّدت هذه العمليات بغطاء معلوماتي دقيق من الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب تقارير إعلامية غربية، ما يعزز فرضية التعاون الاستخباري مع أطراف دولية أو قوى محلية في الداخل الإيراني.