نظم عدد من النشطاء والطلاب اعتصامًا حاشدًا أمام السفارة الأمريكية في العاصمة نواكشوط، أمس الأحد وحتى فجر الاثنين، رفضًا للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وتنديدًا بالدعم الأمريكي غير المحدود لما وصفوه بـ"جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين".

جاءت هذه التظاهرة بدعوة من "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة"، التي أكدت في بيان لها أن الاعتصام يندرج ضمن سلسلة فعاليات تضامنية تهدف إلى "إعلاء صوت الشعوب الحرة في وجه التواطؤ الدولي مع الاحتلال".

رفع المشاركون في الاعتصام شعارات مناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة، ورددوا هتافات تطالب بوقف فوري للعدوان، وفرض عقوبات على إسرائيل، وفتح المعابر الإنسانية لإغاثة المدنيين المحاصرين في القطاع. كما أضاؤوا الشموع ورفعوا الأعلام الفلسطينية، في إشارة رمزية إلى استمرار جذوة التضامن رغم الجراح.
 

دعوة لمحاسبة دولية
   وفي تصريحات صحفية على هامش الاعتصام، قال متحدث باسم هيئة "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" إن "ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل عملية إبادة مدعومة بصمت عالمي وشراكة أمريكية مباشرة"، مضيفًا: "إن إرادة المقاومة الفلسطينية ستظل أقوى من كل المؤامرات، لأن عزيمة الشعب الفلسطيني أصلب من الحديد".

وأضافت الهيئة في بيان رسمي أن "طوفان الكرامة لا يُغرقه ظلم المحتل"، وأن المقاومة "لا تزال قادرة على إفشال جميع المخططات، مهما اشتد الحصار واشتعل القصف"، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج من دائرة الصمت والتفاعل النضالي مع ما يجري في فلسطين.
 

جرائم لا تسقط بالتقادم
   الاعتصام يأتي في وقت تتصاعد فيه أصوات حقوقية وإعلامية حول العالم، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة في غزة، حيث تشير تقارير موثقة إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، قد أسفر عن أكثر من 174 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وتهجير مئات الآلاف من السكان من بيوتهم.

ويقول مراقبون إن الدعم الأمريكي العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، خاصة في مجلس الأمن الدولي، جعل واشنطن "شريكة مباشرة في الجرائم"، حسب توصيف عدد من منظمات حقوق الإنسان.
 

الشباب في طليعة التضامن
   في مشهد لافت، كانت الفئة الشبابية هي الحاضرة بقوة في الاعتصام، ما يعكس تنامي الوعي السياسي والإنساني في الأوساط الطلابية الموريتانية.
وقال أحد المنظمين من "المبادرة الطلابية": "نحن هنا لنوصل رسالة واضحة: أن دماء الأطفال في غزة لن تُنسى، وأن الشعوب الحرة لا يمكن أن تصمت أمام المجازر، حتى لو صمتت الأنظمة".

وأضاف: "اعتصامنا لن يكون الأخير. ستكون هناك وقفات أخرى، لأن ما يجري في فلسطين ليس شأناً داخليًا، بل قضية كل إنسان حر".