يحتفل العالم في الثامن عشر من شهر مايو من كل عام باليوم العالمى للمتاحف، ويعود الاحتفال بهذا اليوم العالمى للمتاحف لعام 1977، في الوقت الذي يحتفل فيه نظام السيسي بهدم مقابر أثرية وغلق العديد من المتاحف فى محافظات مصر بطولها وعرضها، البعض منها تعرض للسرقة العلنية، والبعض الآخر ترك فى مخازن مغلقة، والكثير منها يتعرض للاندثار، إثر إهمال المسئولين له.

ويأتي تجاهل المسئولين للمتاحف في ظل أزمة اقتصادية تعيشها مصر، وفي حين يعلن الجميع أن الحل الأولى لعودة النقد الأجنبى، يكمن فى السياحة وجذبها، تناسى وأهمل نظام المنقلب معظم الآثار فى المحافظات الكبرى التي سقطت عن الخريطة السياحية، رغم تاريخها الدولى الموثق فى الكتب المترجمة إلى عشرات اللغات الأجنبية.

ومازال مسلسل الإهمال الجسيم يطارد آثار مصر الفرعونية والقديمة على مدار العصور السابقة من الآثار المختلفة ولم تجد هذه الآثار من يحافظ عليها أو يضعها على خريطة الاهتمام، أو وضعها على خريطة المزارات السياحية التى تضاف إلى متاحف وآثار وزارة الآثار والتى من الممكن إذا تم الاهتمام بها أن تكون مصدر للدخل القومى وتكون مزارا للسياح من جميع أنحاء العالم.
 

آثار منسية وتراث بلا حماية
   
ونرصد فيما يلي العديد من الآثار المنسية والمهملة والمعرضة للإهمال الجسيم ، في ظل طمس العسكر وإهمال المسئولين لها في محافظات مصر المختلفة، ما قد يؤدى بها إلى التلاشى التام.

فى أرقى مناطق الإسكندرية، وعلى الكورنيش، وبجوار قصر ثقافة الشاطبى، وأمام كلية سان مارك التى تمثل علامة من علامات المحافظة، تقع مقابر الشاطبى التى لا يعلم عنها الكثير على الرغم من موقعها الجغرافى بوسط المدينة، والتي أصبحت مهددة بالتآكل بسبب المياه الجوفية وغير موجودة على الخريطة السياحية.
 

آثار محافظة القليوبية
   
وعلى الرغم من كثرة الآثار الإسلامية والمصرية وتميزها، فى محافظة القليوبية، إلا أنها تعانى الإهمال وتحتاج إلى تطوير وترميم يكفيها موبقات الدهر.

والمحافظة بها مجموعة من الآثار الإسلامية الرائعة، ومنها قصر محمد على بشبرا الخيمة، وهناك العديد أيضا من الآثار الإسلامية بالمحافظة التى بحاجه إلى ترميم منها قناطر محمد على والتى تحتل مساحه كيلو متر، حيث تبدأ من القناطر الخيرية بالقليوبية وتنتهى بمنشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وممتدة على فرعى رشيد ودمياط وفى الوسط الرياح التوفيقى.

وأيضا محلج الأقطان بالقناطر الخيرية، والذى تبلغ مساحته 28ألف متر، كما أن هناك عدد من المساجد بحاجه لترميمها منها جامع محمد سالم الشورابى بمدينة قليوب، ومسجد الظاهر بيبرس، والأشرف برسباى بمدينة الخانكة، الذى يعد من أقدم المساجد الأثرية بالمحافظة، ومسجد العمرى بطوخ، والآثار الإسلامية بالقليوبية،  تعانى من الإهمال والتعديات عليها، وبحاجة هامة إلى ترميمها وتطويرها.
 

محافظة الأقصر
   
وفي الأقصر يوجد معبد (مونتو) إله الحرب فى مصر القديمة الذى وصل حالياً رغم تاريخه الفرعونى الكبير لأكوام من الحجارة المتراصة على مصاطب متهالكة، دمرته أيدى الإهمال من المسئولين عن حمايته وتطويره، وقتلته الأيادى العابثة بالتاريخ الفرعونى من اللصوص والسارقين، ولم يجد لنفسه سبيلاً إلى بوابة صغيرة فى مدخله تشبه بوابات المنازل المصرية القديمة المبنية بالطوب اللبن، إنه معبد مونتو بمدينة الطود التى تبعد عن محافظة الأقصر فى الجنوب الشرقى حوالى 20 كيلو متر مربع.

 وبرغم أهمية وقيمة المعابد التاريخية إلا أنه أيضاً تشهد معظم المعابد بالأقصر إنتشار مكثف فى أرضياتها للمياه الجوفية التى أثرت على أحجارها ما تعرض الآثار للانهيار بخلاف التعديات التي تحيط بالمعابد.

وكل هذا الإهمال يدفع بالسائحين لمزيد من المعاناة عن زيارة المعابد خاصة كبار السن منهم لعدم وجود دورات مياه، وكذلك إنتشار الحشائش من الحلف والعاقول وسط تراخي مسئولي الوزارة للقيام بعملهم فى تطوير وتنظيف المعابد.
 

محافظة البحر الأحمر
   
ومن الآثار المنسية جبل الدخان" و"المدينة الرومانية" و"معبد سرابيس" و"وادى الجرف" و"وادى الحمامات طريق الاله" جميعها بمناطق أثرية مهملة بالبحر الأحمر

وتمتلك محافظة البحر الأحمر عدد كبير من المواقع الأثرية التى يعود اغلبها للعصر الرومانى والفرعونى، كما تمتلك شواطئ خلابة يزورها أغلب جنسيات العالم، إلا أن المعروف عن محافظة البحر الأحمر السياحة الشاطئية وليست الثقافية والأثرية، والتى ما زالت حتى الأن مهملة لا أحد يهتم بها من المسئولين والتى من الممكن أن تدر دخلا لمصر من العملة الصعبة اذا تم أحياءها من جديد، ولا توجد على خارطة البرامج السياحية لزوار المحافظة بل لا يعلم عنها الكثير شى من سكان المحافظة.

مطالبات كثيرة من خبراء السياحة والمرشدين السياحين تنادى بفتح وترقية السياحة الأثرية واعادة احياءها مجددا بجانب الشاطئية بالبحر الأحمر، مؤكدين على ما تملكه البحر الأحمر من آثار يهتم بها العالم وتتجاهلها مصر كفيل بوصول جنسيات جديدة وسياح من اعداد مهولة لمصر تهتم بتلك الشان من السياحة الاثرية.
 

محافظة الفيوم
   
عشرات الآلاف من القطع الأثرية الهامة تمتلئ بها المخازن التابعة لمنطقة الفيوم الأثرية لا يراها أحد وبين الحين والآخر يتم جردها وتنظيفها وإعادتها إلى أماكنها لعدم وجود مكانا مناسبا لعرض هذه القطع الأثرية الهامة

محافظة الغربية
   
ويضرب الإهمال الجسيم آثار محافظة الغربية فى مقتل؛ فتارة نجد الآثار ملقاة داخل مستشفى سمنود المركزى مؤخرا وهى عبارة عن تاج عامود واكتشف أثناء الحفر للمبنى الجديد بالمستشفى وظل ملقى بالأرض يتعرض لعوامل التعرية بجوار الرمل والزلط إلى أن تم نقله إلى المتحف المصرى بعد 3سنوات من الإهمال.

وقادت الصدفة مفتشة آثار إلى اكتشاف حجر رخامى ضخم ذو تاريخ أثرى كبير يستخدمه الجزارين وباعة الكرشة فى تقطيع لحوم الرأس بمنطقة محلة أبو على مركز المحلة الكبرى وظل فى العراء دون أن يعرف تاريخه أحد على مدار أكثر من 5سنوات كاملة إلى أن اكتشفته مفتشة الآثار والتى قامت بالإبلاغ عنه ولم يتحرك المسئولين لنقله إلا بعد أن تم نشر الكارثة على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة.

وفى الوقت الذى مازال فيه الإهمال يضرب آثار مصر الفرعونية على مر العصور وأثناء قيام شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية بالبدء فى أعمال حفر محطة مياه المرشحة بالجلاء تم اكتشاف 34 عامود أثرى تعود للعصر الرومانى، وتم نقلهم على سيارات نقل إلى معبد بهبيت الحجارة بسمنود.

وكذلك معبد بهبيت الحجارة بمركز سمنود، الذي يعد من أهم وأكبر المعابد الأثرية بالمنطقة بالكامل ومازال حتى الآن تضربه يد الإهمال ولم يحرك أحد من المسئولين ساكنا للاهتمام بالمعبد الفرعونى الكبير الذى يضم مجموعة كبيرة من الآثار الفرعونية القديمة التى لا تقدر بثمن وتحكى التاريخ المصرى القديم.

وفى مدينة طنطا يقع سبيل على بك الكبير والذى أنشأه على بك الكبير فى الفترة من 1183 – 1185 هـ كوقف إسلامى، ويقع السبيل بالجزيرة الوسطى بشارع الجلاء بمدينة طنطا ملحقا بالحديقة المتحفية ويتميز بالطراز الإسلامى فى البناء ويظهر ذلك أيضا بالنقوش والزخارف الإسلامية على السبيل وكذلك نوافذ وأبواب السبيل.

وتعرض سبيل على بك الكبير للحرق والسرقة إبان ثورة 25 يناير فقد تم تدمير السبيل والحديقة المتحفية الملحقة به وسرقة عدد من المقتنيات إلى جانب الشبابيك والنوافذ النحاسية الأثرية التى تميز المكان، حتى تمكن مديره الحالى من إعادة المسروقات، وتجميل الحديقة وتطويرها، والحفاظ على شكله الجمالى.
 

محافظة دمياط
   
ويعد تل الدير أحد المناطق الأثرية القليلة بمحافظة دمياط والتى تم اكتشافها عام 2007 وتقع على مساحة 8 فدادين بجوار المنطقة الصناعيه بمدينة دمياط الجديدة وتوقفت منطقة آثار فرع دمياط التابعة لهيئة الآثار عن أعمال التنقيب بمنطقة تل الدير الأثرية بدمياط الجديدة ما أسفر عن تحول المنطقة لساحة لإلقاء مخلفات هدم المبانى كما ارتفع منسوب المياه الجوفية بصورة كبيرة مما يمثل خطراً داهماً على سلامة التوابيت والآثار الموجودة بالدير.

وتعرضت عدة توابيت أثرية للغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وقامت وزارة الاثار بإنتشال ونقل تلك التوابيت الغارقة إلى مخازن منطقة الآثار بمحافظة الدقهلية ومنها ما تم نقله للعرض بالمتاحف ومنها ما يتم تجهيزه حاليا للعرض بالمتحف الكبير الذى يجرى إنشاؤه بميدان الرماية.
 

محافظة الشرقية
   في ظل الغياب التام لدور هيئة التنشيط السياحى ورفع الآثار عن خريطة الزائرين لمحافظة الشرقية الغنية بالعديد من الآثار القبطية والإسلامية والحديثة، ولكنها لم توضع على خريطة وزارة السياحة، فالمحافظة بها أول مسجد ثرى بنى بالإسلام والمسجد الجامع الذى أسسه محمد على، والمعهد الدينى ولكن المحافظة لم تجد من يقوم بإستغلال قيمة وأهمية الآثار الموجودة بها والعمل على تنشيط السياحة بالمحافظة.

ويعد من أهم الأثار بالشرقية المنسية والغير مستغلة منزل الزعيم "عرابي" الكائن بقرية هرية رزنة، التابعة لمركز الزقازيق .

فيما أهمل القائمون على السياحة بمحافظة الشرقية، ممتلكات وقصور الملك فاروق، التى تحولت إلى خرابة، وملجأ للحيوانات واللصوص وقطاع الطرق للإختباء بها.
 

محافظة أسيوط
   
على بُعد 13 كيلو متر بالجبل الغربى جنوب مدينة أسيوط، تقع مقابر "دير ريفا" ؛ إلا أنها تحتاج إلى ترميم ووضعها على الخريطة السياحية كأحدى المزارات الأثرية بالمحافظة.

محافظة قنا
   
وفى وسط مدينة نجع حمادى أحد مراكز شمال محافظة قنا وفى واجهة نهر النيل تجد تحفة معمارية قصر البرنس يوسف كمال وبالرغم من كون موقع القصر وماكان يحتويه من قطع أثرية نادرة إلا أنه منسى من الآثار المصرية فهو أحد المناطق المسجلة فى هيئة الآثار كموقع أثرى إلا أنه خارج نطاق الخريطة الأثرية.