بعدما وصلت المسيرات إلإماراتية بحوزة مليشيا الدعم السريع في السودان لتضرب المقر المؤقت للحكومة السودانية ببورسودان والميناء، وتستهدف فندق مارينا المعروف سابقًا باسم (كورال) والذي يقع في قلب مدينة بورتسودان، والذى يتخذه فريق طبي سعودي مكون من 15 طبيبًا كمقر له، بالإضافة إلى أن السفير المصري وفريق السفارة المصرية يستخدمه كمقر بديل للسفارة المصرية فى الخرطوم، والذى تصادف وجودهم بالقاهرة فى توقيت الاستهداف.. اعتبر مراقبون أن ذلك كان "رسالة تهديد من الإمارات لكلا البلدين (مصر والسودان) وإصرار من الإمارات على تنفيذ أهدافها ومخطاطاتها على حساب الأمن القومي المصري بحسب الباحث هاني السلاموني Hany El Salamony.
وأضاف السلاموني أن ذلك "هو ما يطرح أسئلة لا إجابة لها حول جدوى التعاون الاقتصادي المصري الإماراتي ومنح موانئ أبوظبي حق تطوير وتشييد وتمويل وتشغيل وإدارة المنطقة الصناعية واللوجستية فى كيزاد بشرق بورسعيد!!!".
تناقص مآلاته خطيرة
المحلل الاقتصادي البارز تامر النحاس وعبر Tamer M Elnahas تساءل عن تناقض المواقف الإماراتية وانعكاسها في السودان وإمكانية أن تنعكس بشكل شبيه في مصر..
وقال ".. من باب الانتقام من الشعب السوداني بالتزامن مع تقهقر الدعم السريع .. فعادي برده قرروا من خلال مجريمنهم أنهم يضربوا محطات المياة والكهرباء في بورتسودان عشان الناس تموت يعني من العطش أو يفطسوا برده عادي "
وأوضح ".. الإمارات من كام سنة وعلي مدار سنين طويلة مكنش بيتقال عليها دولة عدوان ..لا سيادتك ..دي كانت من أهم الشركاء التجاريين للسودان ..ومن أهم المستثمرين والمانحين ...ودخلوا يعملوا موانيء ...موانيء !!! بتفكرك بحاجه حدوتة الاستثمار والموانيء دي يا فندي ؟! لا متشغلش بالك ....موانيء بأه سيادتك واستثمارات ومحطات كهرباء ..ومنح ...وقروض وترابيزات بينج وبلياردوا ...والامارات الدولة الشقيقة الجميلة".
وبالمقابل في مصر أضاف ".. من كام يوم برده ومن كام ساعة ومن كام اسبوع ومن كام شهر ومن كام دقيقة ، احنا هنا في مصر برده بنسمع عن استثمارات إماراتية في موانيء برده ! ومحطات ومنح وقروض وشراء فنادق وبنوك ...وعاشت الامارات العربيه الشقيقة برده ! يا خوفي يا بدران .. مهو الفيلم ده لتعري قبل كده … وكانت شقيقة وبقت دولة عدوان ! محدش يعني ناوي يتعلم ".
وأضاف ".. الحقيقة أن الاستثمار الأجنبي المباشر شيء مهم جدا ..ومفيش دولة عاقلة تستغني عنه ..بس انا بقول لسيادتك عاقلة. ..وهنا اقصد تعرف نظام غير مستبد وتملك ادواتها السياسية والاقتصادية مش متورطة في ديون وعاركة حفاظ علي السلطة وحاجات مش ولابد بتفكرنا بحمدتي والدعم السريع .....وحدوتة الرقابة سواء من خلال المجالس النيابية والتشريعية بعافية ..ولا في اعلام حر ولا بطيخ ...مفيش الا سلطة بتتورط كل يوم في خلق أوضاع بتخنق المستقبل ..".
وأشار إلى أنه ".. في وجود نظام مستبد في السودان .. استطاعت الامارات أن تكون حليف وشريك وكمان تمد حبل إنقاذ وبالمرة بعد كده تلفه حلوين رقبة الشعب السوداني ..طيب هو ده ميتكررش والنبي ! " وهو تحذير ضمني من المحلل تامر النحاس للمصريين.
الإمارات مستبدون
وعن أسباب هذا الانتقام الإماراتي قال: ".. هو ليه الامارات بتعمل كده ..هقولك ببساطة الامارات ضد قيام أي نظام ديمقراطي في الإقليم ..ضد اصلا أن في مواطن يملك حق إدارة وطنه ..اصل دي ببساطة مشكلة ..مشكلة لو العدوي دي وصلت للامارات وتهدد الشركة العائلية اللي اسمها الامارات
الامارات مع أي نظام مستبد ...مع أي حكم الأسر في الإقليم...معاهم في كل حاجه ..فلوس ..سرقة مقدرات الشعوب ..استثمار ..اي حاجه سيادتك ...والشراكة دي بتنتهي لو الشعوب المتهورة قررت تحكم نفسها وتخرج علي حكم الأسر ...جريمة أصلها أن الشعوب تحلم بالنور ...وقتها وشك ميشوفش النور ...زي ما سيادتك شايف كده..دولة عدوان ...الامارات عارفة معضلة الجغرافيا والتاريخ ومصممة تحمي نفسها بإيذاء كل من حولها ..حاجه كده زي القنفد ..بس يمكن القنفد ارحم ..اصله مش بيأذي الا اللي يقرب له ! أو يمكن وجود نظم سياسية ناجحة قد تعتبره الامارات الذي يستحق العدوان ! (مصادر في التعليقات ..حكاية توقيع الجيش السوداني بالخروج من الجيش والاقتصاد ..اتفاقية مارس التي لم يوقع عليها حمدتي)".
مراجعة مطلوبة
وكمن يطلب مراجعة الموقف "المصري" من الإمارات وأن القصف بالمسيرات له أشكال عدة فقال "..اللي عمله نظام الامارات المصنف دولة عدوان وفق لما اعلنته السودان في اخواتنا هناك ، ينافس بقوة جرائم العدو في اخوتنا في الشرق ! متخيل.. انا مبقتش عارف هم بقوا كام عدو ! مهو الاستبداد عدو ..الافقار عدو ..السلطة الجاهلة عدو ...الميلشيات عدو ...شركاء السلطات المستبدة في بلادنا عدو ....الامارات قالك دولة عدوان ...والعدو مهو عدو ! ".
وأضاف ".. يمكن البداية اننا نشوف السياسة الخارجية للامارات ونعرف هي حليفة ايه بالظبط ..نفهم ...نفهم ونفكر ...مش بقولك بلاش استثمارات أجنبية ..لا طبعا ..علي الاقل في تشغيل ، عملة وناس بتدفع ضرائب ...بس نركز ...ونشوف الدولة الشقيقة دي بتدعم مين فعلا ..بتدعم أنظمة قمعية ولا بتستثمر ولا بتدعم شعوب عربية ...ولا يمكن هي طول الوقت دولة عدوان ..عدوان علي حرية الشعوب..وحقهم في أنهم يخرجوا بره قضبان سلطات جاهلة ومستبدة .".
وعن توقعه مستقبلاً أن يحدث عدوان مماثل على مصر إن حدث تغيير في مصر "..سؤال ..هو لو مصر عرفت تغيير في شكل الحكم...ده لو حصل ! ..وده لم يرضي الامارات ويمكن اصلا لا تسمح أنه يحصل ....هتعمل ايه ؟ هتعمل حاجه مختلفة عن العدوان ؟ ".
وأضاف ".. أبدى بعض الأصدقاء تعجبهم من كل هذا العدوان لمجرد منع التحول الديموقراطي في السودان .. واعتقد انهم نسوا أن في زمن ما ، كانت أمريكا تدعم نظم قمعية في مناطق كتيرة من العالم ، خوفا من انتشار الشيوعية ...ايوه الناس بتخاف من الأفكار ..وممكن تحارب عشان تقتلها ".
المراقب د.علاء عمر، تابع الموقف وسجل موقفًا منه بتساؤلات كاشفة ".. هل من الطبيعي ان دولة زي الامارات تتوغل في بلد زي مصر كده و تعمل ده فيها ، هل طبيعي انها تتمدد في نظامها الاقتصادي و السياسي كده ؟".
وأضاف "هل طبيعي دولة بتساعد ميلشيا تسعي للاضرار بمصر في السودان بكل الطرق ، ميلشيا بتدمر السودان و مصالح مصر بعداء مخيف ، تتوغل و تسيطر علي الشأن المصري كده ؟".
وتابع: "السودان اعلنت الامارات دولة عدوان و قطعت معاها العلاقات الدبلوماسية اليوم ، لان الامارات بتسلح الميلشيا حاليا بافضل انواع المسيرات و انظمة الدفاع الجوي لتؤمن لهم وضعية انتصار تفاوضية علي الارض ..امبارح مفيش طيارات من اي مكان في العالم توجهت لاسرائيل الا من الامارات .. و ذلك لدعم الكيان معنويا بعد قصف اليمن لمطار بونجوريون ..".
وتساءل "هل طبيعي ان دولة تعمل ضدك في أثيوبيا و السودان و متماهية مع اسرائيل حد التوأمة تمنح لها كل هذا المجال في بلدك ..ينفع تديها جزء مهم من تطوير محور قناة السويس ، تديها ٢٠ مليون متر مربع تديره في مكان و مشروع عظيم الامكانيات ؟.. ".
وأضاف للتساؤلات "فين الأمن القومي اللي الناس بتتكلم عنه لسنوات ..20 مليون متر مربع يديروهم 50 سنة مقابل 15 في المية من الايراد ..
هل ده مفهوم او مقبول او طبيعي ؟"
وأوضح أن "مشروع تكلفته بالكامل حوالي 2 ل 3 مليار دولار بتاخدهم شريحة قرض تروح تدي دولة حق انتفاعه 50 سنة وتاخد 15 في المية ..
الامارات اللي خدت حقوق انتفاع موانيء في افريقيا فدمرتها لصالح جبل علي وموانيها فاضطرت الدول الافريقية اللي ادركت الفخ تلغي الاتفاقات بالقوة وتدخل في نزاع دولي قانوني لتنجو من الفخ الاماراتي ....".