نشر موقع ميدل إيست مونيتور في 27 إبريل تقريرًا تناول خطابًا ألقاه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، أمام جمهور موالٍ في وكالة الأخبار اليهودية JNS. هذه الوكالة، الممولة من شخصيات يمينية متطرفة في الولايات المتحدة مثل شيلدون أديلسون وعائلة ميلشتاين، تُعد منصة إعلامية تنشر سردية الاستيطان وتدافع عن السياسات الإسرائيلية المتطرفة.

في خطابه، حرّض نتنياهو على "قول الحقيقة" ردًّا على ما وصفه بـ"الأكاذيب الإعلامية" حول الفلسطينيين، مؤكّدًا أن الحقيقة وحدها تواجه ما سماه "الكونسبتسيا" (مفهوم خاطئ في العقيدة الأمنية الإسرائيلية). غير أن خطابه لم يحمل إلا سلسلة من الأكاذيب والتحريفات، حسب التقرير.

أولى أكاذيبه أنكرت النكبة التي هجّر خلالها الاحتلال قرابة مليون فلسطيني عام 1948، إذ ادّعى أن اليهود "عادوا" إلى "أرض إسرائيل"، نافياً عنهم صفة الغزاة. اعتمد نتنياهو في ذلك على الأسطورة الصهيونية التي تزعم أن فلسطين كانت "أرضًا بلا شعب".

ثاني أكاذيبه وصفت حرب 1948 بـ"حرب الاستقلال"، رغم أنها في الواقع كانت حرب احتلال خاضتها الميليشيات الصهيونية ضد السكان الأصليين، ووقعت بينما كانت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، لا تحت سيادة إسرائيلية كما يروّج.

أما ثالث الأكاذيب فتناولت حرب 1967، حيث صوّرها كحرب دفاعية بينما بدأتها إسرائيل بهدف التوسّع واحتلّت فيها الضفة الغربية، غزة، سيناء والجولان. بعد الحرب، ضمّ الاحتلال القدس الشرقية والجولان رسميًا، وهو ما اعتبره القانون الدولي باطلاً.

كذلك رفض نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية، زاعمًا أن "تجربة الدولة في غزة" أثبتت فشل هذا النموذج، مع أن غزة ليست دولة مستقلة بل منطقة محاصرة. تجاهل في كلامه حقيقة أنّ الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية وحماس جميعهم لم يعتبروها دولة.

بلغت الأكاذيب ذروتها عندما صوّر إيران كعدو مركزي لإسرائيل، قائلاً إن العرب انتهى أمرهم وإن المعركة الحقيقية ضد طهران، رغم أن التحالف الإيراني الفلسطيني جاء بعد عقود من النضال العربي ضد إسرائيل، منذ ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979.

ختم نتنياهو خطابه بتكرار ادّعاءات قديمة عن حرق الرضّع وقطع رؤوس الرجال على يد مقاتلي حماس يوم 7 أكتوبر 2023، وهي روايات كذّبها العديد من التقارير الصحفية والحقوقية.

وفق ميدل إيست مونيتور، يمثّل خطاب نتنياهو محاولة جديدة لتزييف التاريخ والواقع، وترويج سردية استعمارية تتجاهل الحق الفلسطيني وتبرّر الجرائم الإسرائيلية المستمرة، وعلى رأسها الإبادة الجماعية في غزة.

https://www.middleeastmonitor.com/20250501-debunking-netanyahus-barrage-of-lies/