دخل قطاع غزة رسميًا مرحلة المجاعة الشاملة، مع تحذيرات أممية وفلسطينية من كارثة إنسانية متسارعة تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان، معظمهم من الأطفال، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل منذ ما يزيد عن 57 يومًا. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن إعلان برنامج الغذاء العالمي عن استنفاد كل مخزوناته الغذائية في القطاع، يكشف عن المستوى الكارثي الذي بلغته الأوضاع الإنسانية، ويؤكد أن غزة دخلت مرحلة "الموت الجماعي"، محمّلةً الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة عن استخدام التجويع كسلاح إبادة جماعية. وقالت الحركة في بيان صحفي إن الاحتلال يمنع إدخال الغذاء والماء والدواء والوقود، في وقت يعيش فيه السكان تحت وطأة قصف متواصل ومجازر جماعية. وأضافت أن استهداف محطات المياه ومراكز توزيع الغذاء بشكل متعمد يمثل "واحدة من أبشع صور الانتهاكات للقوانين الدولية"، داعيةً إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق المدنيين. مليون طفل على حافة الموت من جهته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا مؤلمًا، كشف فيه عن اتساع رقعة المجاعة بشكل مخيف، مشيرًا إلى دخول أكثر من مليون طفل في بؤرة الخطر بسبب سوء التغذية الحاد. وأكد البيان أن المجاعة لم تعد تهديدًا نظريًا، بل أصبحت واقعًا دمويًا مع تسجيل 52 وفاة بسبب الجوع، بينهم 50 طفلًا، في مشهد يوصف بأنه "القتل الجماعي البطيء". وأوضح المكتب أن أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما تعيش آلاف الأسر الفلسطينية على وجبات معدومة، غير قادرة على توفير الحد الأدنى من الطعام لأطفالها. وفي ظل استمرار الحصار، انهارت البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، حيث خرجت 38 مستشفى عن الخدمة، وتوقفت 90% من محطات المياه والتحلية، بينما توقفت جميع المخابز عن العمل بعد نفاد الطحين والوقود. جريمة إبادة موثقة بالصوت والصورة اتهم البيان الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة إبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة، وسط تواطؤ دولي واضح. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال، والدول الداعمة له عسكريًا وسياسيًا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، المسؤولية عن الكارثة المتفاقمة. وطالب المكتب بفتح ممر إنساني فوري لإنقاذ السكان قبل وقوع كارثة كبرى قد لا تُمحى آثارها لعقود. كما دعا إلى تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في "جريمة التجويع والقتل البطيء" التي يتعرض لها سكان القطاع. نداء عاجل قبل الكارثة الكبرى في ختام بيانه، وجّه المكتب الإعلامي نداءً إلى المجتمع الدولي، محذرًا من أن "الوقت ينفد"، وأن "أي تأخير في الاستجابة يعد مشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لن تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ". في المقابل، دعت حركة "حماس" الشعوب العربية والإسلامية إلى تجاوز حالة الصمت، والتحرك العاجل لكسر الحصار، وإدخال المساعدات، وتشكيل جبهة دعم لصمود غزة في مواجهة العدوان ومخططات التهجير القسري.