في ضوء الإعلان اليوم رسميًا دخول الدولار الأمريكي بمقره الرئيس مرحلة الانهيار، بات النظام الاقتصادي العالمي الذي بنته أمريكا على أساس بعض الأوراق التي تطبعها، الآن في طريقه ليكون مجرد سطر في كتب التاريخ.
الخلاصة بحسب المحلل ياسر الزعاترة "أن الزمن ليس بصدد العودة إلى الوراء، والمغامرات الحمقاء، لن تعيد أمريكا عظيمة من جديد".
وبحسب الناشط السعودي عبدالعزيز محمد @uu5ua، "سبحان من جعل ترامب سببًا في تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية.. اليوم بدأت الحرب العالمية الثالثة رسميًا، بس المرة هذي مو بالرصاص ولا الطيارات ولا القنابل... لا، بالاقتصاد!".
صورة بائسة لأمريكا (ترامب)
الخبير الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي كتب مقالاً في صحيفة "لوموند" الأحد الماضي قال إنه "لكي نفكّر في المستقبل، يجب أن ندرك حجم التحوّل الجاري. إذا كان أتباع ترامب ينتهجون سياسة بهذه الوحشية واليأس، فذلك لأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع تراجع القوة الاقتصادية للبلاد".
وأوضح أن "الناتج المحلي الإجمالي للصين تجاوز نظيره الأمريكي منذ عام 2016. وهو حاليًا أعلى بنسبة تفوق 30%، وسيتضاعف مقارنة بنظيره الأمريكي بحلول عام 2035. الواقع هو أن الولايات المتحدة بصدد فقدان السيطرة على العالم".
وأشار إلى أن الأخطر من ذلك "أن تراكم العجز التجاري قد أدى إلى بلوغ الدين الخارجي العام والخاص للبلاد مستوى غير مسبوق (70% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025) (..) ومن هنا تأتي المقترحات الصادمة للاقتصاديين الترامبيين، الذين ينوون فرض ضرائب على الفوائد المدفوعة لحاملي السندات الأمريكيين الأجانب. وأكثر من ذلك، يريد ترامب إعادة تمويل بلاده بالاستيلاء على معادن أوكرانيا، بالإضافة إلى غرينلاند وبنما".
ووصل في مقاله الذي جاء تحت عنوان: "الواقع هو أن الولايات المتحدة بصدد فقدان السيطرة على العالم"، إلى أنه "في الواقع، ليس ترامب سوى زعيم استعماري مُحبَط (..) المشكلة أن القوة الأمريكية بدأت تتراجع بالفعل، وأن الزمن لم يعد يتقبّل هذا النوع من الاستعمار الفج وغير المكبوح".
وبعد قرارات ترامب الأخيرة بفرض تعريفات جمركية ثم التراجع عنها، تأثرت الأسواق الأمريكية والبورصات الرئيسة بشكل كبير جدًا وتراجعت الأسهم في البورصات الكبرى بنسبة وصلت وفقًا لمؤشر ستاندرد اند بورز الى 9%.
وقال موقع فوربس الأمريكي اتكلم عن انهيار الدولار ووصفه بأنه هو الأسوأ من عام 1971 من وقت صدمة نيكسون عندما قرر يفك ارتباط الدولار الأمريكي بالذهب وكانت صدمة كبيرة للاقتصاد العالمي.
وسجل مؤشر الدولار الأمريكي المعروف باسم ICE ويقيس قيمة الدولار مقابل سلة من العملات العالمية؛ انخفاضًا تاريخيًا بقيمة 100 نقطة، وتراجع الدولار لأسوأ مستوى له منذ عام 2021.
ويعلق الإعلامي أسامة جاويش @osgaweesh قائلاً: "في تسعينيات القرن الماضي، شهدت اليابان أزمة اقتصادية كبيرة، ما أدى إلى خسارة اسمها "ثلاثية ياسو ": انخفاض في أسواق الأسهم، وارتفاع في عوائد السندات، وتراجع في قيمة العملة وده بالظبط اللي بتعيشه أمريكا النهاردة".
وأبان أن ".. الظاهرة الأخطر على الاقتصاد الأمريكي والعالمي هي فقدان الثقة في الدولار وكل ما هو أمريكي في عملية تعرف اقتصاديًا باسم التخلي عن الدولرة أو DE-Dollarization".
وخلص إلى أن "أمريكا في خطر : انهيار الدولار وهروب المستثمرين.. العالم يعاني بين فوضى ترامب وصدمة نيكسون".