إقدام المعتقلين على الانتحار صرخة احتجاج ضد آلة القمع (فيديو)
الاثنين 14 أبريل 2025 09:30 م
بث الشاب سامح سعودي محاولة انتحاره مباشرة على "فيسبوك"، مُعلنًا بشكل واضح: "خرجت من السجن بعدما تأكدوا أني اتدمرت.. فقدت الأمل تمامًا." هذه الكلمات تعكس واقعًا مريرًا يعيشه العديد من المعتقلين في السجون، والذين لا يتوقفون عن مواجهة الانتهاكات الجسيمة والظروف القاسية، ما يدفع البعض منهم إلى محاولة الانتحار كوسيلة للهروب من هذا الواقع المظلم.
هل الانتحار مجرد رد فعل فردي أم أنه صرخة احتجاج؟
حوادث الانتحار بين المعتقلين السياسيين أصبحت تمثل، للأسف، مشهدًا متكررًا، حيث يعاني المعتقلون من ظروف اعتقال قاسية تشمل العزلة التامة، الإهمال الطبي المتعمد، وغياب العدالة. هذه الانتهاكات ليست مجرد تقارير حقوقية، بل تُترجم إلى مآسٍ حقيقية على الأرض، والتي تتجسد في محاولات الانتحار التي أضحى بعضها أداة للاحتجاج ضد سلطة لا تسمع ولا تكترث.
انتهاكات قاتلة تدفع المعتقلين للهروب من جحيم السجون
كشف مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، عن ثلاث انتهاكات رئيسة تشكل تهديدًا على حياة المعتقلين، والتي تدفعهم في النهاية إلى محاولة الانتحار:
-
منع الزيارات والعزلة القاتلة: يُحرم العديد من المعتقلين من زيارة أهلهم لأسابيع أو شهور طويلة، مما يعزز شعورهم بالعزلة الكاملة وفقدان الاتصال بالعالم الخارجي، وهذا يعمق الأزمة النفسية لديهم.
-
الإهمال الطبي المتعمد: في سجون السيسي، يعاني المعتقلون من إهمال متعمد تجاه وضعهم الصحي. بعض الحالات المأساوية، مثل حالة المعتقل محمود عبد الله الذي حاول الانتحار حرقًا بسبب الإهمال الطبي المتعمد تجاه أمراضه الخطيرة، تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المعتقلون.
-
غياب العدالة وفقدان الأمل: الاعتقالات طويلة الأمد دون محاكمات عادلة، وغياب المراجعة القانونية، تجعل المعتقلين يعيشون في حالة من اليأس التام، ويشعرون أن حياتهم قد انتهت داخل السجن.
الانتحار كوسيلة للاحتجاج: رسالة يائسة في ظل التهميش
الانتحار، في نظر العديد من الحقوقيين، ليس مجرد محاولة للهروب من الواقع القاسي، بل هو أيضًا شكل من أشكال الاحتجاج على ظروف لا يمكن تحملها. في غياب أي رد فعل إيجابي من السلطات تجاه هذه الانتهاكات، يتم اللجوء إلى الانتحار كآخر محاولة للفت الانتباه إلى ما يحدث خلف القضبان. لكن للأسف، هذه المحاولات غالبًا ما تقابل بالانتقام والعقوبات القاسية.
استنزاف نفسي يفاقم المأساة
بحسب طبيبة الصحة النفسية نهى قاسم، يُعاني المعتقلون السياسيون من استنزاف نفسي هائل. تنبثق معاناتهم من عدم فهمهم للسبب الحقيقي وراء اعتقالهم، حيث يجدون أنفسهم ضحايا لمجرد التعبير عن آرائهم أو أفكارهم السياسية. هذا الوضع النفسي المزري يسبب انهيارات حادة في حالاتهم النفسية، مع تزايد محاولات الانتحار كوسيلة للهروب من هذا الجحيم.
شهادات الموت البطيء في سجون بدر: هل من نهاية لهذا الكابوس؟
تزداد حالات الموت الغامضة والانتحار في سجن بدر 3، حيث تم توثيق العديد من الوقائع التي تفضح التعذيب المستمر والظروف القاسية. كما تشير التقارير إلى أن المعتقلين مثل أحمد محمد عبد العزيز، الذي حاول الانتحار بعد سبع سنوات من الحبس الاحتياطي، يتعرضون إلى معاملة لا إنسانية، مما يزيد من الاحتقان داخل السجون.
شاهد محاولة انتحار الشاب سامح سعودي:
https://x.com/_AliBakry/status/1910101618114150720