مصادرة "لقمة عيش" لاجئ سوداني في مصر: من يقتل أحلام البسطاء؟
الأربعاء 9 أبريل 2025 11:00 م
في شوارع منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، كان الشاب السوداني مضوي عبد اللطيف، الذي فرّ من ويلات الحرب في السودان، يجر عربة صغيرة تحمل حلوى "الباكمبا" السودانية، وهو يطوف من شارع إلى آخر، وجهه يشع ابتسامة خفيفة، رغم شحوب التعب الذي يعلو قسمات وجهه، والقلق الذي يساور قلبه بعد أن فقد مصدر رزقه الوحيد.
مضوي عبد اللطيف، الذي هاجر إلى مصر مع أسرته هربًا من أتون الحرب الدائرة في السودان، كان قد قرر أن يعيد بناء حياته على أرض مصر. يقول الشاب البالغ من العمر 28 عامًا، "جئت إلى هنا مع أمي وأشقائي وزوجتي وأبنائي، بعدما فقدت وظيفتي في الخرطوم، وبعد أن نفدت الأموال التي ادخرناها، لم أجد أمامي سوى العمل في بيع حلوى الباكمبا، وهي مهارة اكتسبتها والدتي وزوجتي".
السعي وراء لقمة العيش وسط تحديات جديدة
قرر مضوي أن يكون صاحب مشروع صغير رغم الظروف الصعبة، فاشترى عربة مستعملة لبيع حلوى الباكمبا، التي تلقى إقبالًا كبيرًا في المنطقة. وقال: "بدأت أعمل بها في شوارع بولاق الدكرور وفيصل، مشيًا على الأقدام بعربة صغيرة، وكنت أعمل ساعات طويلة، ولكنني لم أكن أطلب المساعدة من أحد، بل كنت أسعى لكسب رزقي بعرق جبيني".
لكن المفاجأة جاءت عندما قرر موظفو الحي مصادرة عربة مضوي دون سابق إنذار. أضاف مضوي قائلاً: "لم أتسبب في أي مشاكل أو إزعاج في الشارع، كنت أبيع الحلوى في الأماكن المخصصة، وعندما توقفت لبيعها لم أشغل الطريق، وفوجئت عندما جاء عدد من موظفي الحي وصادروا العربة التي تمثل مصدر دخلي الوحيد".
اتهامات وتحديات
مضوي يشك في أن أحد المحال التجارية الشهيرة في المنطقة قد يكون هو من أبلغ عن وجوده لدى السلطات، خاصة مع تزايد الإقبال على حلوى الباكمبا التي يبيعها، سواء من قبل المصريين أو السودانيين المقيمين في المنطقة. ويصرح: "أحب المصريين وأتعامل معهم بحسن نية، ولا أعتقد أنني تسببت في أي أذى، كل من حولي يشهد لي بذلك".
نداء إلى المسؤولين
في ختام حديثه، وجه مضوي نداء إلى المسؤولين في الدولة قائلاً: "أرجو منكم أن تساعدوني في استعادة عربة البيع، لأنها تمثل مصدر رزقي الوحيد، وتعول أسرتي المكونة من سبعة أفراد. أنا على علم بأنني لم أتمكن من الحصول على التصاريح اللازمة، ولكنني أطلب مساعدتكم في إصدارها لي حتى أتمكن من الاستمرار في العمل بشكل قانوني".