كشفت الصحف الصهيونية عن مقترح مصري جديد لجسر الهوة بين كيان العدو وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أن المقترح لا يختلف كثيرًا عن مقترح أولي طرحه السيسي في 4 إبريل الماضي مع القمة العربية التي أعلنها بناء على طلب رئيس سلطة التنسيق الأمني محمود عباس!
وزعم موقع "العربية نت" أن "الحركة (حماس) أبدت مرونة فيما يتعلق باليوم التالي للحرب".. مصدر فلسطيني ينفي للعربية ما يتم تداوله عن مقترح مصري وجه لحماس.
تفاصيل المقترح لم تكشف عنه الصحف العبرية، في حين تبنت قناة "العربية" المقترح المجهول، ونقلت عن مصدر فلسطيني "للحدث" أن "حماس أبدت مرونة خلال لقاءاتها مع المصريين بخصوص "اليوم التالي"، وأن "تفاؤلاً مصريًا بنجاح مقترح لهدنة غزة على ضوء لقاء نتنياهو وترمب غدًا" وأن "القاهرة قدمت مقترحًا يجمع ما وافقت عليه حماس وما تطالب به "إسرائيل".!!
ورسميًا لم يصدر عن الجانب المصري أي مقترحات سلمتها لحركة حماس، وقبل ساعات من الإعلان الصهيوني رفضت حركة حماس التفاعل مع الوسطاء ــ خصوصًا مقترحات ويتكوف المبعوث الأمريكي ــ وهو ما يعني ضمنًا بحسب المحلل السياسي أدهـم إبراهيم أبـو سلميـة@pal00970 "لا نقبل منطق الضغوط، ولا نفاوض تحت النار أو في ظل انحياز سافر". إنها رسالة تقول: "لسنا في موضع الضعف، بل نعيد تشكيل شروط التفاوض من جديد، رغم الألم والوجع والجوع في الميدان".
وعن إعلان الناطق باسم كتائب القسام عن أن نصف الأسرى الأحياء تحت إجراءات أقرب للموت منها للحياة ــ في المناطق التي يطالب العدو بإخلائها" اعتبر أبو سلمية أن هذا "قلبٌ للطاولة. إنها رسالة بلغة النار: "أنتم تطلبون إخلاء مناطق من السكان الأبرياء… ونحن نربط بقاء أسراكم ببقائهم، المعادلة صارت معكوسة: الأرض مقابل أسراكم، لا العكس.".
وأشار إلى أن دلالات هذه الخطوات: أن "الصمت السياسي بالأمس كان تعبير قوة لا عجز. والإعلان الميداني اليوم هو تظهير تكتيكي لما كان يُبنى بهدوء في الخفاء." وأن "المشهد يقول بوضوح: من ظن أننا في موقع التوسل، فليقرأ بيان القسام جيدًا.".
https://x.com/pal00970/status/1908205703917166994
ويبدو أن المقترح المصري هو صهيوني بالأساس وتبنته أيضًا - علاوة على "الوسيط" المصري - سلطة عباس التي قال مصدر "فلسطيني" نقلاً عنها إنه "يتضمن إعلان حماس إنهاء سيطرتها على غزة والبدء بخطوات دمج القطاع والضفة الغربية"!!
وكان آخر ما وافقت عليه حماس هو مقترح أمريكي يتضمن (عيدان أليكسندر + 4 جثث) مقابل:
- استئناف تنفيذ البروتوكول الإنساني بتفاصيله.
- الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
- الانسحاب من محور فيلاديلفيا.
- ما يوازي ذلك من أسرى فلسطينيين.
- فتح المعابر.
- يتم جميع ذلك بالتزامن مع عمليات تسليم الأسرى.
وسبق لعضو المكتب السياسي لحماس أسامة حمدان أن أعلن أن الاتصالات مع الأشقاء في قطر ومصر مستمرة للجم العدوان الصهيوني على شعبنا، مؤكدًا أن حماس "منفتحون على أي جهد يعيد اللحمة للشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الإسرائيلي.".
وأضاف "لم يصلنا أي مقترح مصري رسمي خلال الساعات القليلة الماضية".
واعتبر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن "تهجير آلاف الفلسطينيين في الضفة تم تحت سمع وبصر السلطة دون أن تحرك ساكنًا.".
وأوضح أن "إسرائيل" تمارس ضغوطًا عسكرية على المقاومة، لكنها واهمة إن كانت تعتقد أن ذلك سيؤدي إلى تغيير موقفها، مشددًا على أن وقف العدوان يجب أن يكون قرارًا سياسيًا واضحًا وصريحًا دون مواربة".
https://x.com/ajmubasher/status/1902098941707219433
وبحسب ما نقلت وكالات، قال وزير خارجية السيسي بدر عبد العاطي في وقت سابق: "هناك مقترح بأن يدرس مجلس الأمن تأسيس وجود دولي في قطاع غزة والضفة الغربية، الخاضعين للاحتلال، تمهيدًا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وقال "عبدالعاطي": "هناك مقترح بأن يؤسس مجلس الأمن وجودًا دوليًا في غزة والضفة".
وانسحب الوسطاء بقواتهم المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دمرته تل أبيب بعد نحو 57 يومًا من توقف العدوان على غزة، ومن خط نتساريم عاد الأمن المصري والأمريكي والقطري من حيث أتوا، تاركين نساء وأطفال غزة يواجهون الغدر والخيانة.
وقال مراقبون إن دورًا مشبوهًا للأمن المصري الذي انتشر في بعض محاور قطاع غزة على أنهم إخوة للفلسطينيين، وصدّقه تعديلات من خارجية السيسي على طرح مقترحات بقوة دولية من مجلس الأمن في غزة.
وكان مقترح السيسي قدّر تكلفة تنفيذ المشروع بحوالي 27 مليار دولار ويشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية داخل القطاع تستوعب 1.3 مليون مواطن بتكلفة 20 مليار دولار، وتوفير بنية تحتية مياه وكهرباء وصرف صحى بتكلفة 4 مليارات دولار، إلى جانب خدمات صحية وتعليمية ورياضية وتجارية وترفيهية بـ 3 مليارات دولار.