أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، موقفه الحاسم من إمكانية التوصل إلى سلام مع قوات الدعم السريع، مشددًا على أن السلام لن يتحقق إلا إذا ألقت هذه القوات سلاحها.
جاء ذلك خلال أول خطاب متلفز له عقب استعادة الجيش السوداني سيطرته على العاصمة الخرطوم، في تطور محوري أعاد رسم خريطة النفوذ العسكري في البلاد.
تحولات استراتيجية.. استعادة الخرطوم ومآلات الصراع
شهدت الأيام الأخيرة تحولات جذرية في مسار الحرب الدائرة في السودان، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على القصر الرئاسي، أحد أبرز المواقع الاستراتيجية التي كانت تخضع لقوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع.
هذه الخطوة دفعت قوات الدعم السريع إلى إعادة تنظيم صفوفها في مواجهة التقدم العسكري المتزايد للقوات الحكومية، لكن قيادتها أكدت على استمرار القتال، معلنة رفضها لأي شكل من أشكال الاستسلام.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت قوات الدعم السريع تحالفًا عسكريًا مع فصيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، التي تسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
يعكس هذا التحالف تعقيد المشهد العسكري واحتمالات اتساع رقعة المواجهات في ظل غياب أفق واضح لحل سياسي قريب.
البرهان.. لا تفاوض حتى القضاء على التمرد
أكد البرهان في خطابه أن خيار التفاوض مع قوات الدعم السريع غير مطروح، مشددًا على أن النصر لن يتحقق إلا بالقضاء الكامل على "التمرد".
وأضاف أن "طريق السلام ما زال مشرعًا، لكنه لن يكون ممكنًا إلا إذا تخلت المليشيا عن سلاحها"، في إشارة واضحة إلى شرط الجيش الرئيسي لأي عملية سياسية مستقبلية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه البلاد انقسامات حادة، حيث يسيطر الجيش السوداني على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من دارفور ومناطق في الجنوب بدعم من الاحتلال الإماراتي، ما يجعل السودان فعليًا منقسمًا إلى معسكرين متحاربين.
تداعيات إنسانية كارثية
أثرت الحرب في السودان بشكل كارثي على المدنيين، حيث أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، ليصبح الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا في ظل استمرار القتال وانهيار الخدمات الأساسية.
كما تسببت المعارك المستمرة في تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد، ما ينذر بأزمة طويلة الأمد ستلقي بظلالها على مستقبل البلاد لعقود قادمة.