ستيف ويتكوف ليس مجرد مبعوث عادي للشرق الأوسط، بل يرى نفسه في مهمة مقدسة تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في مقابلة مطولة مع تاكر كارلسون، كشف ويتكوف رؤيته للمنطقة، التي لا تشمل الفلسطينيين أو حقوقهم الوطنية، بل تركز فقط على غزة وحركة حماس.
وفقًا له، فإن المشكلة ليست في مصير سكان غزة، بل في كيفية بناء ناطحات السحاب الخاصة بترامب هناك.
ويتكوف يعتبر أن غزة مدمرة بالكامل بسبب الأنفاق والقصف، مما يجعل إعادة الإعمار مستحيلة من وجهة نظره، لكنه يتجاهل تمامًا حقيقة أن القصف الإسرائيلي هو الذي حول المدينة إلى أنقاض.
كما يرى أن الشرق الأوسط يمكن أن يصبح مركزًا اقتصاديًا عالميًا إذا تعاونت إسرائيل مع دول الخليج، لكنه لا يعير أي اهتمام لإنهاء الاحتلال أو منح الفلسطينيين حقوقهم.
يعتقد ويتكوف أن ترامب يمارس "السلام من خلال القوة"، ويظن أن هذا النهج ينجح، لكنه لا يدرك أن تجاوز القضية الفلسطينية في اتفاقيات التطبيع كان أحد الأسباب الرئيسية لتصاعد الصراع.
كل محاولة لتجاهل الحقوق الفلسطينية أدت إلى مزيد من المقاومة، وعليه فإن فرض تسوية غير عادلة لن يحقق سلامًا مستدامًا.
كما يقر ويتكوف بضعف مصر اقتصاديًا، لكنه يتجاهل أن ذلك يعود إلى سياسات حلفاء ترامب مثل عبد الفتاح السيسي، الذي أدى حكمه إلى تدهور البلاد رغم المليارات التي ضختها دول الخليج لدعمه.
كما يتناسى أن غزة تمتلك بالفعل نظامًا تعليميًا قويًا تدعمه الأونروا، التي يسعى الغرب إلى إنهائها.
في النهاية، يكرر ويتكوف رؤية قديمة تقوم على إيهام الفلسطينيين بازدهار اقتصادي مقابل التخلي عن حقوقهم، وهو نهج فشل منذ اتفاقيات أوسلو. مشروعه، مثل مشاريع التطبيع السابقة، لا يهتم بتحقيق العدالة بل بترسيخ هيمنة إسرائيل على المنطقة بتمويل خليجي.
لكنه يتجاهل أن الشعوب العربية، التي عبرت عن غضبها عبر تصريحات دينية وسياسية، لن تقبل بهذه الرؤية المفروضة.
ترامب، من وجهة نظر ويتكوف، هو "ثوري حقيقي"، لكن سياساته ستؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يقوض استقرار الأنظمة العربية التي تعتمد عليه وعلى إسرائيل، مما يمهد لجولة جديدة من الصراع بدلًا من تحقيق سلام دائم.