قالت وحدة التحليل العسكري #SMC #Analysis_Unit التابعة لمنصة القدرات العسكرية السودانية (حرب) في إطار تعليقها على الهزيمة التي منى بها الدعم السريع في الخرطوم والمطاردة المستمرة إلى الآن في دارفور: إنه "حين يهرب العدو بلا نظام فإن ذلك ليس انسحاباً بل انهياراً يشبه الطوفان لايعرف وجهة ولايملك إرادة, الانسحاب الغير منظم يعني أن الخوف قد انتصر حينما لم تستطيع المدافع أن تفعل ".

وأوضحت الوحدة عبر @Sudanesearmy1 أن "مليشيا الدعم السريع قد وصلت بالفعل لمرحلة "الانسحاب الإضطراري" وهي مرحلة التراجع الفعلي غير المنظم للقوات والمستنفرين وبقايا التعبئة دون تخطيط يذكر وخارج طوع القيادة بسبب كثافة وضغط نيران القوات المسلحة السودانية بعد العزل والتطويق والتدمير المستمر الناجح للقوات على مدى الشهور السابقة ما أدى بالفعل لفقدان القدرة على القتال المنظم بشكل كامل وفقدان تماسك القوات والتشتت دون أدنى تنسيق مع السحب واسع النطاق لأجهزة "ستار لينك" من كافة المناطق".

وقالت إن "..الانسحاب الغير منظم والإضطراري هو إحدى أحدث العلامات البارزة لأول مرة في التاريخ الحديث لأكبر عملية فرار وهروب من ميدان قتالي في القرن الواحد والعشرين وذلك بعد فقدان مليشيا الدعم السريع على مستوى الجنود وبقايا التعبئة ثقة الإنتصار وتفضيل الفرار وهم وقود الحرب الرئيسي وشريان إستمرارها  ".

وجددت تأكيدها أن "فرار مليشيا الدعم السريع يعني بصورة عملية انهيار واسع النطاق للدفاعات الثانوية والارتجالية التي نشأت بعد الانهيار الواسع في مناطق شرق النيل وبحري وأم درمان في العاصمة الخرطوم ".
 

ورقة بحثية
   
وفي الوقت الذي لم يعد السودان يتحفظ على نعت ابن زايد بـ"شيطان العرب" وبات اللقب الشائع على ألسنة المسؤولين قبل الشعب وبات الهاشتاج الأمضى هو #الإمارات_تقتل_السودانيين، بعد أن راهن محمد بن زايد على التحكم في السودان عبر مليشياته، قبل أن يُمنوا بهزيمة لم يتخيلوها في أسوأ كوابيسهم!.

استعرضت الباحثة والكاتبة الإماراتية المتخصصة في الشأن الأفريقي د.أمينة العريمي "مقترحًا استشرافيًا"، ما بعد معركة الخرطوم التي انهار فيها مليشيات الدعم السريع ضمن حوار مع مجلة MIDIACTU الفرنسية .

وتوصلت الباحثة (المتحررة من سلطان رئيس الإمارات على ما يبدو) إلى عدة خلاصات:

  1. تدرك المدارس العسكرية الإفريقية حتى تلك المتمرسة في ميادين المعارك "السياسية" و"الأمنية" بأن التحدي الذي فُرض على الجيش السوداني من الداخل، وبتوافق وتنسيق إقليمي ودولي وإن كان يسعى جاهداً إلى تفكيك منظومة الدولة الوطنية السودانية وإسقاط شرعيتها وتجريف مؤسساتها، إلا إنه ساهم بدون أن يقصد في بروز المؤسسة العسكرية السودانية "إقليمياً، ودولياً"، بصورة لم تحظى بها مؤسسة عسكرية في التاريخ الحديث للقارة الإفريقية، وهذه دلالة لها ما بعدها لمن يدرك ويعي وعي الشعوب عند إرتباطها بوطن وليس بحاكم.

    وقالت ضمن هذه الخلاصة أن خير دليل على ذلك تعليق العميد "Adebayo Adekola" رئيس جهاز المخابرات النيجيري عندما سأله أحد مرافقيه السؤال التالي "سيادة العميد بذلنا جهود كثيرة لتقويض الإرهاب في بحيرة تشاد ، ما الذي لم نفعله حتى يستمر إلى الأن؟

    فأجاب "Adebayo" قائلاً "يختار القدر بعناية وجهته الفارقة ويحط برحاله على شعوب هيئها الله لتكون القائدة والقدرلا يخطىء".
     
  2. ما إن بدأت فصول معركة الخرطوم تقترب من نهايتها، حتى برزت أمامي عدة ملفات أرى من الضرورة بمكان مناقشتها وتفنيدها، بإعتبارها أهم الملفات المرتبطة بنتائج معركة الخرطوم، فتقدم تلك الملفات أو تأخرها يحدده عامل واحد فقط وهو سير العمليات العسكرية وما ستسفر عنه في الأيام القادمة.
     
  3. الملف الأول: حكومة السلام الموازية "تراجع يمهد للإنحسار"..
    واعتبرت أنه ما من شك أن معركة الخرطوم ألقت بظلالها سلباً على الوضع السياسي المرسوم لحكومة السلام المزمع إعلانها إبريل المقبل، فنجاح القوات المسلحة السودانية في دحر مليشيا الدعم السريع من كافة المقار الحكومية والوزارات السيادية، وإسترداد العاصمة الوطنية أخل بكافة الترتيبات التي عملت عليها المليشيا لإنجاح حكومتها الموازية.

    وأكدت أن "انفضاض جمعهم والتراجع عن إعلانها مسألة وقت، وقد نشهد قريباً بيانات إسترحام موجهة للحكومة السودانية للعفو والصفح أسوة بالكوادر العسكرية والحزبية التي سبقتها والمنشقة من مليشيا الدعم السريع والعائدة لحضن الوطن، فإذا كانت الصحافة الإفريقية وصفت الميثاق التأسيسي الذي أعلنه المجتمعين في نيروبي بــ"الميثاق الضحل"، فإن معركة الخرطوم جاءت لتكريس ذلك المعنى، بل وترجمته واقعاً لعله يقنع تلك الأنظمة الداعمة لإسقاط الدول الوطنية بحقيقة الركائز التي ترتكز عليها الجيوش الوطنية البعيدة عن الإشراف الخارجي والإدارة الأجنبية.

    وتابعت أن كافة العناصر الحزبية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية والاستخباراتية تدرك أن إنشقاقها من مليشيا الدعم السريع وعودتها لحضن الوطن وإن كان لن يقضي على شعور التوجس منها في وجدان القيادة السودانية، ولكنه قد يمنحها فرصة لطرح نفسها، من خلال كسب جزء من المكون الشعبي بإعتباره الأساس الأول للعودة للمشهد السياسي، وذلك نابع من رؤيتها المستقبلية لسودان ما بعد الحرب، فهذه العناصر لديها قناعة بأن الأزمة السودانية وتطوراتها المفصلية تمخض عنها سودان جديد بشعب جديد، لا يحمل من سودان الإنقاذ إلا ذكراه، وإن تاقت نفوس البعض منهم إلى تلك الحقبة إلا إنهم قطعاً لا يسعون لإعادتها، ويعود ذلك لتطور مفهوم الوطن لدى لمواطن السوداني، مما نتج عنه تشكيل رؤى مستقبلية ما كان لها أن تولد إلا بعد هذا المخاض العسير الذي شهدته أرض المقرن.

    ورأت أن المكون العسكري والأمني المنتمي لمليشيا الدعم السريع والذي يُرادُ له أن يكون النواة الأولى لجيش حكومة السلام المزعومة بات يدرك أيضا أن الرهان عليه أسقطته معركة الكرامة التي خاضها ضد الجيش السوداني، ولا توجد هزيمة في القاموس العسكري أكبر من هزيمة طرف حظى بعملية إمداد لوجستي غير مسبوقة في تاريخ أفريقيا الحديث، وبدعم وتنسيق إقليمي ودولي، فتهاوت قواه في ساحة معركة ليست له، بعدما أدرك بأن قوة الخصم ليست في عتاده بل في عقيدته، فتولى زاحفاً يخالج نفسه ذلك الشعور الذي لا يعرف مرارته إلا هو، فأنى له أن يراهن على بناء جيشاً لدولة؟ ..

https://x.com/gulf_afro/status/1904436595849150955