على سبيل استعراضها للأزمة الاقتصادية في مصر، زعمت صحيفة (هارتس) أن مصر ساعدت سكان غزة، وهي مستعدة لمواصلة مساعدتهم". قائلة إن مصر "..عازمة على المشاركة في مشروع إعادة إعمار غزة، الذي قد يُدرّ عليها أرباحًا طائلة، إن تحقق. لكن قبول الغزيين على أراضيها، حتى لو وصلوا "طواعيةً"، أمرٌ مختلف تمامًا".
وادعت الصحيفة أنه "بالنسبة للقاهرة، يُمثل هذا تهديدًا متعدد الجوانب، يبدأ بمخاوف تتعلق بالأمن القومي وخطر ظهور خلايا إرهابية من بين اللاجئين تسعى لضرب إسرائيل، وتعاونها مع منظمات ناشطة بالفعل في مصر. لا تزال مصر تشن حربًا دموية ضد الإسلاميين المتطرفين، وآخر ما تحتاجه هو أن يكتسبوا قوات عسكرية مُدربة إضافية قاتلت في غزة".
وأضافت أن "قبول الغزيين في مصر يعني أيضًا من وجهة نظر وطنية "القضاء على المشكلة الفلسطينية" على حد تعبير الديهي، وحصر الحل في الأراضي المصرية ـ حتى لو تم سجن اللاجئين في مدينة خاصة يتم بناؤها لهم، وحصلت مصر على ثروة مقابلهم.
ورأت (هآرتس) أن فكرة زعيم المعارضة، عضو الكنيست يائير لابيد ، و"تقضي بـ"سيطرة" مصر على غزة لفترة محدودة، غير واقعية".
وأضافت أنه "رغم أن مصر استقبلت نحو 100 ألف غزّي فرّوا إليها مع بداية الحرب عندما كان معبر رفح الحدودي لا يزال مفتوحًا، إلا أنها فرضت قيودًا صارمة على حريتهم في التنقل ومنعتهم من العمل. ولم يتمكنوا حتى من تلقي مساعدات الأونروا لأن الوكالة غير مخولة بالعمل في مصر، ولديها مكتب تمثيلي صغير هناك".
أوضاع "الاستضافة"
وعلى سبيل التباهي قالت الصحيفة إنه "يُحتجز المرضى والجرحى الذين وصلوا إلى مصر في المستشفيات في ظروف احتجاز مُقيّدة."، مضيفة أنه "في كثير من الحالات، يُجبرون على شراء أدويتهم، ولا يُسمح لمرافقيهم بمغادرة المستشفى إلا لفترة محدودة، بمرافقة ضباط أمن. لن تنتظر "الريفييرا المصرية" على طريقة ترامب اللاجئين للانتقال إليها طواعيةً."!
وعلى الوضع السالف، أشارت إلى أنه "يحظى رفض مصر استقبال سكان غزة بدعم قوي من جميع الدول العربية، بدءًا من المملكة العربية السعودية، التي قادت الموقف المتشدد ضد خطة النقل. ويتكوف وترامب على دراية بالموقف السعودي، الدولة التي يعتمد عليها إلى حد كبير تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط".
صعوبات جسيمة
وعلى عكس ما يعلنه السيسي قالت (هآرتس): "ما تواجهه مصر من صعوبات اقتصادية جسيمة، لكن ليس بسبب غزة".
وزعمت أن السيسي "تمكّن" من تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية المعقدة، والتي كان من شأنها أن تُزعزع استقرار البلاد، مثل رفع أسعار الوقود، ثم سعر الخبز، وهو ما لم تجرؤ الحكومات السابقة على المساس به لعقود. كما عَوّم سعر صرف الجنيه المصري، مما أدى إلى انخفاض قيمته بنسبة 40% مقابل الدولار
وعن الدعم المشروط خليجيًا، وصفت الصحيفة الصهيونية أن السيسي "نجح في حشد دول الخليج ، التي بادرت إلى تقديم المساعدة، لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع بالبلاد. من بينها، تعهدت الإمارات العربية المتحدة باستثمار نحو 35 مليار دولار في مشروع عقاري، والسعودية بنحو 10 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تزيد قطر استثماراتها في البلاد إلى 7 مليارات دولار".
واستدركت الصحيفة "مع أن حزام الأمان الاقتصادي الذي تُحيط به دول الخليج مصر يفوق بعشرات المرات حجم المساعدات الأمريكية، إلا أنه لا يزال غير كافٍ لإنقاذ مصر من مصاعبها. والأهم من ذلك كله، أنه لن يُغني عن الدعم الدبلوماسي والعسكري الأمريكي، الذي فتح أبواب المؤسسات المالية الدولية للقاهرة".
وأضافت إن "ذلك يسمح لمصر بوضع خط أحمر والتعامل مع ضغوط دبلوماسية ثقيلة مثل تلك التي مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على البلاد حتى وقت قريب لقبول مليوني غزّي مع الأردن.".
وأكملت أنه "تراجع ترامب عن هذا المطلب مؤقتًا، مؤكدًا أنه لن يكون هناك إخلاء قسري لسكان غزة، بعد إجراء عدة "محادثات صريحة" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. لكن عندما علمت مصر بتشخيص ويتكوف، وأعلنت إسرائيل في اليوم التالي عن إنشاء مكتب للهجرة الطوعية ، عاد القلق العام إلى الواجهة".
وقال ويتكوف "كل الخير الذي حدث في انتخاب [الرئيس اللبناني جوزيف] عون بسبب إقصاء [زعيم حزب الله حسن] نصر الله و[زعيم حماس يحيى] السنوار، يمكن أن ينقلب كله إذا خسرنا مصر".
وتابع: لماذا "نخسر" مصر؟ قال: "الإحصائيات في مصر هائلة - نسبة البطالة بين من هم دون سن الخامسة والعشرين تبلغ حوالي 45%. لا يمكن لدولة أن تستمر على هذا النحو. إنهم مفلسون إلى حد كبير. إنهم بحاجة إلى الكثير من المساعدة. إذا وقع حدث سيء في مصر، فقد يعيدنا ذلك إلى الوراء".
تعليق الصحيفة أشار إلى أنه "كانت جميع المكونات المتفجرة في كبسولة ويتكوف المُعبأة بمهارة. كان تعريض مستقبل 110 ملايين مصري لمصير مليوني غزّي هو الجزء الحساس من الإهانة.".
وأضاف "لم تتطور الأمور إلا من هناك، حتى تم تعريف مصر كدولة مفلسة، مدعومة باستخدام هذه البيانات غير الدقيقة عن البطالة، حيث أن معدل البطالة حسب الإحصاءات الرسمية المصرية والدراسات الغربية بلغ 6.3%، وبين الشباب نحو 14.5%.
ورأت أنه بعد التشخيص المثير بأن مصر لن تكون قادرة على الاستمرار في الوجود مع هذا المعدل من البطالة، جاء الإشارة الخفية ولكن المهددة إلى اعتماد مصر على المساعدات - الأميركية بالطبع.
وقال ويتكوف إن التطبيع المأمول بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية يعتمد على غزة، فإنه بحسب الصحيفة لسبب ما "نسي" أن يذكر أن "تغيير السكان في غزة"، على حد تعبيره، سوف ينفجر بسبب اعتراضات المملكة وحلم التطبيع معها.
https://www.haaretz.com/middle-east-news/2025-03-24/ty-article/.premium/witkoffs-concealed-threat-against-egypt-could-affect-relations-with-israel/00000195-c605-db42-afb7-c76dfcd10000