شهدت منطقة جبل حريف الواقعة جنوب فلسطين المحتلة حادثًا غامضًا أثار جدلًا واسعًا في الأوساط العسكرية والإعلامية الإسرائيلية. ففي سابقة غير متوقعة، تعرّض عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي لهجوم من قبل "الوشق المصري"، أحد أندر الحيوانات البرية المفترسة في المنطقة، ما أسفر عن إصابتهم بجروح متفاوتة، وسط حالة من الذعر والاستنفار العسكري. هجوم مباغت وسط منطقة عسكرية مغلقة بحسب الروايات الرسمية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، فإن الجنود كانوا في مهمة روتينية ضمن منطقة عسكرية مغلقة عندما تفاجأوا بهجوم الوشق المصري. هذا الحيوان المفترس، المعروف بسرعته الفائقة وقدرته على الصيد بمهارة، تمكن من التسلل إلى الموقع والاشتباك مع الجنود، ما أدى إلى إصابات بينهم، بعضها بسبب العضّ المباشر. عقب الهجوم، سارعت فرق الإنقاذ العسكرية إلى نقل المصابين لتلقي العلاج، بينما تمكنت الجهات المختصة من الإمساك بالوشق ونقله إلى مستشفى متخصص بالحياة البرية لفحص حالته الصحية والتأكد من عدم إصابته بأي أمراض مثل داء الكلب. التحقيقات الأولية: من أين أتى الوشق؟ بعد السيطرة على الموقف، أطلقت سلطات الاحتلال تحقيقًا مكثفًا لمعرفة مصدر هذا الحيوان النادر، وسط تساؤلات حول كيفية وصوله إلى موقع عسكري مغلق. تشير بعض الترجيحات إلى أن الوشق قد يكون هرب من إحدى المحميات الطبيعية أو من حيازة غير قانونية لأحد مقتني الحيوانات البرية. بينما يذهب البعض إلى فرضية أن الحيوان قد يكون قد تعوّد على تلقي الطعام من البشر، مما جعله يقترب دون خوف، وبالتالي حدثت المواجهة. الوشق المصري: حيوان نادر يثير القلق الإسرائيلي يُعرف الوشق المصري، أو ما يُطلق عليه "القط البري"، بقدرته الفائقة على التكيّف مع البيئات الصحراوية والجافة. ويتميز بسرعته التي تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، كما يتغذى على الطيور والزواحف والقوارض، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي. ومع ذلك، فقد باتت مشاهدته نادرة في صحراء النقب، ما جعل ظهوره المفاجئ يثير الشكوك. ردود الفعل الإسرائيلية: استنفار إعلامي وجدل بيئي وأمني الحادثة لم تمر مرور الكرام في إسرائيل، إذ تناقلت وسائل الإعلام العبرية الخبر على نطاق واسع، مع تحليلات متباينة حول تداعياته. بينما سخر بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من الجنود الذين هاجمهم "قط بري"، أبدى آخرون مخاوفهم من أن يكون للحادثة أبعاد بيئية أو أمنية غير معلنة. وفي الوقت الذي يرى فيه بعض العلماء الإسرائيليين أن الواقعة تسلط الضوء على اختلالات بيئية ناتجة عن الأنشطة البشرية في صحراء النقب، ذهب آخرون إلى إعادة التذكير بتقارير سابقة حول انتشار "البرص المصري" في وادي عربة، وسط تحذيرات من تأثيراته البيئية المحتملة.