وثقت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان السنة الثامنة من اختفاء المهندس الشاب محمود عصام محمود أحمد خطاب (34عامًا) قسريا، منذ اعتقاله في ديسمبر 2017.
وقالت المنظمة إن عصام بعد اعتقاله من منزله في المطرية، انقطعت أخباره تمامًا، ولم تفلح أسرته في معرفة مصيره رغم البلاغات والتلغرافات التي قدمتها.
وأضافت أن محمود عصام، شاب طموح، أنهى دراسته في كلية الهندسة بتقدير جيد جدًا، وكرّس جزءًا من وقته للأعمال الخيرية، يساعد الفقراء في توفير المياه والكهرباء وإصلاح المنازل. لم يكن له أي انتماء سياسي، ولم يرتكب جرمًا يستدعي إخفاءه كل هذه السنوات.
وبدأ محمود حياته الزوجية قبل قليل من اختفاؤه قسريا كما لم يكن قد أكمل خمسة أشهر من زواجه، تاركًا زوجته حاملًا. اليوم، أصبح طفله في السابعة من عمره، يسأل عن والده ولا يجد سوى صورة باهتة وذكريات تحكيها له أمه.
ووالداه، اللذان تقدم بهما العمر وأرهقتهما الأمراض، لا يزالان ينتظران خبرًا عنه. سنوات من القلق، من الدعاء، من الأمل الذي لا ينطفئ رغم كل الألم. كيف يختفي إنسان هكذا؟ كيف يحرم طفل من والده، وزوجة من زوجها، وأم وأب من ابنهما الوحيد؟، بحسب المؤسسة.
والد محمود قال: "ابني كان متزوجًا حديثًا ولم يمضِ على زواجه سوى أربعة أشهر، وكان حينها في منزله عندما داهمته قوة أمنية مكونة من أشخاص يرتدون ملابس مدنية، يستقلون سيارات فاخرة، عند الساعة الثالثة عصرًا يوم السادس من ديسمبر 2017. اقتحموا المنزل بطريقة وحشية، وحطموا الباب دون أي توضيح سوى قولهم إن الأمر إجراء روتيني، وسيعود بعد ساعة".
وبدأ الوالد البحث عن نجله المختفي، في أقسام الشرطة، ومقار الأمن الوطني، ورفع الشكاوى للنائب العام ووزير الداخلية، وإرسال التلغرافات. لكنه، وبعد كل تلك المحاولات، لم يتلقَّ أي معلومة تكشف عن مصير ابنه.
وأضاف، "ابني شاب مستقيم بشهادة الجميع، ليس له أي انتماءات سياسية أو أعداء، فهل التزامه بالصلاة جعله هدفًا لهذه المعاملة؟ يقول الأب المكلوم، مضيفًا أنه يخشى من تلفيق تهم لابنه أو تعرضه لمكروه في ظل انقطاع أخباره تمامًا.