في خطوة تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية داخل الأسر، كشفت المجندة الصهيونية آغام بيرغر، التي أُطلق سراحها مؤخرًا من قطاع غزة، عن تفاصيل تجربتها خلال فترة احتجازها لدى "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس".
ومن بين أبرز ما تحدثت عنه، تلقيها ورفيقاتها "كتاب صلاة" سمح لهن بأداء الشعائر الدينية، خاصة خلال عيد الفصح اليهودي.
اللحظات الأولى داخل الأسر
تم أسر بيرغر في 7 أكتوبر 2023 من قاعدة جيش الاحتلال في مستوطنة نحال عوز، ضمن عملية نفذتها المقاومة الفلسطينية رداً على التصعيد الصهيوني في قطاع غزة.
وخلال فترة الأسر، مرت بيرغر ورفيقاتها بتجربة غير متوقعة، حيث لم تقتصر المعاملة على الاحتجاز فقط، بل شملت توفير بعض المستلزمات الدينية لهن.
في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أوضحت بيرغر أن الأسرى فوجئوا بعناصر حماس يقدمون لهم مواد مختلفة، بينها "سيدور"، وهو كتاب الصلوات اليهودية المستخدم في الشعائر اليومية والمناسبات الدينية.
وقالت: "لا نعرف كيف حدث ذلك، لكنهم أحضروا لنا بعض المواد، من بينها كتاب الصلوات، وكان ذلك في وقت كنا بحاجة إليه".
ممارسات دينية في الأسر
بحسب بيرغر، فقد تمكنت هي وزميلاتها من متابعة التواريخ عبر أجهزة الراديو والتلفاز، مما ساعدهن في تحديد المناسبات الدينية اليهودية أثناء احتجازهن.
وبفضل ذلك، استطاعت المجندة الاحتفال بعيد الفصح، حيث رفضت تناول الخبز المخمر وطلبت دقيق الذرة بدلاً منه، ليتم توفيره لها.
لم تكن هذه هي الممارسة الدينية الوحيدة التي تمكنت من أدائها، فقد أكدت بيرغر أنها استطاعت الصيام خلال عيد الغفران وصوم "أستير"، وهو الصيام الذي يسبق عيد المساخر اليهودي.
كما تمكنت من الحفاظ على قدسية يوم السبت بعدم مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى الراديو.
وفي تصريح آخر نقلته صحيفة "معاريف" العبرية، أضافت أن مقاتلي حماس كانوا يوفرون لهن الشموع ليتمكنَّ من إشعالها في مساء الجمعة، استعدادًا للدخول في السبت المقدس.
معاملة الأسرى بين التصريحات والروايات المتضاربة
رغم تأكيد بيرغر على أنها وزميلاتها استطعن ممارسة شعائرهن الدينية خلال فترة الاحتجاز، إلا أن تصريحاتها فتحت باب الجدل حول الظروف التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال.
حيث تفيد تقارير حقوقية بأن الأسرى الفلسطينيين، وبينهم أطفال ونساء، يعانون من انتهاكات جسيمة تشمل الحرمان من الحقوق الأساسية، بما في ذلك أداء الشعائر الدينية بحرية.
صفقة التبادل وسياق الإفراج
تم الإفراج عن بيرغر في 30 يناير 2025، ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال الصهيوني وحماس، والذي بدأ في 19 يناير.
وشمل الاتفاق ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها مفاوضات لاستكمال المرحلة التالية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
في نفس الدفعة التي أُفرج فيها عن بيرغر، أطلقت حماس سراح زميلاتها المجندات دانييلا جلبوع، ليري الباغ، كارينا أرييف، ونعما ليفي، بالإضافة إلى مدنيين اثنين؛ هما أربيل يهود وغادي موزيس، من وسط المنازل المدمرة في جباليا شمالي قطاع غزة، إلى جانب خمسة أسرى من الجنسية التايلاندية.
جرائم الحرب في غزة.. أرقام مرعبة
تأتي هذه التطورات في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023 واستمر حتى يناير 2025، مخلفًا أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، بحسب تقارير رسمية.
وقد وصفت منظمات حقوقية ما حدث في غزة بأنه "إبادة جماعية" بدعم مباشر من الولايات المتحدة.