في حدث لافت يحمل رسائل سياسية وعسكرية متعددة، سلّمت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح اليوم الخميس، جثامين أربعة أسرى صهاينة إلى الصليب الأحمر، في إطار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
عملية التسليم
انطلقت عملية تسليم الجثامين من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحضور ممثلين عن المقاومة الفلسطينية، وعائلات فلسطينية متأثرة بالعدوان الصهيوني المستمر على القطاع.
وتم تسليم الجثامين ضمن مراسم رسمية، حملت أبعادًا رمزية تعكس موقف المقاومة من الاحتلال الصهيوني وتعاملها مع ملف الأسرى.
وتُعد هذه العملية الأولى من نوعها التي تسلّم فيها المقاومة الفلسطينية جثامين أسرى صهاينة، بعد أن اقتصرت عمليات التبادل السابقة على الأسرى الأحياء.
ووفق ما ورد من مصادر المقاومة، فإن الأسرى القتلى ينتمون إلى عائلة بيباس، التي أُسرت خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، قبل أن يلقوا حتفهم نتيجة القصف الصهيوني المستمر على قطاع غزة.
مشاهد لافتة ورسائل قوية
خلال مراسم التسليم، برزت مشاهد رمزية استثنائية تعكس طبيعة الصراع الدائر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني.
فقد وُضعت الجثامين داخل توابيت سوداء كُتب عليها بوضوح تاريخ أسرهم وتاريخ مقتلهم في نوفمبر 2023، في إشارة إلى تحميل الاحتلال مسؤولية مقتلهم.
وظهرت صورة لرئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو خلف التوابيت، مصحوبة بتعليق مكتوب بثلاث لغات: العربية، العبرية، والإنجليزية: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية"، في إشارة واضحة إلى تحميل قيادة الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن مصير الأسرى القتلى.
كما رفعت المقاومة لوحة بعنوان "النازية الصهيونية في أرقام"، تسلّط الضوء على عدد الضحايا الذين سقطوا جراء العدوان الصهيوني، بينما وُضعت لوحة أخرى تحمل عبارة "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت".
أسرى محررون يشاركون في التسليم
للمرة الأولى، شهدت عملية تسليم الجثامين مشاركة أسرى فلسطينيين سبق أن أُطلق سراحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، في مشهد حمل دلالات عميقة حول تبعات الاحتلال واستمرار المقاومة في نهجها.
كما لفت الأنظار ظهور أحد المقاومين الملثّمين مبتور القدم على كرسي متحرك، حاملًا سلاحه، إضافة إلى لافتة كُتب عليها "اليوم التالي طوفان"، وهي العبارة التي تكررت على لافتات حملها المقاومون خلال الحدث.
ومن بين الرموز التي ظهرت خلال المراسم، كان وجود بندقية "التافور" الإسرائيلية بيد عناصر المقاومة، وهو السلاح الذي تم الاستيلاء عليه من جنود الاحتلال خلال عملية "طوفان الأقصى"، مما يُعد رسالة تحدٍّ واضحة بأن المقاومة لا تزال قادرة على انتزاع مكاسب ميدانية.
شاهد:
https://x.com/sputnik_ar/status/1892491965918306769
https://x.com/qudsn/status/1892497943854293080
https://x.com/AJA_Egypt/status/1892481226910404803
https://x.com/AJA_Egypt/status/1892470681700352016
https://x.com/AJA_Egypt/status/1892467113589174712