يسأل عبد الله، البالغ من العمر 13 عامًا، في بداية الوثائقي الذي تبثه قناة بي بي سي تو: كيف تبقى على قيد الحياة في منطقة حرب: "هل تساءلت يومًا ماذا ستفعل إذا دُمِّر عالمك؟"
ويضيف: "الأهم من ذلك، هل تستطيع البقاء على قيد الحياة؟ بعد كل هذا، يمكن القول أننا أصبحنا خبراء."

عبد الله، الذي أصبح الآن في الرابعة عشر من عمره ويعود إلى منزله في شمال القطاع المدمر، هو الراوي الذي يتحدث بالإنجليزية، وهو أحد الأطفال الثلاثة الذين يتناول قصصهم الوثائقي الذي يعرض الأمل والصمود، وهو اختيار مدروس تهدف من خلاله القناة إلى جعل الفيلم يلقى صدى بعد 15 شهرًا من الحرب.

في تبادل رسائل عبر البريد الإلكتروني مع بي بي سي، قال عبد الله إنه أراد أن يكون جزءًا من البرنامج "لتوضيح المعاناة التي يشهدها الناس هنا في غزة باستخدام لغة يفهمها العالم، وهي الإنجليزية"، وأضاف أنه كان يريد أن يعلم المشاهدون عن الوضع على الأرض دون أن يتم "تشويهه بالمعلومات المغلوطة".

يظهر الوثائقي أيضًا ريناد، البالغة من العمر 10 سنوات، التي تقوم بتصوير نفسها وهي تعد وصفات "على الطريقة الغزاوية" مع شقيقتها في محاولة لإظهار الشجاعة أثناء القصف القريب.
وتقول: "أصبح لدي إبداع وهذا يساعدني على تخفيف الاكتئاب." هدفها (الذي تحقق الآن) هو الوصول إلى مليون متابع على انستجرام.

أما زكريا، البالغ من العمر 11 عامًا، فيساعد في مستشفى الأقصى، حيث يعيش، ويعمل بنضج يوازي نضوج الكبار، حيث ينقل الجثث والجرحى، ويغسل سيارات الإسعاف، ويحلم أن يصبح يومًا مسعفًا.
يلوث الدم من المرضى القفازات البيضاء التي يرتديها، ومع ذلك، يبدو غير مكترث لذلك.

تم تصوير الوثائقي على مدار تسعة أشهر، من إنتاج اثنين من منتجي بي بي سي، جايمي روبرتس (الذي عمل في وثائقي أوكرانيا: العدو في الغابة) والفلسطيني يوسف حماش، حيث لم يكن الهدف الأصلي أن يركز الفيلم بشكل كبير على الأطفال، لكن الفكرة نشأت تدريجيًا مع مراجعة اللقطات التي جمعها مصوران فلسطينيان في القطاع المحاصر.

قال حماش: "التركيز على الأطفال يجعل القصة أكثر إنسانية. الأخبار لا تقدم صورة كاملة - كان هدفنا الذهاب أبعد من الأخبار. الأمر أكثر من مجرد فيلم.
كانت الفكرة أن نتواصل مع ظروف الناس المعيشية، من خلال العمل مع مصورين ميدانيين في غزة".

يُعد الأطفال نصف سكان غزة الذين يبلغ عددهم 2.1 مليون نسمة، لكنهم نادرًا ما يظهرون في التقارير الإخبارية.
لذا، كان جعلهم الشخصيات الرئيسية في الوثائقي، الذي تم تصويره غالبًا عن قرب، بهدف مساعدة المشاهدين على "رؤية الحرب من خلال أعينهم"، كما قال روبرتس، في بيئة كان من الصعب أن يتم الإبلاغ عنها، وأكثر صعوبة في تتبع القصص الفردية.

تم حظر وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة منذ بداية النزاع، ولا تزال غير قادرة على الوصول إلى القطاع حيث يسود وقف هش لإطلاق النار.
لكن هناك مجتمعًا نشطًا من الصحفيين والمخرجين الفلسطينيين في القطاع، ومن خلال حماش تمكن فريق الإنتاج من تجنيد اثنين للعمل على المشروع.

كان أول الأطفال الذين ركز عليهم الفريق هو زكريا، الذي تم اكتشافه بالصدفة بعد قصف مستشفى الأقصى، بينما كانوا يصورون مع سائق سيارة أجرة.
"رأيناه في اللقطات، وسألنا عنه - كان معروفًا في المنطقة، ولذلك كان أول طفل بدأنا بتصويره"، بحسب حماش.

كانت السلامة مصدر قلق دائم، كما قال المخرجان، وقد تم التخفيف من ذلك جزئيًا من خلال التركيز على منطقة "آمنة" حددتها قوات الاحتلال في القطاع، التي كانت، كما يظهر الوثائقي، تتعرض للقصف بانتظام.
تم قصف خيمة المخرج التجاري أمجد الفيومي أربع مرات، كما قال حماش، وفي أحد الأوقات كان في مستشفى الأقصى، حيث رفض مغادرته على الرغم من أمر إخلاء من قوات الاحتلال الصهيوني.

دفعت قوات الاحتلال الصهيوني حتى محيط المستشفى، لكن المسعفين كانوا مصرين على البقاء، خوفًا من أنهم إذا غادروا، لن يتمكنوا من العودة.
قال روبرتس: "كان قد وصل إلى الحالة الذهنية التي مفادها أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، ولحسن الحظ انسحبت الدبابات".

على الرغم من أن الصدمة الناتجة عن النزاع معروفة، فإن الفيلم، رغم أنه لا يتردد في إظهار الواقع، يظل غالبًا إيجابيًا. وينتهي بتفاؤل إعلان وقف إطلاق النار - لحظة أصبحت أكثر حزناً الآن بسبب المخاوف من أن السلام قد لا يستمر. تقول رناد بابتسامة صادقة: "الآن لدي أمل"، وهو أمل سيكون من المؤلم أن يُمحى.

https://www.theguardian.com/world/2025/feb/17/gaza-how-to-survive-a-warzone-bbc-documentary-children