كشف مراقبون معلومات جديدة في قضية إعدام مأمور قسم الشروق العميد أيمن أبو طالب وأكدوا أن اللواء عماد كدواني رئيس قطاع القاهرة الجديدة، والرائد أحمد عاطف رئيس مباحث القسم هما المتهمان الرئيسيان.

ونقل المراقبون قصة اغتيال الشهيد أيمن أبوطالب، عن  عميد متقاعد/ أحمد عواد والذي نشر تفاصيل كثيرة وأشار إلى شهود عيان كثيرون، ولكنهم وبكل أسف آثروا السلامة خوفا من البطش.

وأضافوا أنه بعد ظهر اليوم التالي للانفجارات التي حدثت أمام المعهد القومي للأورام في أغسطس 2019، فوجئ العميد أيمن أبو طالب بهرج ومرج وصراخ داخل أروقة القسم، فخرج من مكتبه ليتفاجأ بأكثر من 150 من الشباب، مربوطون بالحبال داخل أروقة القسم، مع تجهيز رئيس مباحث القسم الرائد الجزار أحمد عاطف، ومعه مجموعة كبيرة من ضباط المباحث والأمناء والجنود، تشريفة للمعتقلين.

وواصل "عاطف"  وزبانية السجن ركل الشباب بالأحذية ومؤخرات البنادق والطبنجات والعصي الغليظة وصواعق الكهرباء، فصرخ أيمن أبوطالب: "اتقوا الله بقى وكررها 3 مرات، هو احنا في قسم شرطة ولا في سلخانة لتعذيب البني آدمين الأبرياء"، ونادى على رئيس المباحث وقال له بكل أدب: "المهزلة دي لازم تنتهي فورا وأنا مش هاسكت على كده ولو فيها اقالتي من منصبي" ثم قال له: "اتفضل يا باشا تعالى مكتبي".

امتنع الرائد أحمد عاطف عن تنفيذ الأمر، وقال للعميد أبو طالب أمام جميع ضباط القسم: "يظهر إنك ما تعرفنيش .. ده أنا بقى اللي بيخوفه بيه الكبار مش العيال !!! روح يا باشا خش مكتبك واركعلك ركعتين يمكن تفوق من الدروشة اللي انت فيها".

وتابع: امتلأت الزنازين عن آخرها وظل التعذيب مستمرا وبشكل لا يحدث في السجون الحربية وتحول القسم إلى سلخانة بالفعل، واستمر هذا الوضع حتى صباح الثلاثاء 13 من أغسطس وهنا فقد العميد أبو طالب أعصابه واستشاط غضبا واندلعت بداخله ثورة التحدى وذهب الى مكتب رئيس المباحث وركله بقدمه، وقال له: "الناس البريئة دي لازم تتعرض على النيابة فورا، اللي بتعمله ده مش قانوني ولا إنساني، أهالي الشباب واقفين قدام القسم ومش عاوزين يمشوا من 4 أيام وانا مش هاستنى لغاية ما تحصل مصيبة وأنا المسئول هنا ولو مش عاجبك اضرب راسك في الحيط انت واللي جابك هنا".

واتصل العميد أبو طالب بالمستشار أحمد حنفي المحامى العام الأول لنيابات القاهرة الجديدة وشرح له المأساة، التي يعيشها 164 شاب داخل زنازين القسم، منذ 9 أيام، وأن هناك عددا كبيرا منهم يعانون من الكسور الخطيرة نتيجة التعذيب، والصعق بالكهرباء، الذي يمارسه عليهم رئيس المباحث، وضباطه وأن رئيس المباحث يتحداه بعدم عرض هؤلاء الشباب على النيابة، كما أكد له أن أهالي الشباب معتصمين أمام القسم منذ 4 أيام وهناك مخاوف من اندلاع اشتباكات بينهم وبين قوة القسم.

وقال شهود عيان: ".. ارتعد أحمد عاطف من الخوف وأمر بتجهيز السيارات لنقل الشباب إلى النيابات المختصة ودخل إلى مكتب العميد الشهيد أيمن أبوطالب، وقال له: "حسابك معايا عسير"، وكان ذلك أمام 3 من ضباط القسم وواحد من ضباط المباحث، وهو برتبة "ملازم" ووالده أحد لواءات الداخلية النافذين، وهذا الملازم هو انتيم أحمد عاطف ويعتبر نفسه فوق المأمور.

وفي مساء اليوم نفسه وعند الساعة 1 من صباح الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2019 تم تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق العميد أيمن أبو طالب في مكتبه، وقد قام بالمهمة ملازم المباحث الذي نوهنا عنه، وللعلم : العميد أبو طالب أصيب ب 3 طلقات في الرأس وليس طلقة واحدة وهذا دليل كاف على أنه قد قتل ولم ينتحر.