“وللحرية الحمراء بابٌ، بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقّ” كلمات خالدة للشاعر المصري أحمد شوقي، جسّدت معاني النضال والتضحية من أجل الحرية، هذه المعاني ذاتها وجدت صداها في كلمات وأفعال قائد حركة حماس يحيى السنوار قبل استشهاده أثناء قيادته عمليات عسكرية على الأرض ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة.
البيت الشعري “وللحرية الحمراء بابٌ، بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقّ” اقتبسه الشهيد يحيى السنوار من قصيدة “نكبة دمشق” لأحمد شوقي، التي كتبها عام 1926 للتعبير عن استنكاره للقصف الفرنسي الوحشي على دمشق خلال الثورة السورية الكبرى، حيث تجسد “الحرية الحمراء” الثمن المدفوع بالدماء، و”اليد المضرجة” تعكس النضال والكفاح، فلا يُفتح باب الحرية إلا بتضحيات الشجعان.
وبينما عبّر محمود درويش عن الوجع الفلسطيني وأحلام الحرية في شعره، جاء قائد حركة حماس يحيى السنوار ليجسد هذه الأحلام على أرض الواقع، حيث تحولت الكلمات إلى أفعال والنضال إلى واقع يومي، ما بين شاعر الثورة وصوتها، وقائد المعركة وأحد رموزها، تظل الحرية هي الهدف، والتضحية هي الثمن.
لاقى مقطع الفيديو لقائد حركة حماس وهو يقول بيت الشعر انتشارًا كبيرًا بين أوساط مغردين فلسطينيين وعرب بعد أن ظهر يردده أثناء قيادته عمليات عسكرية على الأرض ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في رفح ومناطق أخرى.
الفيديو
https://x.com/NezamMahdawi/status/1882881694241538232
وتعليقا على ذلك، كتب بلال بخاري: “مشكلة السنوار التي تفاجئ بها أعداؤه وأصدقاؤه هي صدقه المفرط، وإدراكه لعدم استطاعته إضافة أيام جديدة لحياته، فقرر أن يضيف حياة جديدة لأيامه وأيام أمته ليجعل منها معنى لبقائه وارتقائه، وتحمل -في زحمة قسوتها-رسالة حقيقية عن الغاية الكبرى. كان بُستانيًا حقيقيًا مجسدًا على الأرض”.
وكتب خالد صافي: “ستعلم البشرية أي قائد فذ كان يعيش بيننا وسيكتب التاريخ أن التحرير بدأه السنوار عندما أطلق الطوفان وخاض أيامه فوق الأرض ينكل بالعدو رغم الفرق الهائل في الإمكانيات العسكرية والتقنية”.
في كتب الناشط محمد جمال هلال عبر منصة إكس أن أحمد شوقي، أمير الشعراء، قال الأبيات ورحل، ونفذها أمير المقاومين “يحيى السنوار” فأحياها واستشهد.
وأشار الناشط قاسم طاهر إلى أن الكلمات فيها عزيمة وقوة، تدعو كل الأحرار للقتال من أجل حريتهم مهما كانت الصعاب تعبر عن النضال المستمر ورفض الخضوع، وعن كل من رفع سلاح الحق في وجه الطغاة، يد ملطخة بدماء الشهداء، لكنها تدق على أبواب الحرية التي لا يمكن إغلاقها مهما حاولوا.
وقال نظام المهداوي: “قد تمر سنوات طويلة قبل أن تدرك أمتنا أن الله أرسل فينا قائدًا عظيمًا كسر شوكة عدوه، وحطم أسطورته الأمنية والعسكرية، وجعله منبوذًا ومعزولًا حول العالم، وقادته ملاحقون، وجنوده لا يجرؤون على زيارة الكثير من الدول خوفًا من الاعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب”.
وأضاف: “يحيى السنوار كان فصلًا بطوليًا في كتب تاريخنا العربي والإسلامي، جاء في وقت استيأس فيه العرب من أن يبعث الله فيهم قائدًا كما زمن الصحابة. جاء السنوار ليزيل أقنعة الزيف التي دامت عقودًا، وليفضح أنظمة استمرت أكثر من سبعين عامًا تتاجر بشعار تحرير فلسطين زورًا وبهتانًا”.
وتابع المهداوي: “جاء السنوار ليضعنا أمام حقيقة الأنظمة العربية التي تحكمنا. وها أنت تراه هنا بين مقاتليه وفي الصفوف الأولى مبتسماً وهادئاً ومبشراً بحرية شعبه”.
وكتب بعض الناشطين بالقول: “للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق” هذه الأبيات لها معنى آخر عندما تسمعها بصوت يحيى السنوار وهو في أرض المعركة.
وعلق أحد المغردين قائلا: “بيت الشعر رسالة معناها أنه لا يأتي شيء إلا بثمن، وهو السلاح والجهاد”.
وأضاف ناشطون أن السنوار سطر تاريخه في الأرض وفي السماء، ومن كتب تاريخه بدمه لا يمكن أن يُنسى.
وأشار مغردون إلى أن هذه الأبيات كتبها أمير الشعراء، وألقاها أمير المجاهدين والشهداء يحيى السنوار، وكأنه كان يعلم أن إحدى يديه ستُضرّج بالدماء، والأخرى ستدق طائرة كواد كابتر بالعصا.