أكدت صحيفة سيبرس ميل القبرصية، أن وزارة الطاقة القبرصيةمن الموافقة على خطة تطوير شركة شيفرون لحقل الغاز "أفروديت"، والتي تركز على تصدير الغاز إلى مصر عبر خط أنابيب تحت البحر، مع الاحتفاظ بوحدة الإنتاج العائمة التي نوقشت كثيرًا.
من المتوقع أن تعلن شركة إيني قريبًا عن خططها لتطوير حقل الغاز "كرونوس" في البلوك 6؛ وسيتم استخراج الغاز عبر بنية تحتية تحت البحر ونقله عبر خط أنابيب إلى منشآت "ظهر" في مصر للمعالجة والتصدير إلى شبكة الغاز المصرية.
على الرغم من الحديث عن تسييل الغاز وتصديره إلى أوروبا، فإن وضع الغاز الحالي في مصر يجعل ذلك غير مرجح.
في مصر، يتم بيع كل الغاز إلى شركة إيجاس، التي تدير جميع الأنشطة المتعلقة بالغاز وتقرر كيفية استخدامه؛ ومن المرجح أن يُستخدم أي غاز مستورد لسد العجز المتزايد في الغاز داخل مصر.
الاقتصاد المصري في وضع صعب
ووفقًا للمؤشرات الاقتصادية الدولية، يُعتبر الاقتصاد المصري "مكبوتًا".
تعاني البلاد من أزمة اقتصادية طويلة الأمد، مع ديون تتجاوز 150 مليار دولار، تفاقمت بسبب النقص المزمن في العملات الأجنبية وارتفاع تكاليف سداد الديون والفوائد.
وعلى الرغم من حصول مصر مؤخرًا على قرض بقيمة 8 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، إلا أن التحديات لا تزال قائمة.
وتؤثر أسعار الفائدة المرتفعة سلبًا على الاستثمار، كما انخفضت إيرادات قناة السويس بأكثر من 70%، مما أدى إلى انخفاض حاد في الدخل القومي.
ومع ذلك، قد يشهد عام 2025 بعض التعافي الاقتصادي الجزئي، بفضل تحسن أمن الملاحة في البحر الأحمر والتزام حكومة السيسي برفع دعم الطاقة بالكامل بحلول نهاية العام.
إلا أن التهديدات التي يفرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات، واحتمال نشوب حرب تجارية مع الصين، قد تؤدي إلى اضطرابات إضافية وارتفاع الأسعار عالميًا، مما سيؤثر على الاقتصاد المصري الهش.
أزمة الغاز في مصر
تعتمد مصر بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، لكنها لم تتمكن من سداد مستحقات شركات النفط والغاز الدولية، حيث كانت مديونة بأكثر من 5 مليارات دولار في عام 2024.
ورغم أنها قامت بسداد ثلاثة أقساط العام الماضي، فإنها لا تزال غير قادرة على تغطية الديون الجديدة؛ ونتيجة لذلك، شهد إنتاج الغاز المصري انخفاضًا بنسبة 35% خلال السنوات الثلاث الماضية وما زال يتراجع.
وفقًا لتقاريرنموذج محاكاة الاقتصاد المصري MEES، تحتاج مصر إلى 180 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، بينما يبلغ إنتاجها الحالي 130 مليون متر مكعب فقط، مما يجعلها تعتمد بشكل متزايد على استيراد الغاز الطبيعي المسال وغاز الاحتلال لسد العجز.
تراجعت طاقة إنتاج حقل ظهر إلى نصف سعته الأصلية، كما تراجعت التقديرات الفعلية لاحتياطياته المؤكدة إلى 309 مليار متر مكعب، أي أقل بكثير من 850 مليار متر مكعب التي أعلنت عنها إيني عند اكتشاف الحقل عام 2016. هذا يجعل احتياطيات ظهر أقل من حقل ليفياثان الإسرائيلي (480 مليار متر مكعب) وحقل تمار (315 مليار متر مكعب).
مصر تتحول من مصدر إلى مستورد للغاز
أدت هذه الأوضاع إلى تحول مصر من مصدر للغاز إلى مستورد للغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى استنزاف ميزان المدفوعات المصري.
ومن دون هذه الواردات، تواجه مصر خطر انقطاع التيار الكهربائي بشكل واسع.
علاوة على ذلك، أصبحت مصر أكثر اعتمادًا على غاز الاحتلال الصهيوني، مما يترتب عليه تداعيات سياسية، خاصة في ظل الحرب في غزة ولبنان.
في عام 2024، وافقت سلطات الاحتلال الصهيوني على مشاريع جديدة لزيادة صادرات الغاز إلى مصر من 10 مليارات متر مكعب سنويًا إلى 21 مليار متر مكعب بحلول عام 2028، وهو ما يعادل حوالي ثلث استهلاك مصر من الغاز.
هذا الاعتماد المتزايد يشكل خطرًا على أمن الطاقة في مصر، حيث أثبتت حرب غزة مدى هشاشة أمن الطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط.
آفاق تطوير الغاز في قبرص
اكتشفت قبرص أكثر من 400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، لكن تطوير هذه الاكتشافات يواجه تحديات عديدة.
تملك حقول أفروديت وكرونوس القدرة على تصدير 10 مليارات متر مكعب سنويًا إلى مصر بحلول عام 2028، مما قد يساعد في ضمان أمن الطاقة في مصر.
ومع ذلك، حتى لو حصلت شيفرون على الموافقة على خطتها، فمن المتوقع حدوث تأخيرات في بدء مرحلة البناء، خاصة بعد إعلان الشركة عن تقليص استثماراتها الرأسمالية لعامي 2025/2026، حيث تركز على عملياتها في الأمريكتين وخليج المكسيك لتعظيم الأرباح.
قد تتأخر أيضًا إيني في تطوير حقل كرونوس بسبب الأزمة الاقتصادية الطويلة في مصر وعدم قدرتها على سداد الديون لشركات النفط والغاز.
في المقابل، بدأت إكسون موبيل حملة حفر واعدة، بدءًا من بئر في منطقة شمال مراكيا في مصر، حيث تم تحقيق اكتشاف واعد، يليه حفر استكشافي في البلوكين 5 و10 في قبرص.
ورغم أن البيانات الزلزالية تشير إلى وجود احتياطيات غازية محتملة، فمن غير المتوقع أن تصدر الشركة أي خطط تطوير قبل عام 2026.
https://cyprus-mail.com/2025/01/19/egypts-economic-troubles-impact-on-gas-exports-from-cyprus