في لحظة انتظرها الفلسطينيون طويلاً، دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي.
وبينما بدأ النازحون بالعودة إلى منازلهم في مختلف أنحاء القطاع، لم تكد تمر ساعات قليلة حتى سُجلت خروقات صهيونية للاتفاق، ما يثير التساؤلات حول مدى التزام الاحتلال بالهدنة المعلنة.
 

الهدوء المشوب بالحذر
   مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، خيم هدوء نسبي على أجواء قطاع غزة، حيث توقفت عمليات القصف الجوي والمدفعي التي اعتاد عليها السكان طيلة الأشهر الماضية.
وشهدت شوارع غزة ومخيماتها حركة نشطة للعائلات العائدة إلى منازلها التي اضطروا لمغادرتها بسبب الحرب المدمرة.

إلا أن هذا الهدوء لم يدم طويلاً، إذ أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على خرق الاتفاق بعد وقت قصير من سريانه، فقد نفذت طائرات الاحتلال عمليات قصف متفرقة، استهدفت مناطق في شرق وشمال قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين.
 

تصعيد ميداني رغم الهدنة
   في تطور مثير للقلق، أطلق جيش الاحتلال النار على تجمعات للمدنيين جنوب حي الزيتون في غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال.
كما استهدفت مدفعية الاحتلال عدة مواقع في شمال قطاع غزة، على الرغم من التفاهمات التي تنص على وقف كامل لإطلاق النار.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن الجيش لن يلتزم بوقف إطلاق النار بشكل كامل قبل استلام أسماء ثلاث أسيرات صهاينة يفترض أن تفرج عنهن حركة حماس.
وفي المقابل، أكدت الحركة أن التأخير في تسليم الأسماء يرجع إلى أسباب فنية ميدانية.
 

انسحاب جزئي لقوات الاحتلال
   بالتزامن مع بدء تنفيذ الاتفاق، شهدت مناطق عديدة في قطاع غزة انسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال الصهيوني.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد سحب جيش الاحتلال لواء "جفعاتي" من منطقة جباليا شمال القطاع، بعد أكثر من 470 يوماً من القتال.
كما بدأت قوات الاحتلال في سحب آلياتها العسكرية من وسط مدينة رفح إلى محور فيلادلفيا جنوب القطاع.

وفي السياق ذاته، نقلت القناة 14 الصهيونية أن "عناصر لواء جفعاتي غادروا القطاع أمس السبت، دون تلقي أي أوامر بالعودة"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن التفاهمات التي تم التوصل إليها في إطار الاتفاق.