انتخب البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، في خطوة حاسمة أنهت الشغور الرئاسي الذي استمر لأكثر من عام، في ظل ضغوط سياسية دولية مكثفة على لبنان.
جاء ذلك بعد مساعي متعددة من القوى الخارجية، على رأسها السعودية والولايات المتحدة وفرنسا، التي عملت جاهدًا على تذليل العقبات التي كانت تعيق انتخاب رئيس للجمهورية.
الانتخاب بعد مشاورات مكثفة
توجت جلسة انتخاب الرئيس بعد سلسلة من اللقاءات والتوافقات السياسية بين مختلف القوى اللبنانية، حيث حصل العماد جوزيف عون على 99 صوتاً من أصل 128 في الدورة الثانية، بعد أن نال 71 صوتاً في الدورة الأولى، وهو ما كان أقل من النصاب المطلوب.
وتم إجراء مشاورات موسعة بين ممثلي حزب الله وحركة أمل، حيث جرى تسوية بين الأطراف المعنية ليتم انتخاب عون بعد غياب مستمر للاتفاق.
خطاب الرئيس المنتخب
بعد انتخابه، توجه العماد جوزيف عون إلى ساحة البرلمان حيث ألقى كلمة، متعهداً بحماية استقلال لبنان ورفاه مواطنيه، وقال: "إنني أقسم بالله العظيم أنني سأحترم دستور الأمة اللبنانية وأحفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
وأضاف: "لبنان ظل صامداً على الرغم من الحروب والانقسامات التي مر بها، وسأعمل مع الحكومة المقبلة على تحسين الأداء السياسي في البلاد".
كما تحدث عون عن أهمية تعزيز سيادة الدولة، مؤكداً عزمه على تطبيق سياسة تضمن احتكار الدولة لحمل السلاح وتطوير جيش قوي وقادر على حماية حدود لبنان، خصوصاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وتعهّد بمواصلة العمل على استقلالية القضاء وتطوير التشريعات في مجال العدالة.
المشاحنات والتوترات
لم تخلُ الجلسة من أجواء التوترات السياسية والمشاحنات الحادة، حيث شهدت مشادة كلامية بين النائبة بولا يعقوبيان والنائب سليم عون، القيادي في التيار الوطني الحر، وذلك على خلفية الخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة.
https://www.facebook.com/share/v/1Ep1817aor/
الضغوط السياسية والإقليمية
على مدار الشهور الماضية، شهد ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية العديد من التطورات السياسية التي فرضتها الأزمات الإقليمية المحيطة، لاسيما العدوان الإسرائيلي على لبنان والتداعيات السياسية التي أثرت بشكل كبير على المشهد اللبناني.
كان واضحاً أن التوصل إلى توافق سياسي حول انتخاب قائد الجيش جوزيف عون لم يكن مجرد توافق داخلي، بل كان نتيجة لجهود دبلوماسية خارجية مكثفة.
صراعات التيارات اللبنانية
وكانت القوى المعارضة، بما في ذلك حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع والتيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل، قد شهدت تقلبات في مواقفها خلال الأشهر الأخيرة، بينما كان حزب الله وحركة أمل يصرّان على دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلا أن التنازلات الأخيرة من قبل القوى السياسية ساهمت في جعل قائد الجيش خياراً توافقياً، وبالرغم من تأييد البعض لفرنجية، إلا أن المواقف تغيرت بسرعة لصالح جوزيف عون بعد التوافقات السياسية الأخيرة.