شهدت سوريا في الأيام الأخيرة تطورات حاسمة على الصعيدين الأمني والسياسي، مع شن الإدارة السورية الجديدة حملة أمنية واسعة ضد فلول النظام السابق في مختلف المناطق.
جاءت هذه الإجراءات في إطار جهود الإدارة الجديدة لإحكام قبضتها على البلاد وإعادة بناء دولة تتعافى من آثار عقود طويلة من الفساد والاستبداد.
 

اشتباكات عنيفة في دير الزور
   اندلعت اشتباكات بين قوات العمليات العسكرية التابعة للإدارة الجديدة من جهة، وعناصر من النظام السابق وتجار المخدرات من جهة أخرى، في منطقة الميادين بريف دير الزور.
هذه المنطقة، التي كانت تاريخياً معقلاً للميليشيات الموالية لإيران، أصبحت اليوم مسرحاً لمواجهات عنيفة تهدف إلى اجتثاث بقايا النظام القديم.

   وفقاً لتقارير ميدانية، دفع الأمن العام بتعزيزات كبيرة إلى منطقة الميادين، ما يعكس أهمية العملية، وتزامنت هذه التحركات مع حملة دهم واسعة في مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، بما في ذلك الجلاء والهري والدوير وصبيخان.
وأفادت مصادر محلية باعتقال نحو 100 شخص من فلول النظام السابق، بينهم عناصر من ميليشيا “الفوج 47”، بالإضافة إلى ضبط مستودعات أسلحة وذخائر.
 

تورط في مؤامرات أمنية
   كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تورط بعض المعتقلين في التخطيط لتنفيذ عمليات تستهدف قوات غرفة العمليات العسكرية، استجابة لتوجيهات من قيادات مرتبطة بالميليشيات الإيرانية.
وتم العثور على عبوات وألغام معدة للاستخدام في مناطق مدنية، وهو ما يعزز الاتهامات بوجود مخططات تهدف إلى زعزعة الأمن وإثارة الفوضى.
 

تعزيزات عسكرية واسعة
   بينما تتواصل العمليات الأمنية في دير الزور، أرسلت الإدارة السورية الجديدة تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ريف حمص، في إشارة إلى توسع الحملة لتشمل مناطق أخرى.
تأتي هذه التحركات بالتزامن مع دعوات متزايدة من الأهالي للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين الذين احتجزهم النظام السابق.

في العاصمة دمشق، نظم أهالي المفقودين وقفة احتجاجية في ساحة الحجاز، رفعوا خلالها صور أحبائهم ولافتات تطالب بالكشف عن مصيرهم.
وقد أعادت هذه الوقفات تسليط الضوء على ملف المعتقلين، وهو أحد أكثر الملفات حساسية في سوريا.
 

إشادة دولية ودعم الجاليات
   على الصعيد السياسي، تلقت القيادة السورية الجديدة دعماً معنوياً من عدة أطراف دولية.
وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأفغاني مولوي أمير خان متقي، الذي بارك للشعب السوري انتصاره على النظام السابق وأعرب عن تمنياته بالخير والاستقرار.

كما استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع والشيباني وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة، الذين عبروا عن دعمهم الكامل للإصلاحات الجارية، معربين عن أملهم في عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي في العالم.