قال موقع (ميدل إيست مونيتور) الناطق بالانجليزية إن اتفاق السلام الذي وقعه محمد أنور السادات في 1977 كان "بتكلفة باهظة بالنسبة للفلسطينيين".
وأضاف، أن السادات (25 ديسمبر 1918 – وتم اغتياله يوم 6 أكتوبر 1981) كان خائناً للعالم العربي.
وأوضح أنه "في أعقاب اتفاقيات كامب ديفيد تم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية (التي كانت من الأعضاء المؤسسين لها) ونقل مقرها الرئيسي من القاهرة إلى تونس.
وعلى الرغم من الاحتفالات التي مولتها الحكومة في الشوارع، فقد كان كثيرون يشعرون بالحزن العميق إزاء قرار السادات بتوقيع اتفاقية سلام مع الاحتلال الصهيوني واختياره لمصالح مصر على حساب القومية العربية.
ومن عجيب المفارقات أن هذا التراجع عن الدعم يعني اعتماده بشكل متزايد على الولايات المتحدة في الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري.".
فقد نجحت المفاوضات في كامب ديفيد في تأمين عودة سيناء إلى مصر من الاحتلال الصهيوني؛ وفي المقابل تعترف مصر رسميًا بالاحتلال الصهيوني كدولة رسمية وتقيم علاقات دبلوماسية كاملة وتسمح لسفن الاحتلال بالمرور عبر قناة السويس.
ونتيجة لجهودهما، حصل السادات ورئيس وزراء الاحتلال الصهيوني آنذاك مناحيم بيجن على جائزة نوبل للسلام، وكان السادات أول مسلم يحصل على هذه الجائزة.
واستدركت أن: "..هذا لم يكن كافيا؛ ففي السادس من أكتوبر 1981 كان السادات يشاهد عرضا عسكريا في القاهرة لإحياء ذكرى حرب أكتوبر عندما اغتيل على أيدي رجال يرتدون الزي العسكري، وُصِفوا بأنهم "إسلاميون متشددون"، وألقوا قنابل يدوية في اتجاهه بينما كان يشاهد العرض العسكري.
وعند سماع نبأ وفاته، قال الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان : "لقد فقدت أميركا صديقا عظيما، وفقد العالم رجل دولة عظيما، وخسرت البشرية بطلا للسلام".
وحضر جنازته العديد من الزعماء الغربيين والصهاينة، في حين غاب رؤساء الدول العربية بشكل ملحوظ.
أول المطبعين
وفي ظل موجة التطبيع في العالم العربي التي أعادتها أبوظبي للانطلاق في 2020 أشار الموقه إلى أنه "قبل وقت قصير من زيارته للقدس في عام 1977، قال الرئيس المصري أنور السادات إنه سيذهب إلى "أقاصي الأرض" للحصول على السلام؛ وكما وعد، مضى في التفاوض على أول اتفاقية سلام يوقعها الاحتلال الصهيوني مع دولة عربية.
في وسائل الإعلام الأمريكية كان السادات يحظى بالاحترام باعتباره زعيمًا عظيمًا ورجل سلام، ولكن بالنسبة للعديد من القادة العرب، فقد باع الفلسطينيين بثمن بخس بالتخلي عن حقهم في تقرير المصير.
في البداية تم نبذه في المنطقة؛ وفي وقت لاحق، حمل بعض المراقبين المعاهدة المسؤولية عن وفاته.
واستدرك تقرير الموقع مجددا عما "دفع أنور السادات، الذي سار على خطى القومي العربي العظيم جمال عبد الناصر ، إلى اتخاذ مسار مختلف إلى هذا الحد عن مسار سلفه؟
وكما قال الصحافي المصري عبد الله السناوي: "كاد السادات يعلن نوعاً من الطلاق الإقليمي مع العروبة".
ولكن هذا لم يكن الحال دائماً؛ فقد كان هو وناصر من كبار أعضاء حركة الضباط الأحرار، وهي جماعة سرية داخل الجيش أطاحت بالملك فاروق المدعوم من بريطانيا في عام 1952، وكانت فلسفتها المعلنة تحرير مصر من التدخل الأجنبي؛ ومع ذلك، كان السادات يشجع مصر على تكوين علاقات أوثق مع أميركا والاحتلال الصهيوني.
نشأته
وُلِد السادات في قرية بسيطة في دلتا النيل، وكان والده من صعيد مصر ووالدته سودانية.
التحق بالكلية العسكرية بالقاهرة وتخرج منها عام 1938 قبل أن يلتحق بالجيش المصري.
وفي البداية تم تعيينه في السودان، حيث التقى ناصر وشكلوا معًا تنظيم الضباط الأحرار.
وعندما أصبح ناصر رئيسًا، تولى السادات عددًا من الأدوار داخل حكومته، بما في ذلك منصب نائب الرئيس، وعندما توفي ناصر عام 1970 خلفه السادات ليصبح الرئيس الثالث لمصر.
ورأى التقرير أنه لعل السادات كان راغباً في أن يحفر لنفسه إرثاً خاصاً، فبدأ رحيله عن الناصرية من خلال ما سماه بـ"الحركة التصحيحية"، التي أطلقها بعد فترة وجيزة من توليه منصب الرئيس.
وبموجب هذا البرنامج، طرد الناصريين من داخل الحكومة والمؤسسات السياسية والأمنية (وكانت "الحركة التصحيحية" هي العبارة التي استخدمها حافظ الأسد لوصف حكمه الذي دام ثلاثين عاماً لسوريا؛ وقد تولى الأسد الرئاسة بعد عام واحد من تولي السادات الحكم).
وفي وقت لاحق من حكمه، وسع السادات نطاق هذه الحملة القمعية لتشمل اليساريين والليبراليين وجماعة الإخوان المسلمين وأعضاء المجتمع المسيحي.
وخلال هذه الفترة، طرد السادات أيضًا العديد من السوفييت من البلاد، الذين ما زالوا يشعرون بالمرارة من حرب الأيام الستة عام 1967 عندما طلب منهم المساعدة عدة مرات لكنهم رفضوا.
في عهد ناصر، كانت العلاقات مع الاتحاد السوفييتي قوية، ولكن وفقًا لفيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة مؤخرًا بعنوان " عرفت السادات "، أصبح السادات "مُغرمًا" بالغرب وكان يعتقد أنه إذا كانت مصر قريبة من الولايات المتحدة مثل الاحتلال الصهيوني فستكون هناك فرص أكبر في الداخل للتكنولوجيا والعلوم والاستثمار.
لذلك سعى إلى ترك تحالفه مع الاتحاد السوفييتي وراءه نحو الصداقة مع الولايات المتحدة.
في السادس من أكتوبر 1973، انضمت مصر وسوريا إلى قواهما في حرب يوم الغفران، في ما أصبح رابع الحروب العربية مع المحتل الصهيوني.
ووفقاً للسادات فإن هذه الحرب "ستعيد كرامة مصر". ولكنهما هُزمتا عندما دعمت الولايات المتحدة حليفهما الاحتلال الصهيوني.
وقد أدى تورط السادات في هذه الحرب إلى اكتسابه شعبية في الداخل، ولكن في الوقت نفسه كان بمثابة ضربة قوية للاقتصاد المصري.
ويرى المراقبون أن رغبة السادات في التقرب من أميركا وإحلال السلام مع الاحتلال الصهيوني كانت بمثابة استراتيجية لاستعادة الاقتصاد المصري الفاشل في أعقاب الحرب.
ولكن السادات استمتع أيضاً بالاهتمام الذي جاء معه: وكما يوضح "عرفت السادات"، كان الرئيس يحب أن يكون "ممثلاً على المسرح العالمي"، وكان توقيع اتفاقية السلام مع الاحتلال الصهيوني سبباً في تحويله إلى رجل دولة دولي.
وفي عام 1975، كان أول رئيس مصري يزور الولايات المتحدة.
https://www.middleeastmonitor.com/20151006-memo-profile-anwar-sadat-25-december-1918-6-october-1981/