أعلنت الولايات المتحدة، إلغاء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار رصدتها سابقًا ضمن مساعيها للقبض على قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع.
أفادت بذلك باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، في تصريحات صحفية، الجمعة، عقب اجتماعها مع مسئولين بالهيئة، بالعاصمة السورية دمشق، وفق مراسل الأناضول.
وقالت ليف: “أخبرته (الشرع) أننا لن نواصل تقديم المكافأة المرصودة منذ سنوات ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة”، في إشارة إلى رصد واشنطن سابقا 10 ملايين دولار ضمن مساعيها للقبض عليه.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت سفارة واشنطن بسوريا، في بيان، إن وفدًا أمريكيًا برئاسة ليف، التقى مسئولين بالهيئة في دمشق.
وبشأن لقائها مع الشرع، ذكرت ليف، أنها أجرت مناقشة “جيدة وشاملة” تناولت مجموعة من القضايا الإقليمية، فضلاً عن المشهد في سوريا.
وأضافت: “استمعت إلى حديثه عن أولوياته، والتي ترتكز إلى حد كبير على وضع سوريا على مسار التعافي الاقتصادي”.
وأوضحت المسئولة الأمريكية أن زعيم الهيئة كان “براغماتيا في تصريحاته المعروفة منذ وقت قصير”.
وتابعت: “استمعت لبعض التصريحات البراغماتية والمعتدلة للغاية بشأن قضايا مختلفة، شملت حقوق المرأة والحماية والحقوق المتساوية لجميع فئات المجتمع”.
ووصفت ليف، لقاءها الأول مع الشرع، بأنه “جيد”، موضحة أنها ستحكم على الأمور “بالأفعال، لا الأقوال”.
من جهة أخرى، أشارت ليف، إلى أن إيران لعبت دورًا كبيرًا في سوريا بالماضي، وبالتالي لا يمكنها تولي أي دور في مستقبل هذا البلد.
وأوضحت أن طهران “مارست الظلم” بحق الشعب السوري من خلال جلب الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الأجنبية و”حزب الله” اللبناني إلى سوريا طوال فترة الحرب.
من جانب آخر، قالت ليف، إن تركيا لها دور ونفوذ تاريخيين كبيرين جدًا في سوريا، وهي دولة جارة لديها مصالح أمنية وطنية هناك.
كما ردّت على استفسارات للصحفيين حول وضع تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي الذي يستخدم اسم “قوات سوريا الديمقراطية”.
وفي هذا الصدد، أشارت ليف، إلى أن واشنطن تعمل بنشاط في المباحثات مع المسئولين الأتراك وقوات سوريا الديمقراطية، وتسعى إلى خفض التوتر في المنطقة.
وقالت: “نعتقد أن أفضل السبل للمضي قدمًا هي أن نعمل من أجل وقف إطلاق النار في محيط كوباني (مدينة عين العرب شمالي سوريا) وإيجاد طريق لما يمكن أن أسميه بالانتقال المنظم فيما يتعلق بدور قوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة من البلاد”.
ويعد ذلك الاجتماع؛ أول لقاء بين مسئولين أمريكيين مع أعضاء من “هيئة تحرير الشام”، بعد أيام من سقوط نظام بشار الأسد، وفراره إلى روسيا التي منحته “لجوءًا إنسانيًا”.
وفي 8 ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام، لينتهي 61 عامًا من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ووضعت الولايات المتحدة الشرع، المعروف أيضا باسم “أبو محمد الجولاني”، ضمن قوائم الإرهاب عام 2013، وخصصت مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار لأي معلومات تسهم في القبض عليه.