يشهد العالم العربي حدثًا تاريخيًا غير مسبوق بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حيث انتهت عقود من الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد، وسط مشاعر مختلطة تجمع بين الأمل والخوف.
يعتبر سقوط النظام، الذي دعمته روسيا وإيران بشدة، لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، خاصة بعد القمع الوحشي الذي مارسه ضد الثورة السورية.
هذا الحدث يُعيد للأذهان حقيقة مفادها أن الأنظمة الاستبدادية والمشاريع الاستعمارية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد طالما ظلت الشعوب متمسكة بحلم الحرية والكرامة.
ومع انهيار النظام السوري، تتجه الأنظار نحو مستقبل البلاد وتحدياتها الكبيرة.
التساؤلات حول إمكانية الانتقال إلى نظام ديمقراطي أو مخاطر الدخول في دوامة من الصراعات الطائفية والدينية تثير قلقًا واسعًا.
يرى الكاتب أن مستقبل سوريا يعتمد بشكل أساسي على قدرة النخب السياسية في البلاد على مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية بحكمة ومسؤولية، مع التركيز على القيم الديمقراطية التي تضمن حقوق الجميع.
سوريا ليست دولة متجانسة، بل هي نموذج للتنوع العرقي والديني والاجتماعي الذي يميز العالم العربي.
يشير المقال إلى أن أي محاولة لفرض هيمنة مجموعة واحدة على الآخرين ستؤدي حتمًا إما إلى نظام استبدادي جديد أو إلى حالة من عدم الاستقرار المستدامة التي تغذيها المقاومة الشعبية.
هذا التنوع يجعل سوريا ساحة لتحديات معقدة، ولكنه أيضًا فرصة لتحقيق نموذج فريد من التعايش والعدالة إذا ما تم تبني الديمقراطية كنظام حكم.
لطالما كانت القضية الفلسطينية دائمًا حاضرة في وجدان الشعب السوري، لكن استخدام الأنظمة الاستبدادية لهذا الارتباط كذريعة لتبرير القمع الداخلي أثار الكثير من الجدل.
من وجهة نظر الكاتب، فإن شعار "المقاومة" الذي رفعه نظام الأسد لم يكن كافيًا لتبرير الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الداخل.
يشدد المقال على أن الديمقراطية الحقيقية في سوريا، كما في بقية العالم العربي، تمثل التحدي الأكبر للاحتلال الصهيوني، حيث أن الحكومات المنتخبة التي تستمد شرعيتها من شعوبها ستكون أكثر قدرة على تمثيل تطلعات شعوبها والدفاع عن مصالحها.
ويرفض الكاتب الفكرة التي تروج لها بعض الأطراف بأن سقوط نظام الأسد جاء نتيجة مؤامرة خارجية، مؤكدًا أن إرادة الشعب السوري كانت القوة الدافعة لهذا التغيير.
رغم التعقيدات السياسية والجيوسياسية، يبدو أن هناك نبرة تفاؤل، خاصة مع مشاهد إطلاق سراح آلاف المعتقلين المؤثرة ولمّ شمل العائلات.
هذه اللحظات الإنسانية أعادت الأمل للكثيرين بأن التغيير الحقيقي ممكن، وأن الكرامة والحرية يمكن أن تصبح واقعًا ملموسًا في العالم العربي.
مع سقوط النظام السوري؛ القضية الفلسطينية ستظل جزءًا لا يتجزأ من الوعي الجمعي للشعوب العربية، بما في ذلك الشعب السوري.
هذا الارتباط ينبع من رؤية الفلسطينيين كجزء من نضال أوسع ضد الاستعمار والاستبداد، وهي قيم تتلاقى مع تطلعات الشعوب العربية نحو الحرية والعدالة.
التاريخ لا يزال يُكتب، والشعوب العربية لديها فرصة جديدة لتحقيق أحلامها في حياة كريمة قائمة على الحرية والديمقراطية.
سقوط نظام الأسد قد يكون البداية لمرحلة جديدة، حيث يصبح الأمل بالتغيير والعدالة أكثر واقعية من أي وقت مضى.
https://www.middleeasteye.net/opinion/syria-after-assad-new-era-dawns-there-hope-palestine