تتفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، حيث تسببت الأمواج العاتية الناتجة عن المنخفض الجوي الأخير في إغراق عشرات الخيام التي تأوي آلاف العائلات على طول الشريط الساحلي.
وأكد جهاز الدفاع المدني في غزة أن غالبية هذه الخيام، التي تأوي النازحين منذ أشهر، تعرضت للتلف الكامل بسبب سوء حالتها، مما حول حياة آلاف الأسر إلى مأساة يومية.
وصرح محمود بصل، الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، أن الأمواج غمرت مئات الخيام بسبب تمدد مياه البحر، مما أدى إلى تشريد العائلات مرة أخرى وسط عجز عن توفير بدائل مناسبة.
وأشار إلى أن الخيام قد تآكلت بفعل الصيف، ولم تعد صالحة للعيش مع بداية موسم الأمطار والبرد القارس.
وأضاف بصل: "نواجه عجزًا كبيرًا في الإمكانيات، حيث نفتقر للوقود اللازم لتشغيل المركبات التي يمكن أن تستخدم في عمليات الإجلاء ونقل المتضررين، مما يجعل التدخلات الطارئة شبه مستحيلة."
واتهم بصل الاحتلال الصهيوني بالتسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين من خلال منعها المنظمات الإغاثية والمؤسسات الدولية من دخول القطاع أو تقديم المساعدات.
كما أشار إلى القيود المفروضة على إدخال مواد الإغاثة الأساسية والمعدات اللازمة للتعامل مع الكوارث الطبيعية.
ومن جهته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا أفاد فيه بأن المنخفض الأخير أدى إلى تدمير حوالي 10,000 خيمة خلال يومين فقط في منطقة خان يونس، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الآلاف من النازحين.
كما أشار إلى أن نحو 81% من الخيام لم تعد صالحة للاستخدام بسبب التلف الهيكلي أو غمرها بالمياه.
وأضاف البيان: "نحن أمام كارثة إنسانية تتفاقم مع استمرار نزوح العائلات في ظل غياب أي حلول جذرية أو مساعدات إنسانية. الأطفال والنساء يتعرضون يوميًا لخطر الأمراض والبرد القارس، مما يزيد من احتمالية تفاقم الأوضاع في الأشهر القادمة".