خلال الساعات الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بالحديث عن عقار، يعرف إعلاميا بمخدر "اغتصاب الفتيات".
وكثر الحديث عن العقار المخدر المعروف أيضا باسم GHB، بعد أنباء عن توقيف أشخاص بتهمة حيازة مواد مخدرة.
وكانت الشرطة المصرية ألقت القبض على متهمين اثنين وقالت إنها وجدت بحيازتهما أكثر من 180 لترا من المخدر.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان السبت، إنه المتهمَين استوردا المخدر عبر مواقع إلكترونية دولية وجرى تهريبه إلى مصر داخل عبوات تابعة لشركات النظافة بغرض التمويه، وذلك بهدف ترويجه بين فئات الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة.
مخدر الاغتصاب
وهو منشط قوي للجهاز العصبي المركزي، يؤخذ باسم جاما هيدروكسي بيوتيريت ويُعرف اختصارا باسم "GHB"؛ يستخدم العقار في التخدير خلال العمليات الجراحية.
كما يُستخدم كعلاج لحالات الإدمان على الكحول والمخدرات في مراكز علاج الإدمان. ويُستخدم مع مرضى النوم القهري تحت إشراف الطبيب.
إلا أن الجرعات الكبيرة من العقار يمكن أن تسبب فقدان الوعي ونوع من فقدان الذاكرة قصيرة المدى المعروف باسم فقدان الذاكرة التقدمي.
الأعراض التي شجعت كثيرا من المعتدين الجنسيين على استخدامه لتخدير الضحايا وشل حركتهم، وهو ما أكسب العقار شهرته بلقب "مخدر الاغتصاب".
إذ أنه عند دمج المخدر مع الكحول أو غيره من المثبطات، يمكن أن يكون العقار مميتا.
ويؤكد أطباء أنه، ورغم فوائده الطبية، فإن الجرعات الكبيرة منه تشكل خطرًا جسيمًا، حيث يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوعي وفقدان الذاكرة قصير المدى، وهي أعراض استغلها بعض المعتدين لاستخدامه في جرائم الاعتداء الجنسي، ما أكسبه لقب "مخدر الاغتصاب".
ديناميات الاستغلال الخاطئ
يُعرف مخدر GHB بقدرته على شل الحركة وجعل الضحية غير قادرة على المقاومة أو استرجاع الأحداث، وهو ما يجعله شائع الاستخدام في جرائم الاعتداء الجنسي.
عند مزجه بالكحول أو غيره من المواد المثبطة، قد يصبح تأثيره مميتًا، ما يزيد من خطورة استخدامه بطرق غير قانونية.
يمتاز المخدر بتأثير سريع يُفقد الضحية السيطرة على تصرفاتها وقدرتها على تذكر ما حدث، ما يجعلها عرضة للاستغلال.
وتكمن خطورته أيضًا في سهولة حصول بعض الأشخاص عليه من خلال وسائل غير شرعية، مثل المواقع الإلكترونية التي تتيح شراء المواد الكيميائية.
تأثيرات الجرعات الكبيرة
تظهر أعراض خطيرة عند تناول جرعات كبيرة من GHB، ومنها:
فقدان الوعي: قد يؤدي تناول كمية زائدة إلى فقدان كامل للوعي، ما يجعل الضحية غير مدركة لما يحدث حولها.
فقدان الذاكرة التقدمي: يتعرض الشخص لحالة من فقدان الذاكرة المؤقت حيث لا يتذكر الأحداث التي جرت بعد تناول العقار.
خطر الوفاة: تزداد احتمالية الوفاة عند مزج العقار مع الكحول أو مواد مخدرة أخرى.
ضجة مستغربة
وعل الرغم من توسع انتشار جميع انواع المخدرات، وانتشار دواليب المخدرات المختلفة بعلم الداخلية ،التي يشرف بعض ضباطها على تلك الدواليب، المنتشرة في القرى والمدن، بقيادة عناصر إجرامية، تنسق مع الأمن، إلا أن الضجة التي تروج لها لجان وإعلام السيسي، تثير الاستغراب من توقيتها ومن أهدافها الأبعد.
إذ يرى مراقبون أن للسيسي، وداخليته أهدافا أبعد، تتعلق بتلويث سمعة النشطاء والبلوغر، الذين يعارضون النظام، إذ أنه من بين من جرى إعلان القبض عليهم، البلوغر داليا فؤاد، حيث أعلنت الداخلية أنه جرى القبض عليها، بعد عثور الأمن داخل فيلتها على زجاجة لمخدر الـGHB الذي يسبب اغتصاب الفتيات، و10 أقراص من مخدر ليريكا، لقيامها بترويج المخدر بين أوساط الشباب نظير مقابل مادي، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.
كما يأتي تسليط الضوء على مخدر الاغتصاب، للفت الانتباه عن كثير من القرارات الاقتصادية الصعبة التي من المقرر الإعلان عنها الخميس المقبل، مع إعلان الانتهاء من المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد مع مصر، والمقررة الخميس المقبل.
حيث يجري خلال الأيام الأخيرة، تعويما سريا للجنيه، برفع أسعار كل شيء في مصر بهدوء ، وبلا ضجة، ما يزيد التضخم والأسعار، وهو ما يقابله البنك المركزي بمزيد من الديون وسحب السيولة من البنوك، وغيرها من الإجراءات الدالة على التعويم، بلا إعلان رسمي، وبشكل غير مباشر.
طبيبة كفر الدوار
ويأتي الكشف عن المخدر الجديد، لبيان تشديد الداخلية بجهود كبيرة على مواجهة المخالفات والظواهر السلبية بالمجتمع المصري.
وذلك بعد حملات متضادة من قبل سياسيين وخبراء اجتماعيين، على خلفية ما أعلنته طبية كفر الدوار، مؤخرا، من تفشي زنا المحارم وإقبال الكثير من الفتيات على الإجهاض، وهو ما يمثل جزءا من جبل كبير من الجرائم والأمراض الاجتماعية، التي تضرب المجتمع المصري في ظل قبضة أمنية باطشة لكل الإصلاحيين والمربين والمتدينيين، وانصراف تام عن الدور الأساس لرجال الدين ومؤسسات الدولة الرسمية، عن دورهم الاساسي، والتركيز على استرضاء النظام فقط، سواء من قبل شيوخ الاوقاف أو المؤسسات الاجتماعية الأخرى!!!
وأمام هذا الوضع، بات أكثر المصريين يصارعون الحياة المعيشية وتكاليفها الاقتصادية الباهظة، وضغوطات الانفلات الأمني والأخلاقي وانتشار الظواهر السلبية الحارقة لقيم المجتمع، وبين كل تلك المتاهات والازمات يقف الشباب المصري، عاجزا عن الزواج والعمل وتحصيل مسكن أو إنشاء أسرة، مع انتشار واسع للمخدرات، التي تكون المخرج من ضيق الواقع إلى فضاء الانغماس في الغيبوبة وما فيها من مآسي أخلاقية وإنسانية.