خرج الآلاف من المواطنين في مختلف المدن المغربية بمظاهرات حاشدة تنديداً بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي وصف فيها المقاومة الفلسطينية بـ"الهمجية"، وتعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد المجازر التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة، ومع الشعب اللبناني ضد العدوان الصهيوني المتواصل.
جاءت هذه الاحتجاجات بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ضمن فعاليات "جمعة طوفان الأقصى الـ56" تحت شعار "المقاومة حق مشروع".

تصريحات ماكرون تشعل الاحتجاجات
   تأتي هذه الاحتجاجات على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي أمام البرلمان المغربي، حيث وصف هجوم حركة حماس على الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023 بأنه "هجوم بربري همجي" على حد تعبيره، مشيراً إلى "حق قيادة الاحتلال في الدفاع عن شعبها ضد هذا التهديد".
على الرغم من تعبيره عن أسفه لسقوط أعداد كبيرة من المدنيين في غزة، أثارت تصريحاته غضب الشارع المغربي الذي اعتبرها مسيئة للمقاومة الفلسطينية.

شعارات مناهضة للتطبيع وتأييداً للمقاومة
   عبّر المتظاهرون في الوقفات التي نُظمت أمام عدد من المساجد عن رفضهم للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ونددوا بالدعم الأميركي المستمر للاحتلال، رافعين شعارات تؤيد صمود غزة وتحيي المقاومة الفلسطينية.
وقد استجابت 58 مدينة مغربية لأكثر من 110 فعاليات تضامنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وفقاً لما صرح به محمد الرياحي الإدريسي، الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.
وأكد الإدريسي أن الاحتجاجات تهدف إلى إيصال رسالة واضحة عن حق الفلسطينيين المشروع في مقاومة الاحتلال والدفاع عن أرضهم، قائلاً: "كان الأجدر بالرئيس الفرنسي أن يستنكر قتل وتجويع وتهجير الفلسطينيين بدلاً من مهاجمة مقاومتهم".

موجة تضامن واسعة مع غزة
   منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، بالشراكة مع جهات محلية أخرى، 5800 تظاهرة و730 مسيرة في مختلف أنحاء المغرب، تضامناً مع غزة ورفضاً للعدوان الصهيوني المستمر، في أرقام تعكس مدى تضامن الشارع المغربي مع القضية الفلسطينية ورفضه للممارسات الصهيونية الوحشية.
ووصف الإدريسي هذه الاحتجاجات بأنها "ملحمة تضامنية غير مسبوقة" مع الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن المغاربة يعبرون عبرها عن موقفهم الثابت والداعم لقضية الأقصى والمقاومة الفلسطينية.

الاحتجاجات ورسائل سياسية واضحة
   لم تقتصر هذه المسيرات على الشعارات التضامنية مع فلسطين فقط، بل حملت رسائل سياسية واضحة ترفض سياسات التطبيع الرسمي بين المغرب والاحتلال الصهيوني، وتندد بتواطؤ بعض الحكومات الغربية في دعم الاحتلال.
ورُفعت لافتات تندد بالموقف الفرنسي الداعم للاحتلال، وتطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الصهيوني ووقف كافة أشكال التطبيع معه.

دور الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة
   تعتبر الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة من أبرز الجهات الداعية لهذه الفعاليات، حيث تواصل تنظيم أنشطة مناهضة للاحتلال الصهيوني وداعمة للقضية الفلسطينية في جميع أنحاء المغرب. وتعتبر الهيئة أن دعم الشعب المغربي للمقاومة الفلسطينية هو "دعم إنساني وأخلاقي" في مواجهة الظلم والاحتلال.