أثار تقرير بثته قناة MBC مؤخراً موجة غضب شعبي واسع، إذ اعتُبر التقرير معادياً للمقاومة الفلسطينية ومتوافقاً مع توجهات تطبيعية مع الكيان الصهيوني. وقد جاء هذا الغضب الشعبي ليضغط على إدارة القناة، مما أدى في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بإقالة مدير الأخبار كخطوة استباقية لامتصاص الغضب وتهدئة الشارع.

تفاعل الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي
بعد بث التقرير، سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي في التعبير عن استيائهم الشديد من محتوى التقرير، واعتبروه محاولةً لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية في ظل التصعيدات الأخيرة في غزة. وانتشرت حملات واسعة تدعو لمقاطعة القناة، ووسوم عدة عبّرت عن استياء المشاهدين ودعوتهم لمقاطعة كل وسيلة إعلام تتبنى خطاباً معادياً للقضية الفلسطينية.

هذه الحملات تفاعلت بسرعة، مما شكل ضغطاً ملحوظاً على إدارة القناة، التي وجدت نفسها في موقف محرج أمام جمهورها، لا سيما في ظل تزايد الانتقادات التي تشير إلى أن القناة تتبنى سياسات متوافقة مع أجندات تطبيعية مع الكيان الصهيوني.
إقالة مدير الأخبار: خطوة امتصاص للغضب أم كبش فداء؟

جاءت استجابة إدارة MBC بإقالة مدير الأخبار كخطوة لتهدئة الأوضاع، إلا أن كثيراً من المحللين والمتابعين رأوا في هذه الخطوة محاولة لتقديم "كبش فداء" بهدف إلقاء اللوم على فرد واحد عوضاً عن تحمل القناة ككل لمسؤولية سياساتها التحريرية. إذ يعد مدير الأخبار جزءاً من منظومة مؤسسية أوسع تتخذ فيها القرارات التحريرية بشكل مركزي، مما يعزز الشكوك حول أن هذه الخطوة جاءت فقط لامتصاص الغضب الجماهيري، دون نية حقيقية لتغيير السياسات الإعلامية العامة للقناة.

دعم المقاومة وتزايد الضغوط على وسائل الإعلام المطبعة
يتزامن هذا الحدث مع تصاعد دعم الشعوب العربية والإسلامية للمقاومة الفلسطينية، خصوصاً في ظل تكرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني واستمرار الحصار على قطاع غزة. وقد بات واضحاً أن الشارع العربي يراقب عن كثب وسائل الإعلام ويضعها تحت المجهر، مما جعل هذه الوسائل تتعرض لضغوط متزايدة تتعلق بمواقفها من القضية الفلسطينية.

لقد أظهرت أحداث مشابهة في الماضي أن محاولات تشويه المقاومة أو دعم التطبيع تلقى رفضاً جماهيرياً كبيراً، ما قد يؤدي إلى تراجع شعبية القناة وتأثر مصداقيتها بشكل ملحوظ، وهو ما يمثل خطراً على استمراريتها ونجاحها.

هل ستتغير سياسات القناة فعلاً؟
تبقى التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت إقالة مدير الأخبار ستتبعها تغييرات حقيقية في سياسات القناة، أم أنها مجرد خطوة شكلية هدفها تهدئة الرأي العام دون تغيير حقيقي. ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تكون بمثابة رسالة للشارع لتهدئة الأوضاع دون أن تؤثر فعلياً على النهج التحريري للقناة.

في ظل الضغوط الشعبية المتزايدة، يجد الإعلام نفسه أمام مفترق طرق بين التمسك بالسياسات التطبيعية وبين الالتزام برغبات ومشاعر الجمهور الداعم للمقاومة، فهل سيكون هناك تصحيح حقيقي للمسار، أم أنها خطوة مؤقتة لإخماد الغضب الشعبي؟

ختاما؛ إقالة مدير الأخبار في قناة MBC خطوة قد تكون بداية لتغييرات أوسع، لكنها أيضاً قد تظل مجرد رد فعل مؤقت لامتصاص الغضب. وحدها الأيام القادمة كفيلة بكشف ما إذا كانت القناة ستستجيب لمطالب الشارع بشكل حقيقي، أم أنها ستبقى متمسكة بسياساتها التطبيعية.