في تطور جديد يعكس تعقيدات الوضع السياسي والإقليمي في الشرق الأوسط، أظهرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب متمسكة برفضها السماح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بزيارة قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك رغم الموافقة المصرية على استقبال هذه الزيارة. هذا الرفض يثير تساؤلات حول السيادة الفعلية لمصر على المعبر، ويبرز مدى تأثير إسرائيل على هذا المعبر الحيوي. الرفض الإسرائيلي لزيارة عباس في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أفاد مصدر إسرائيلي بأن "تل أبيب" تظل على موقفها الرافض لتوجه عباس إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وأكد المصدر أن هذا الموقف الإسرائيلي يأتي على الرغم من استعداد مصر لتسهيل دخول عباس إلى القطاع من خلال الجانب المصري من المعبر. وأوضح التقرير أن ملف زيارة عباس لقطاع غزة من المتوقع أن يتم حسمه بعد الخطاب المرتقب له أمام الأمم المتحدة في 26 سبتمبر الجاري. هذا الخطاب يُنتظر أن يكون له تأثير كبير على المواقف الدولية والإقليمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. من جانبها، تشجع مصر زيارة عباس وتستعد لاستقباله عبر معبر رفح، مما يعكس تعاونًا محتملًا بين القاهرة ورام الله في هذا الشأن. مبادرة عباس لزيارة غزة في 21 أغسطس الماضي، وقع عباس مرسوماً بدأ بموجبه الترتيبات اللازمة لزيارة قطاع غزة، حيث من المتوقع أن تشمل الزيارة أعضاء من القيادة الفلسطينية. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الجهود الوطنية في دعم إعادة إعمار غزة، ومواجهة العدوان المستمر على القطاع، وفق ما صرح به عباس. وفي خطابه، أكد عباس على وجود خطة للقيادة الفلسطينية تشمل عودة اللاجئين وإعادة الإعمار الشامل لقطاع غزة. كما دعا إلى دعم دولي من قادة الدول العربية والإسلامية والأمين العام للأمم المتحدة، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وتأمين الوصول إلى قطاع غزة، مع التوجه لاحقًا إلى القدس المحتلة. تستهدف مبادرة زيارة غزة تأكيد السيادة الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. هذا التأكيد يُعد جزءًا من الجهود الفلسطينية لفرض سيطرة كاملة على الأراضي الفلسطينية ككتلة واحدة سياسية وجغرافية.. التوترات بين مصر وإسرائيل يُظهر الرفض الإسرائيلي لزيارة عباس عبر معبر رفح تسليط الضوء على مدى التأثير الإسرائيلي على هذا المعبر، الذي يعتبر نقطة عبور حيوية بين غزة والعالم الخارجي. على الرغم من استعداد مصر لتسهيل دخول عباس إلى غزة، فإن الموقف الإسرائيلي يعكس قيودًا مفروضة على حركة الأشخاص والبضائع عبر المعبر. هذا الموقف الإسرائيلي يشير إلى قيود كبيرة على السيادة المصرية الفعلية على معبر رفح، ويعكس تأثير السياسة الإسرائيلية في تحديد من يمكنه العبور إلى قطاع غزة. في الوقت الذي تسعى فيه مصر لتأكيد دورها كميسر للزيارة، يبدو أن السيادة الإسرائيلية تتحكم في القرار النهائي بشأن عبور عباس إلى غزة. الأبعاد الإقليمية والدولية تزامن الرفض الإسرائيلي لزيارة عباس مع استمرار العدوان على قطاع غزة لليوم الـ340 على التوالي، مما يعقد الوضع الإنساني والسياسي في القطاع. وقد أعلن عباس عن نيته زيارة غزة خلال خطاب ألقاه في البرلمان التركي، مما يعكس اهتمامًا دوليًا بالقضية الفلسطينية. لكن الرفض الإسرائيلي يعقد الجهود الفلسطينية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة. تبقى مسألة السيادة المصرية على معبر رفح محط تساؤلات حول مدى تأثير مصر على هذا المعبر الحيوي في ظل الضغوط الإسرائيلية. ختاما ؛ التطورات الأخيرة تعكس تعقيدات الوضع السياسي والإقليمي المحيط بقطاع غزة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه القيادة الفلسطينية في تأكيد سيادتها وتعزيز جهود إعادة إعمار القطاع. مع استمرار الرفض الإسرائيلي لزيارة عباس عبر معبر رفح، تظل السيادة المصرية على المعبر موضع تساؤل، ويجب على الأطراف المعنية إيجاد حلول فعالة لتجاوز هذه العقبات وضمان تحقيق الأهداف الفلسطينية في إطار تعاون إقليمي ودولي.