شهدت رئاسة جو بايدن تحولات كبيرة في علاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فبعد أن وعد بايدن خلال حملته الانتخابية بإنهاء مبيعات الأسلحة إلى السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وجد نفسه بعد سنوات من التردد يتراجع عن هذا الوعد. 

في أغسطس 2024، أعلنت إدارته استئناف مبيعات الذخائر الهجومية إلى المملكة، وهذا التغيير يعكس تحولاً جذريًا في سياسة بايدن تجاه السعودية، حيث تحول من موقف القطيعة إلى تقديم تنازلات كبيرة للحفاظ على النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

يصب ذلك في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حربا ضارية على قطاع غزة لكنه يتكبد خسائر فادحة ولذلك بات بايدن أحرص على اتفاقية تطبيع بين الرياض وتل أبيب لذلك فهو يحتضن بن سلمان على الرغم من انتهاكاته.

مصافحة القبضة

واجهت إدارة بايدن تحديات كبيرة في محاولتها فرض عقوبات على السعودية دون الإضرار بالمصالح الأمريكية. مع تزايد نفوذ محمد بن سلمان وتوجهه نحو توثيق العلاقات مع الصين وروسيا، اضطرت الإدارة الأمريكية إلى مراجعة سياساتها.

كما تراجع بايدن عن حظر الأسلحة بعد بضعة أشهر فقط من ولايته، موضحًا أنه يقصد فقط الأسلحة “الهجومية” وليس “الدفاعية”، لكن ذلك كان مقدمة لما بعده في ظل تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.

ومع تطبيع العلاقات تدريجيًا، توج هذا التحول في “مصافحة القبضة” الشهيرة بين بايدن ومحمد بن سلمان في جدة عام 2022، مما أظهر بوضوح الانصياع الأمريكي أمام الضغوط السعودية.

اللوبي المؤيد لإسرائيل

مع تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط وتزايد تعقيد العلاقات الدولية، اضطرت إدارة بايدن إلى السعي نحو تحقيق توازن جديد في المنطقة الهجمات على إسرائيل في أكتوبر 2024 قلبت حسابات الإدارة رأسًا على عقب، مما أدى إلى تأجيل خطط التطبيع مع السعودية. 

ورغم الضغط من الكونغرس ومن اللوبي المؤيد لإسرائيل، إلا أن إدارة بايدن وجدت نفسها في مأزق، حيث لم يعد من الممكن بسهولة تقديم ضمانات أمنية للمملكة. 

ومع ذلك، تستمر الإدارة في محاولات التوصل إلى اتفاق جديد، قد يتضمن ضمانًا أمنيًا أقل من مستوى معاهدة، مقابل الحد من النفوذ الصيني في المنطقة، كما يضمن مصالح الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العربية.