نعت فعاليات علمية وسياسية وتربوية المفكر الإسلامي وأحد أبرز شخصيات الحركة الإسلامية العراقية والعربية الشيخ عبد المنعم بن صالح العزّي والشهير بالأستاذ محمد احمد الراشد الذي شيع الثلاثاء في ماليزيا بعد رحيله عن 86 عاما.


السياسي العراقي احمد السلماني عضو في مجلس النواب العراقي عن محافظة الانبار في دورته الثالثة من (2014-2018) قال: عبر @alsalmaniahmad: ""بفقدان الأستاذ محمد أحمد الراشد، نخسر قلبًا نابضًا بحب الأمة وعقلًا مستنيرًا بنور الإسلام. كان الأب الروحي لجيل من الدعاة والمفكرين، ومرشدًا لا يكلّ في درب الدعوة. رحل الجسد، لكن الفكر يبقى حيًا في قلوبنا. رحمك الله يا منارة العلم والعمل، ستبقى في وجداننا ما حيينا".
 

https://x.com/alsalmaniahmad/status/1828406570096476381/photo/1

وقال الباحث السعودي مهنا الحبيل المهتم بالنهضة والفكر الإسلامي للإنسانية ومستقبل الخليج الإستراتيجي ومدير المركز الكندي للاستشارات إن محمد احمد الراشد ".. أمضى حياته في بلاغ الرسالة والدعوة وشارك في تجديد خطابها في مجموعته التربوية المنطلق حتى صناعة الحياة وكان طريداً للإستبداد العربي المتعدد طوال حياته رحمه الله.".

وأضاف الحبيل @MohannaAlhubail، "استقر في ماليزيا وأسس حركة إكرام الإسلامية التي مثلت خطاً مختلفاً عن اخوانهم في حركة باس الممثلة للإخوان المسلمين فبقي اصل الفكرة وجدد أ. الراشد رؤى الحركة الفكرية والسياسية .. التي اتخذت مساراً منفتحاً على النظام الدستوري والحقوقي والعمل السياسي الوطني ساهم في الحفاظ على منظومة القيم الإسلامية للشعب الماليزي .. والتفاعل مع المؤسسات والأحزاب السياسية وكانت من الداعمين للتوحد الوطني المالاوي مع حكومة د. انور إبراهيم مع بقاء علاقاتها الإيجابية الأخرى مع بقية الأطراف".

وكشف الحبيل أن للأستاذ الراشد رحمه الله "ارث من الروح الغيورة المخلصة واجتهادات حَركّتها مشاعره الإسلامية وحرصه على قيام اوطان رشيدة للحقوق والكرامة وكان من الداعمين الفكريين لمباديء الربيع العربي".


وأضاف أن ماليزيا احتضنته واحتضنت فكره على جثمانه وآوته في ارضها الطيبة.. أما سرادق العزاء فيه فهي ممتدة بقدر ذالك الخير والمدد التربوي الذي بعثه في صفوف شباب المسلمين للإنطلاق لنهضة الذات والأمم ..".


وكتب "رحمك الله ابا عمّار وأعلى منزلتك وأحسن وفادتك إليه .. والعزاء لكل أسرته وذويه وكل تلاميذه ومحبيه في العراق وفي ماليزيا وفي كل مكان..وعزاء خاص للأخوة في حركة إكرام الماليزية".


وكشف أنهم صلوا عليه رحمه الله صلاة الغائب في مسجد تورونتو بمبادرة نبيلة من فضيلة إمام المسجد وحريٌ أن يَـصلَ المسلمون أحد اساتذة الدعوة والبلاغ اليوم بدعائهم واستغفارهم ..".داعيا الله أن "..يعيد للأمة حركة الإحياء لمعالم الرسالة في الذات والمجتمع والدولة .. ويوحد الجهود نحوها في كل حاضر العالم الإسلامي لصناعة الوطن الرشيد ولإنقاذ المستضعفين".


https://x.com/MohannaAlhubail/status/1828376269492269449

وقال الباحث والأكاديمي السعودي سعيد بن ناصر الغامدي @saiedibnnasser: "رحمه الله شيخنا الجليل الداعية المربي العالم المتفنّن الشيخ عبد المنعم بن صالح العلي العِزّي من بني (عامر بن صعصعة)من (هوازن) من (قيس عيلان) من (مضر) العدنانية المعروف في معظم مؤلفاته باسم  #محمد_أحمد_الراشد..

وأضاف أنه "عاش حرّاً مجيداً داعياً إلى الله تعالى منافحاً عن سنة المصطفي ﷺ بكتابه نادر المثال (دفاع عن أبي هريرة) .. ومن الذي لايعرف كتبه الأخرى المنطلق والعوائق والرقائق وصناعة الحياة والمسار؟.. ولقد عشت في أفياء المنطلق في السنة الأولى من الجامعة مأخوذا بجميل صياغته وملاحة اقتباساته وإبداع نسقه وعبارته..ولم أكن حينها ملتفتاً للمعاني الدعوية العميقة التي فيه، وما زلت أعلّ وأنهل منه ومن شقيقيه ثم من الكتب الأخرى وقلبي متشوّق لرؤية من ألفها..حتى تيسر لي ذلك فلقيته في معرض الكتاب في الشارقة فرحّب ترحيبة مضريّة بي وبزملائي المولّهين بمعارض الكتب فأكرمنا في منزله وحدثنا حديثاً مترسّلاً كأنما يقرأ من صحائف علوم شتّى أمامه..".

وأضاف، "ثم اتصلت أسبابي بأسبابه بعد أن سكنت عروس المدائن "الآس تانه" وبقيت الصلة حتى بعد أن أخنى عليه العصر بكلكله فانحنى عوده وثقُل مشيه..ولم يتغيّر حفظه ولا فهمه ولا همّته..وبقي وفيّاً لدعوة الاخوان التي ربّته صغيراً ورعته شاباً وترقّى في معارجها كهلاً وشيخاً.".

واستدرك "لكنه كان في ذات الوقت ناقداً لمساراتٍ سلكتها وناصحاً لكبارها المؤثرين، غير مظهرٍ شماتة ولا ناشر لزلّة ولا ناقض لميثاق .. بل معترف بفضل الدعوة عليه وإن كان فضله عليها أرجح في نظري".

وأوضح "إذا سألته عن المسلمين في بلدٍ أو منفى وجدت عنده من أنبائهم أفضل مما تؤمله..وإذا ناقشته في علم من علوم التراث سمعتَ جُمَلاً يدهشك إبداع جمالها بقدر ما يمكنك من إدارك مضمونها".

وأبان أنه "إلى ذلك متفنّن في علوم العصر غائص إلى أعماقها مجانب لمسلك أهل الارتماء وأهل الانكفاء سالك بين ذلك سبيل الاصطفاء الواجب للنهضة والعزة.. حدثنا عن مؤلَّف له عن "السيف السلفي" أخّرته أحداث العراق الدموية ثم كاد ينبعث بعد دموية رابعة..ثم لا أدري ما شأنه اليوم بعد وفاته".


وختم قائلا: "أُراني قد استرسلت بلا قصد..ولكنه حديث القلب حين يحب عن دين ويقين.. رحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى وحقق له ما سعى إليه من حسنى وزيادة في دار السعادة.. وأحسن عزاء أهله وتلامذته ومحبيه.".
 

https://x.com/saiedibnnasser/status/1828378063144710605

 

زمن التكوين

الكاتب محمد الأحمري @alahmarim قال إنه الشيخ عبد المنعم صالح العلي العزي العراقي صاحب الاسم القلمي الذائع: ( محمد أحمد الراشد) ذلك الكاتب الموهوب والعالم واسع الاطلاع.

وأضاف، "كنا في زمن التكوين ننتظر مقالاته وكتبه الرائدة بكل شوق، مثل: المنطلق والعوائق والرقائق، ومقالاته الخالدة مثل: سهر ليلة شتاء طويلة مع إعادة كتابة التاريخ الإسلامي، في مجلة المجتمع الكويتية، وقد كتب كتابا من أهم ما كتب في علم الحديث عن الشبه المثارة حول الصحابي أبي هريرة سماه: (دفاع عن أبي هريرة) نشره باسمه الحقيقي، وصمم غلافه في طبعته الأولى تصميما ذكيا رائعا، حصلت عليه حين كنت مسافرا في مكتبة بالباحة".

وأشار إلى أنه "أثنى على الكتاب كثيرا الشيخ المحدث عبد الرحيم الطحان، وقد كتب كتبا دعوية وحِكيمة كثيرة وكانت له محاضرات قيمة".
 
وعن موقف حياتي معه لفت إلى لقائه به "مرتين الأولى في الإمارات عام 1994 والأخيرة في زيارة له إلى قطر وتغدينا في مطعم لوزار، وكان قد ضعف بدنيا ولكن ذاكرته كانت حية وهمته عالية".

https://x.com/alahmarim/status/1828335528036422143

علامة فارقة

ابو العز اليماني @AbkrTyb قال: "ورحل فارس الدعوة ، رحل من شرح المنطلق، وحذر من العوائق،ورسم المسار، وأرشد الأمة كيف تصنع الحياة، رحل إلى ربه وبقيت في القلوب رقائقه.. رحم الله المجاهد الكبير والشيخ الجليل محمد احمد الراشد الذي سيظل علامة فارقة في تاريخ الأمة .. وأخلف على الأمة خيراً في مصابها.".

https://x.com/AbkrTyb/status/1828360501396472119

واقتبس أبو أنس المصري @AboAnas100000 من كلماته أنت صاحب إيمان "وحقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلبٍ حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان، لأنه يجاهد نفسه كذلك في أثناء مجاهدته للناس، وتتـفتح له في الإيمان آفاق لم تكن لتتـفتح له أبدًا وهو قاعد آمن ساكن".


إمام للسالكين

الجراح المصري د. يحيى غنيم @YahyaGhoniem فأعتبر الشيخ "كان إماما للسالكين فى حياته الدنيا ،الشيخ محمد أحمد الراشد فى سرب العائدين إلى الله، صاحب المنطلق والعوائق والرقائق والمسار ، وصناعة الحياة وإحياء الإحياء وأصول الإفتاء،".
 
مثنيا عليه "كان-رحمه الله-أديبا إذا كتب، وواعظا بليغا إذا خطب، ومربِّيًا أريبا إذا هذب، وفقيها متعمقا لما دقَّ وغام عن كل أريب فطن، وصاحب همة ونفس تواقة تبعث الحياة والمعالى حتى فى من أسره القعود والإخلاد إلى الأرض وسكن".

وأضاف أنه "إذا كان الإمام المودودى والشهيد سيد قطب هم أئمة الفكر فى الدعوة فإن الراشد من أئمة التهذيب والتربية والتجميع والبعث وإضاءة الطريق بأنوار الهداة السالكين".

https://x.com/YahyaGhoniem/status/1828358868331831501

أمنيته في الجنة

ونقل الأكاديمي أحمد بن راشد بن سعيّد عبر @LoveLiberty_2 ممّا سطّره العلّامة  الراشد، عن أمنياته عندما يكرمه ﷲ بالجنّة. رحم ﷲ شيخنا الذي رحل عن دنيانا فيقول: "لذّتي الكبرى أن تكون في قصري بالجنة مكتبة إسلامية وعلمية وفنية كاملة، فآخذ القرآن الكريم أولاً، وأجلس عند عتبة باب قصر عبد الله بن عباس أنتظر خروجه، لأطلب منه التلمذة وأن يأذن لي بدرس يومي عصراً على مدى سنين يشرح لي أسرار القرآن، ولغته، وأعاجيبه. حتى إذا شبعت من علمه، دققت باب الطبري ليمنحني المزيد من معاني القرآن وفقهه، وألبث معه السنوات الطويلة قبل أن أتحول إلى القرطبي والزمخشري والألوسي وابن عاشور وسيد قطب، وكل منهم يزيد لي حروفاً وفوائد، حتى أستوفيَ علم القرآن من مئتي مُفسِّر، ودفاتري معي، وقلمي خلف اُذني، ونعلي خفيف، على هيئة طُلاب العلم التلامذة، فإني حُرمت مثل هذه المجالس في الدنيا إلا قليلا، واُريد أن أشبع وأنهل. 

وأريد أن أمكث في الخاتمة عند المفسّر الشنقيطي مدة أطول، وأن أذهب له في الجنة على ناقة، وكان أستاذي الدكتور جعفر شيخ إدريس يُحدّثني عن شيخ له في السودان يأبى إلا أن يأتيَ إلى مجلس التدريس على ناقة، مبالغةً في الحفاظ على صورة الحياة السلفية، فاُريد أن أقلّدَه. فإذا استوفيت دلائل الفرقان وإعجازه، تناولت من مكتبتي مدوّنة الحديث النبوي الشريف الكبرى التي استخرجها حبيبي البخاري وسمّاها الجامع الصحيح، فلا أحتاج إلى انتظار ولا إلى دقّ الباب، بل أجده ينتظرني مبتسماً مشتاقاً، بما وصله من خبر عنّي، وعن ولعي بالحديث وعلم الرجال، وبشرطه الذي تعمقت فيه وصار يُسمّى بين العلماء شرط البخاري، وهو يؤخذ بالاستقراء والاستعراض لا بالنص، فبعد ساعة أطلب فيها منه أن يريَني دِقّة رميه بالسهم فيُصيب الهدف عشرة على عشرة، بالكمال، ينفد صبري فأطلب منه أن يبدأ رواية صحيحة عليّ، مع الشرح وبيان أحوال السند والرجال، فأمكث معه السنوات حتى أحفظ ما هنالك ويجيزني، وأرجع إلى حوريّاتي أبشّرهنّ، وأمشي بينهنّ مِشيةَ الخُيلاء والزهو، وأتطاول على صاحب لي حَبَسَ نفسَه عند الضفّة يشرب، ويأكل لحم الطير والعنب، وعاف صحبة البخاري، مع أني أعطيته عنوانَه، هناك بين البُحيرة والجبل المنيف.

ثم أستأذنُ البخاري أن أطوف على الإمام مُسلم لأقرأ عليه صحيحه، وعلى أبي داود والنَّسائي والترمذي وابن ماجة والدارقطني وأبي حاتم، في مئةٍ من أصحاب المدوّنات الحديثية يروون لي أسانيدهم، ليعلوَ سندي، ثم بطبقات الشرّاح، ابن حجر والنووي، في ثلاثة آلاف من أهل العلم وتأويل الحديث ومعرفة الرجال وتأصيل الاجتهاد، واحداً بعد الآخر، وقلمي ينسخ، ونفَسي محبوس، وتحرّشاتي بهم لا تنقطع، ألاحقهم بالسؤال، وأستخرج من كل جواب سؤالاً جديداً، حتى تنقضيَ ألوفُ سنين، وهم في الفرح الغامر، أنهم وجدوا مستهلكاً شارياً، وتلميذاً دائباً ، ومكافئاً في الحوار.

حتى إذا استوفيت غرضي من هذا الفيلق، أرسلت شفعاء إلى الخلفاء الراشدين أن يأذنوا بزيارات، فأتأدّبَ ولا ألحَّ بسؤال، فيروا أخلاقي، فيتبسّطوا، ويشرعوا في الملاطفة، فتدبَّ فيّ الشجاعة رويداً رويداً، حتى إذا شبعتُ تحولت إلى بقية الصحابة، الأول فالأول، والأعلم فالأعلم، فيروون ليَ السيرة، وأخبار بدر وأُحد والغزوات والشهداء، وحياة مكة والمدينة، ووفود العرب، وأخبار معارك القادسية واليرموك وكل الفتوح، ودخول الأمم في الإسلام، ونشوء جيل التابعين، ومَن قاتل منهم بشجاعة، ومَن رَصد نفسه للعلم، حتى أنزل إلى مالك وأبي حنيفة والشافعي، فأمكث عند كل واحد منهم الدهرَ الطويل، يعلّمني فقهَه وأصول مذهبه وأسباب اجتهاداته، وتكون أيامي مع مالكٍ بخاصة مخلوطة برحمة له، لأنه كان مصاباً بسكّر الدم مثلي، وهو يحب الحلواء مثلي والرُطب، ولا يستطيع الإكثار منهما ولا أستطيع، لذلك أتعمّد أن ألتقط له قبل كل زيارة ما يملأ طبقاً من البرحي والخلاص وبقلة النارِين والخستاوي والمجدول وأنواع رُطَب الجنة وأهديها له، مع أنواع حلوى بالزعفران أوصي زوجاتي أن يصنعنها له، فإنه يحب ذلك، مُذ أهداه الإمام الليث بن سعد حِمْلَ سفينة من الزعفران والسّكر المصري، وكأن إكثاره منهما كان السبب في مرض السكّر، وبسبب هداياي له يشرع في محاباتي، ويُهديني طبعة بماء الذهب من الموطّأ، ويخفض جناحه لي حتى إني لأعجب، أين ذهبت فورات غضبه على تلامذته، وتعييره لفاضل منهم أنه من روّاد دار قُدامة بسوق المدينة، حيث مجتمع ملاعبي الطيور! وكأني على مدى صلتي به تعتريني رهبة أن ينسبَني إلى دار قدامة آخرَ ببغداد، أو إلى سوق الغزْل تحت منارة مسجد الخلفاء القديم حيث اجتماع أصحاب الطير والحَمام. إنما مكوثي الأطول، يكون حين أرجع من جولة لي في الأرباض الغربية، وأنا على مُهريَ الأسود، فأجد أحمد بن حنبل ينتظرني عند مَدخل بستاني..".

https://x.com/LoveLiberty_2/status/1828419920993845660