أطلقت السلطات السعودية سراح القضاة العشرة الذين اعتقلوا قبل نحو عامين من مكاتبهم، بعد إهانتهم وسجنهم إضافة لمطالبة الإدعاء العام بقتلهم بتهمة الخيانة العظمى.

وفي لقاءاته مع غربيين حمّل بن سلمان القضاة مأساة "ستة آلاف سجين رأي" "حسب زعمه" وأخبرهم بأنه بصدد تطهير القضاء من الفكر المتطرف!

وكشف الأكاديمي السعودي سعيد بن ناصر الغامدي أن نسبة ضئيلة من المعتقلين يُعرضون على القضاء المسيّس بجدارة إضافة لتزايد أعداد موظفي الإدعاء العام الذين يعيّنهم ابن سلمان قضاة!

واعتبر أن الهدف الرئيسي من ذلك الإجراء هو: "شطب ما تبقّى من قضايا شرعية "غير الأحوال الشخصية " وإيجاد قوانين وضعية ملزمة على غرار قانون الإرهاب المفصّل على كل المجتمع، كجورب العائلة الذي يصلح للطفل والأبوين".

واعتقل القضاة العشرة في 25 مايو 2022 من مناطق شتى، ودوهمت مكاتبهم بطريقة مهينة ووضعت أكياس على رؤوسهم ووضعت الأصفاد في أيديهم وسحبوا أمام الموظفين والمراجعين، ثم نقلوا لسجن للمباحث في الرياض على طريق الدمام وأُخذوا على دفعات لموقع مجهول لضربهم واستجوابهم.


حساب العهد الجديد على إكس  @Ahdjadid قال إن "القضاة العشرة الذين اعتقلهم محمد بن سلمان كانوا من أصحاب الولاء له، وبعضهم استخدمهم في محاكمة معتقلي الرأي، فأصدروا ضدهم أحكاماً قاسية مبنية على تهم فضفاضة، إذ كانوا لا يترددون عن خرق منصب القضاء وتسيسه تلبية لرغبة أو خدمة يريدها محمد بن سلمان".

وأوضح أن القضاة هم ٦ من الجزائية المتخصصة: عبد الله بن خالد اللحيدان و عبد العزيز بن مداوي آل جابر و جندب آل مفرح و عبد العزيز بن فهد الداوود و طلال الحميدان وفهد الصغير.

و ٤ من المحكمة العليا هم: خالد بن عويض القحطاني و ناصر بن سعود الحربي و محمد العمري و محمد بن مسفر الغامدي.

وأشار إلى أن اعتقالهم كان في ١١ أبريل ٢٠٢٢، ثم تم عزلهم فوراً عن العالم الخارجي، وتعاملوا معهم كما مجرمي الدرجة الأولى، (القتلة وتجار المخدرات)، ثم بعد جلسات تحقيق طويلة وتعذيب لبعضهم، وجهّت لهم النيابة العامة تهماً بالخيانة العظمى وتهماً أخرى تتعلق بالتساهل في التعامل مع المعتقلين والنشطاء والمجرمين وطالبت بإعدامهم، فما الذي حدث ليلاقوا هذا المصير؟:

وأضاف أن اعتقال القضاة من مقرّ العمل مباشرة، إذ داهمت قوة عسكرية ملثمة كبيرة من أمن الدولة مبنى المحكمة؛ اقتحمت القوة المبنى بسرعة هائلة مع صراخ وزعيق وهم يشهرون ويلوحون ببنادقهم، وكانوا يصرخون على الموظفين: وجهك على الجدار، لا أحد يدير وجهه، لا أحد يتحرك، لا أحد يستخدم جواله، تماماً كما يحدث في حملات اقتحام أوكار المخدرات وغيرها، ثم جمعوا كافة الموظفين في مكان واحد في ممر المحكمة ”السيب“.. في هذه الأثناء كانت قوة أخرى قد توجهت نحو غرف مكاتب القضاة، اقتحموا المكاتب عنوة وبسرعة، بدأوا يصرخون وكانت أسلحتهم موجهة نحو القضاة ومن يعمل معهم، ثم جرّوهم جراً من رقابهم تجاه "السيب"، بعض القضاة كان يتعثر أثناء الجر فيسحبوه بقوة ويشتموه، وظلوا يسيرون بهم سحباً وشتماً حتى وصلوا إلى ذات مكان تجمع الموظفين ووضعوهم جميعاً في مكان واحد، غير أن القضاة كانوا جالسين على ركبهم وأيديهم مكبلة إلى الخلف.

في ذات الوقت كانت قوة أخرى قد اقتحمت مكتب القاضي عبدالعزيز بن مداوي آل جابر، وأمروه بأن يستدير إلى الجدار الذي ورائه ويرفع يديه، وحين حاول أن يسأل ويستفسر عن السبب، شتموه بكلمات قاذعة يَعفُّ اللسان عن ذكرها، ثم وضعوا كيساً على رأسه وسحبوه بالممر "وطيحوه" أمام الموظفين في مشهد غاية في الإهانة.. ثم نُقل القضاة بعد ذلك إلى مكان مجهول، ليتبين لاحقاً أنهم متهمين بتهم الخيانة وغيرها.

وللمعلومية فإن عبدالعزيز بن مداوي هذا كان على اتصال مباشر مع محمد بن سلمان وكان قد أعطاه صلاحيات كبيرة، وخصص له طائرة خاصة، وكان موكبه مؤمن بشكل كامل، يخرج بدوريتين، ذلك أنه من حكم بالإعدام على ما يسمى بالجهاديين، كذلك فإن والده مداوي كان له خط مباشر مع الملك فهد، وكان يكتب تقارير وتصل مباشرة إلى الملك، وكان يُعد من رجال الدولة المقربين من فهد.