لم يعد البيت الحرام حرامًا على المسلمين، ولم تعد أداء فريضة العمرة أو الحج من فرائض الله التي لايستطيع أحد من المسلمين أن يصد الناس عنها، أو يمنعهم من القيام بها، فضلا عن التنكيل بمكن لجأوا إلى بيت الله الحرام أو اعتقالاهم أو ترويعهم، لكن في عهد محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أصبح كل شئ مباح.

فمنذ وصول محمد بن سلمان لولاية العهد عام 2017، بعد انقلابه على ابن عمه الأمير محمد بن نايف، أصبحت أخبار اعتقال الناس من العمرة، سواء من السعوديين أو العرب والمسلمين أمرًا عاديًا، وذلك على إثر انتقادهم لـ بن سلمان أو مخالفتهم لسياسة المملكة سواء بشكل عام، أو حتى بسبب تدخلها في شئون بلادهم، أو حتى بسبب رفع علم فلسطين أو الدعاء لها.

أبرز حالات الاعتقالات:

في مايو 2024، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال رجل الأعمال الليبي عبد الرحمن قاجة أثناء قدومه إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، وجاء اعتقاله على خلفية تهم تتعلق بتمويل جماعة الإخوان المسلمين وحزب النهضة.
في فبراير 2024، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال امرأة معتمرة داخل الحرم المكي بعد أن قامت برفع علم فلسطين تعبيراً عن تضامنها مع أهل غزة..
نوفمبر 2023، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال الشاب اليمني المقيم في هولندا فهد رمضان أثناء أدائه مناسك العمرة، بعد يوم واحد من وصوله إلى السعودية.
ديسمبر 2023، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال الشاب المصري عبدالرحمن محمد عبدالرحيم أثناء أدائه مناسك العمرة على خلفية نشره فيديوهات معبراً فيها عن تضامنه مع أهل غزة.
نوفمبر 2023، قامت قوات الأمن السعودي باعتقال الدكتور عبدالله فيصل الأهدل نائب رئيس مجلس علماء السنة في حضرموت، ومؤسس ومدير معهد القرآن والعلوم الشرعية بحضرموت، أثناء تأديته لمناسك العمرة .
نوفمبر 2023، في مقابلة مع صحيفة ميدل إيست آي قال الممثل ومقدم البرامج البريطاني إصلاح عبدالرحمن: أن قوات الأمن السعودي اعتقلته أواخر شهر أكتوبر الماضي على خلفية ارتدائه كوفية فلسطينية وتسبيح فلسطيني ملون حول معصمه.
نوفمبر 2023، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال الشيخ التركي مصطفى إيفي على خلفية استخدام كلمتي فلسطين وغزة أثناء دعائه.
نوفمبر 2023، أقدمت قوات الأمن السعودي على احتجاز معتمر جزائري أثناء زيارته للمسجد النبوي على خلفية دعائه لأهل فلسطين.
كل هذه الاعتقالات ليست إلا جزء بسيط من جملة الاعتقالات التي طالت المئات، فبن سلمان حول بيت الله الحرام الذي جعل أمنا للناس، مكانًا للاعتقالات والترويع، وملاذا لعمليات الانتقام السياسي الذي يقوم بها ضد معارضيه.

فأصبحت المملكة التي ترعى أقدس بيوت الله للمسلمين، تحرم أفراد من الأمة من دخول أراضيها لخلافات سياسية، بينما فتحت البلاد للصهاينة لتنديس بلاد الحرمين.. فأيهما أولى بزيارة المقدسات؟