في الوقت التي تنوف فيه غزة الدماء بفعل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية، ما أدى لمقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين وتدمير قطاع غزة، يسعى نظام آل سعود لإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة وذلك بهدف تحقيق أهدافه.

بالرغم من المواقف الرسمية السعودية التي تعارض الحرب، وتدعو لدولة فلسطينية مستقلة، تستمر المحادثات التطبيعية السعودية سرًا، بالإضافة لسعيها المضني للقضاء على حركات المقاومة في غزة.

تطبيع رغم الدماء:

جاءت عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مواقع الاحتلال في السابع من أكتوبر الماضي، كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، إلا أنها كانت بهدف استراتيجي أكبر وهو وقف عمليات التطبيع العربي المستمر والذي بدأته الإمارات في سبتمبر 2020، وكان الدور الأكبر على السعودية للانضمام لذلك الموكب.

وبالرغم من الحرب الإسرائيلية على غزة وما أظهرته من بشاعة وإجرام الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، استمر نظام بن سلمان في محادثات التطبيع برعاية أمريكية.

فيسعى نظام بن سلمان اليوم قبل غدًا في إتمام صفقة للتطبيع، لكن ما يمنعه حتى الآن هو ردة فعل الشعب السعودي والعربي والتوقيت الغير مناسب، بالإضافة لمحاولته الحثيثة للحصول على أكبر مكاسب من الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في مجال الحماية من الخطر الإيراني، وتشكيل تحالف عربي – إسرائيلي-  أمريكي ضدها.

حقد نظام آل سعود على المقاومة:

منذ وصول محمد بن سلمان لولاية العهد عام 2017، قطع كل العلاقات مع حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية، كما استمر في حملات اعتقالات شرسة للفلسطينيين والأردنيين والسعوديين الداعمين للمقاومة الفلسطينية، أو حتى ممن يقومون بأعمال خيرية مجتمعية، كجمع التبرعات للفلسطينيين.

ومع بدأ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة استمر نظام بن سلمان في عداوته الواضحة للمقاومة الفلسطينية، حيث دعا سرًا جيش الاحتلال للقضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو ما ذكرته تقارير ومسئوليين غربيين.

كما كان جليًا عدم اهتمام نظام بن سلمان بشلال الدماء الذي يراق في غزة، من خلال استمرار هيئة الترفيه بقيادة تركي آل الشيخ، في فعالياتها الماجنة ضمن ما يسمى بموسم الرياض، وهو ما لاقى ردة فعل غاضبة شعبيًا في العالم العربي والإسلامي.

كما كانت المملكة من الدول القليلة التي لم تشهد مظاهرات دعم لغزة، بفعل القبضة الأمنية لأجهزة النظام، بالرغم مما أشارت له استطلاعات الرأي بأن الشعب السعودي داعم لفلسطين وضد الاحتلال والتطبيع معه.

والخلاصة أن نظام بن سلمان هو من أكثر المستفيدين من الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، فلا يلتفت للدماء التي تراق في شوارعها، بل يسعى لاستمرارها لتحقيق أكبر قدر من المصالح الخاصة له، ولتحقيق أحقاده المستمرة على المقاومة الفلسطينية بل كل ماينتمي لفلسطين.