العيد "هو كل يوم فيه جَمْعٍ يعتاده الناس ويعودون إليه. قال ابن الأعرابي: سُميَّ العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد". (لسان العرب: 3 / 319).

 

* العيد في الإسلام يوم سرور وفرح وزينة:

يحب الله أن تظهر فيه أثر نعمه على عباده، بلبس الجديد من الثياب، وتناول الطيب من الطعام بدون إسراف ولا مخيلة؛ يقول تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (الأعراف: 31 - 32).

 

* العيد في الإسلام يوم طاعة ومغفرة:

دخل رجل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجه) فوجده يأكل خبزًا فيه خشونة، فقال: "يا أمير المؤمنين يوم عيد وخبز خشن!!؟ فقال الإمام علي: اليوم عيد لمن قُبل بالأمس صيامُه وقيامه، اليوم عيد لمن غُفر ذنبهُ وشُكر سعيه وقبل عمله، اليوم لنا عيد، وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد".

 

العيد فرصةٌ لدعوة غير المسلمين وتعريفهم بحقيقة الإسلام:

عبر علاقات "المجاملة" والتواصل الإسلامي الذي وجهنا إليه ربنا في قوله سبحانه: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" [الممتحنة:8].

 

العيد يوم لمساعدة الفقراء والمساكين:

عن طريق توزيع الأضحيات التي تُقدم بين يدي العيد.

ويستحب أن يطعم المضحي أهل بيته ثلثها، ويهدي ثلثها للفقراء من جيرانه وأقاربه، ويتصدق بالثلث على من يسألها، لقول الحق سبحانه: "‌فَكُلُوا ‌مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ" [الحج: 36]، والقانع هو المتعفف، والمعتر هو السائل، ولما قال في المغني: “ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث" (رواه أبو موسى الأصفهاني في الوظائف وحسنه كما في المغني".

وقال ابن عمر أنه قال: “الضحايا والهدايا ثلث لك، وثلث لأهلك، وثلث للمساكين”.

 

* العيد يلبي حاجات الروح والجسد:

فالعيد يأتي متوجًا لشعائر عظيمة جليلة مما شرعه الله في رمضان وأشهر الحج من أنواع العبادات العظيمة، فتلك مبتغيات الروح: "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ" [يونس:58].

وأما الحاجات الجسدية والميول النفسية المندفعة نحو اللهو والترفيه واللعب ففي العيد الإسلامي ما يوفِّي ذلك، ولذا حرم في الإسلام صيام أيام العيد، إذ لا بهجة كاملة لمن وافى العيد وهو صائم لا يطعم ولا يشرب. ومما يومئ لتحقيق هذه المقاصد ما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال: قدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدَلكم الله خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" (رواه أبو داود والنسائي).

 

* العيد الأكبر يوم تتحرر الأوطان:

فعيدنا الحقيقي كما يقول أحد الأئمة المعاصرين: "يوم تتحرر أوطانكم، ويحكم قرآنكم.. فاذكروا في العيد ماضيكم المجيد: لتتذكروا تبعاتكم، وأملكم لحاضركم، ورسالتكم لمستقبلكم، وجدِّدوا الآمال، وآمنوا، وتآخوا، واعملوا، وترقَّبوا بعد ذلك النصر المبين.. ولا تنسوا أن ثمن النصر تضحية وفداء، فاحرصوا على تقديم هذا الثمن، ولا تهنوا بعد ذلك ولا تحزنوا، فأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم، وما كان الله ليضيع إيمانكم".

يا عيد بلغ أمتـــي وبــلادي         أزكى تحياتي وشوق فؤادي

وانقل لهم يا عيد وصف مشاعري        وابعث لهم بمحبتي وودادي