تمر ذكرى النكبة هذا العام في ظل أحداث جديدة ومتغيرات غير مسبوقة، تحمل في طياتها نسائم الأمل وملامح الخلاص من هذا الاحتلال الغاشم الذي مر عليه ٧٦ عامًا، ذاق خلالها أهل فلسطين الويلات، وتعرضوا لجرائم فاقت الخيال، وسط حالة من الخذلان والضعف الرسمي. لقد أثبت "طوفان الأقصى" بسالة المقاومة وصمود الحاضنة الشعبية، وأن هزيمة هذا الكيان ليست ضربًا من المستحيل، وليست أملًا بعيد المنال، أو هدفًا صعب التحقق. كما أثبت "طوفان الأقصى" أن نكبة فلسطين ١٩٤٨ لم تكن نتيجة نقص إمكانيات وعتاد، ولكنها كانت نكبة خذلان وهزيمة نفسية، عندما قبل حكام العرب بالهدنة التي أعقبها إعلان دولة الكيان اللقيط، وهم يحاولون اليوم أن يكرروا الشيء نفسه، رغم ما أوقعته المقاومة بالعدو من خسائر لم يشهدها من قبل. وبرهنت المقاومة أن قوة العقيدة وتوظيف الإمكانيات المتاحة وإحياء فريضة الجهاد هي أول مفاتيح النصر وتحرير الأرض، فأحْيَت القضية وأثخنت في العدو الذي ادَّعي كثيرًا أنه "الجيش الذي لا يقهر"!
لقد كانت قضية فلسطين ومازالت قضية الأمة المركزية؛ التي أوْلتها جماعة "الإخوان المسلمون" الاهتمام الذي يليق بها فقدَّمت في سبيل تحريرها الأرواح والدماء مشمولة بكافة أشكال الدعم، إلى أن تأسَّست على طريقها حركة المقاومة الإسلامية؛ لتكون القاطرة التي تقود إلى التحرير ومعها كل مكونات الأمة تدعم وتقدّم التضحيات. إننا لن نكون مبالغين إذا قلنا إننا نرى ملامح النصر باديةً، ومعالم التحرير بيِّنةً، تترقب التفاف الأمة حول راية التحرير؛ تحرير فلسطين، كل فلسطين! ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: 4-5). والله أكبر ولله الحمد د. طلعت فهمي المتحدث الاعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون" الأربعاء ٧ ذو القعدة ١٤٤٥هـ، ١٥ مايو ٢٠٢٤م