شهدت مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، مظاهرات حاشدة نددت بعرقلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الموجودين بغزة منذ 200 يوم.

ووفق قناة "كان" التابعة لهيئة البث (رسمية)، مساء الثلاثاء: "أغلق أهالي المختطفين وناشطون آخرون شارع الملك جورج من ناحية (شارع) ديزنغوف".

 

نتنياهو تخلى عن المختطفين

وردد المحتجون في مسيرة احتجاجية، حسب القناة، هتافات نددت بعرقلة نتنياهو التوصل إلى صفقة مع حركة "حماس" لتبادل الأسرى منها: "نتنياهو تخلى عن المختطفين، ولم يعدهم".

كما حملوا لافتات مكتوب عليها عبارات مثل: "خلاص الأسرى بأي ثمن"، و"صفقة الآن"، وفقًا لـ"الأناضول".

وبوساطة قطر ومصر، تجري إسرائيل "وحماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المتواصل على غزة منذ 200 يوم.

وتتبادل حماس وإسرائيل اتهامات بعرقلة المفاوضات، وتتمسك الحركة بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بدأت المسيرة من أمام وزارة الدفاع في منطقة الكرياه، وتوجه المحتجون إلى ساحة ديزنغوف، حيث تظاهروا مطالبين بإطلاق سراح الأسرى في غزة.

وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.

وقالت الصحيفة إن أهالي الأسرى ألقوا كسرات من الخبز داخل مقر وزارة الدفاع، احتجاجًا على ظروف احتجاز ذويهم في غزة، مع هتاف: "هذا ما يحصلون عليه (المحتجزون) منذ 200 يوم".

ورفع المحتجون أمام مقر الوزارة لافتات منها: "في هذه الأثناء الحكومة الإسرائيلية تخّرب الصفقة وتضحي بالمختطفين.. أوقفوا الحرب".

ورددوا هتافات بينها: "(نتنياهو) أنت الرأس.. أنت المذنب"، بالإضافة إلى هتافهم الشهير: "المختطفون في غزة منذ أيام طويلة ودماؤهم تلطخ أيدي الحكومة الدموية".

ولم تتوفر على الفور تقديرات رسمية أو إعلامية بشأن عدد المحتجين.

 

الطاغية نتنياهو سيدمر إسرائيل

وفي السياق ذاته، حذر الشاعر والأديب الإسرائيلي إيال مجيد، والذي كما يقول "كان في وقت ما أفضل صديق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، أن الأخير سيدمر إسرائيل.

وكتب مجيد في صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية: "أن نتنياهو سيكون مدمرًا للبلاد لأنه ليس لديه خيار آخر، نتنياهو أسير جنون عظمة الدكتاتور، الذي يرى أن البلاد ملكيته الخاصة. لقد اعتاد على الحكم لدرجة أنه غير قادر على تحمل وضع يحل فيه شخص آخر محله"، وفقًا لصحيفة "السبيل".

وأضاف: "بالنسبة له، إخلاء الحكومة هو مثل نقل ملكية الممتلكات. بيبي هو مثل زوج غيور، لا يستطيع أن يتخيل زوجته في أحضان آخر. إنه اضطراب غير قابل للشفاء. ومع ذلك، فهو رجل كنت أعتبره صديقًا، والأهم من ذلك أنني كنت اعتبره رجل دولة همه الرئيس هو سلامة وأمن إسرائيل".

وأشار إلى أنه يشعر بالخجل الشديد لأن رئيس الوزراء (نتنياهو) لا يشعر بالخجل، ووصفه بـ "الطاغية".

وقال: إن نتنياهو سيدفع أي ثمن على حساب الجمهور في إسرائيل، بشرط عدم سقوط حكمه "وبالتالي، ومما يثير الرعب في الأمر، أنه لا توجد فرصة لانتهاء الحرب في المستقبل المنظور. ولا طواعية ولا حسب المنطق، واستمرارها إلى الأبد هو العائق الوحيد الذي سيحول دون وقوعه في كارثة شخصية".

ورأى" أن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بإسقاط "نتنياهو"، وقال: إن أولئك الذين يخطئون في الوهم بإمكانية انتظار عجلات الديمقراطية في رحلتهم البطيئة نحو تغيير السلطة في إسرائيل -وخاصة أولئك الذين ما زالوا متمسكين بنتنياهو تنتظرهم خيبة أمل في أنفسهم".

وأضاف: "نشهد مرارًا وتكرارًا قرارات لم يتم اتخاذها لمصلحتنا، بل لمصلحة نتنياهو الشخصية في نظره، فمعدل دمار "إسرائيل" سريع ومفترس، وإذا كنا لا نزال نريد دولتنا، فيجب علينا تسريع الخطوة التي ستمنع ذلك الدمار".

وقال: "لقد حاولت الاتصال بـ "نتنياهو" أكثر من مرة منذ بدء الحرب. حاولت أن أفهم ما يحدث هناك داخل القلعة التي تحاصرها، الدروع البشرية من كل أنواع البشر (يقصد المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته)، حاولت أن أوصل له رسائل مفادها أنه يجب أن يتحمل المسؤولية.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 34 ألفًا و262 شهيدًا و77 ألفًا و229 مصابًا، بعد مرور 201 يومًا على اندلاعها.

يأتي ذلك بينما تجري استعدادات إسرائيلية لاجتياح محتمل لمدينة رفح جنوب القطاع رغم تحذيرات دولية من تداعياته، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقًا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حربًا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".