بعد اتهامات امريكية بانحياز قطر لحماس كانت تالية لتصريحات من حكومة الاحتلال ورئيسها وأعضاء فيها، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الأربعاء، إن قطر تعيد تقييم دورها كوسيط بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس).


وأكد "آل ثاني"، في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة مع نظيره التركي، هاكان فيدان، إن قطر تعيد تقييم دورها في الوساطة في ضوء الأضرار التي سببتها الانتقادات. 

وأضاف أن "قطر بصدد إعادة تقييم كاملة لدورها، لأن هناك ضررا لحق بقطر".


ويأتي هذا الإعلان في أعقاب التعليقات التي أدلى بها المشرع الأمريكي ستيني هوير، الذي اقترح أن الولايات المتحدة ستعيد تقييم علاقاتها مع قطر إذا لم تضغط على حماس لقبول اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمته إسرائيل.

وسبق لحكومة نتنياهو في يناير الماضي، أن اتهمت قطر بالمسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر  وردت قطر فقالت إن "نتنياهو يعمل لمصالح سياسية".

المدهش أن البيت الأبيض رد على هجوم نتنياهو وقال: "قطر شريك رئيسي في المنطقة وممتنون لوساطتها المستمرة في غزة"!

ومن جانبه، أسف رئيس الحكومة القطرية من أن "..هناك سوء استخدام لمثل هذه الوساطة واستغلال أشياء مثل الوساطة لمصلحة سياسية ضيقة" وهذا "ما دفع دولة قطر إلى إعادة تقييم الوضع برمته".


وشدد على أن التزام قطر بالوساطة هو على أساس إنساني، وأكد أنه كان هناك "إساءة وضرر" فيما يتعلق بمشاركة قطر وانتقد بعض الأطراف لإطلاقها تصريحات "هدامة".


وقد شاركت قطر بنشاط في الوساطة في المفاوضات الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لكن الانتقادات والاتهامات الأخيرة دفعت قطر إلى إعادة النظر في دورها.


ونددت السفارة القطرية في واشنطن العاصمة بتعليقات هوير ووصفتها بأنها "غير بناءة" وشددت على أهمية استمرار المشاركة في جهود الوساطة.


وفي بيان قبل ساعات من مؤتمر الدوحة الأخير، قالت السفارة القطرية في واشنطن : "من المغري ان نبعد حماس عن قطر ولكن من المفيد أن نتذكر أن دور الوساطة القطري موجود فقط لأن الولايات المتحدة طلبت منا في عام 2012 أن نلعب هذا الدور، حيث أن إسرائيل وحماس، للأسف، ترفضان التحدث مع بعضهما البعض بشكل مباشر".

 

وعن التصريح القطري الجديد بخصوص الوساطة علق المحلل السياسي ياسر الزعاترة قائلا إنه ".. بعد المواقف الواضحة من قبل الأمريكان و"الكيان" يبدو أن الأمر صار يستدعي تقييما جديدا بالفعل، وكتبت عن ذلك منذ أيام".

وأضاف أنه "بدون وقف للحرب في المرحلة الثالثة مع الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال، وبينهما السماح بعودة النازحين، لا مجال لأي وساطة".

وأشار عبر @YZaatreh إلى أن "الغزاة وداعموهم في واشنطن يريدون جهات تضغط وليس جهات تتوسّط، وهذا ما أدركه القطريون، فيما موقف المقاومة واضح كل الوضوح، وعنوانه الحرص على مصالح الشعب والقضية".