نشر موقع "ذا ناشيونال" تقريرًا سلطت فيه الضوء على تناقص مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، والتي أصبحت قليلة وخافتة بشكل ملحوظ هذا العام في مصر وسط ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل قياسي.

وبينما زارت حشود من المسلمين أكبر مساجد القاهرة لأداء صلاة العيد فجر يوم الأربعاء، سرعان ما خلت شوارع المدينة وميادينها مع عودة الكثيرين إلى منازلهم للاحتفال بهذه المناسبة بشكل أكثر اقتصادًا.

وقالت "صفاء يوسف"، أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 48 عامًا وتعيش في مدينة الشروق، على بعد 33 كيلومترًا شرق القاهرة: "كانت الصلاة ذات يوم مجرد الجزء الأول من يوم طويل من زيارة العائلة، واصطحاب الأطفال إلى المعرض بملابسهم الجديدة، ولكن هذا العام هو في الحقيقة النوع الوحيد من الاحتفال الذي سأتمكن من تحمله".

وتابعت: "الحمد لله أن المساجد لا تزال مجانية".

وقال التقرير إن مظهر آخر مهم لعيد الفطر في مصر هو خبز البسكويت بالسمن أو الكحك، الذي غالبًا ما يتم رشه بالسكر البودرة أو المحشو بأنواع مختلفة من المكسرات والتمر، أو الحلقوم التركي، وهي علب تقدمها الأسر المصرية عادةً للأصدقاء والأقارب.

ومع ذلك، وبسبب ارتفاع أسعار السمن والسكر والدقيق والحشوات الأخرى، لم تصنع "صفاء" سوى كمية صغيرة لعائلتها ولم تتقاسمها مع جيرانها.

وأضافت "صفاء": "لم يكن بوسعي سوى شراء كيلوجرامين فقط من السكر والدقيق والسمن، لذلك قمت بتحضير كمية صغيرة لإسعاد الأطفال عندما يعودون إلى المنزل من الصلاة. لقد شعروا بخيبة أمل بعض الشيء هذا العام لأنهم لم يحصلوا على ملابس جديدة، لذلك أردت منهم أن يحصلوا على شيء حلو".

وأضافت أن العديد من الأسر الفقيرة في مصر لا تستطيع سوى منح أطفالها إما العيدية المعتادة أو شراء ملابس جديدة لهم.

وفي حين اختار البعض، مثل "صفاء"، عدم شراء الملابس بسبب النفقات الأكثر إلحاحًا، توجه كثيرون آخرون إلى أكبر أسواق القاهرة، وكالة البلح، للسلع المستعملة والجملة، لشراء ملابس العيد الجديدة بسعر أرخص من المحلات التجارية في الأحياء الأخرى بالقاهرة.

 كان السوق، المعروف بأنه مكان للسلع المستعملة اللائقة، يعج بالمتسوقين خلال الأسبوع السابق للعيد حيث توافد المتسوقون لشراء ملابس جديدة بميزانية محدودة.

وقال "أحمد إيهاب"، أحد سكان منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، والذي كان يوم الأربعاء من بين مجموعة من الشباب يقفون بجوار مجموعة من الملاهي: "اشتريت هذا الزي الذي أرتديه بالكامل من وكالة البلح مقابل 300 جنيه".

وتابع: "لو اشتريته من المتاجر في الحي الذي أسكن فيه، لكنت قد دفعت ما لا يقل عن 1000 جنيه، بدون الحذاء الرياضي الجديد. كان الكثير من الناس هناك. ولم يكن بإمكانك رؤية الأرض وسط الحشد".

وفي الأحياء الأكثر مركزية في القاهرة، مثل الزاوية الحمراء، كانت هناك أراجيح في الشوارع، وأكشاك غزل البنات، وركوب الخيل. ومع ذلك، في المناطق النائية في القاهرة، مثل الشروق، يكتفي السكان مثل السيدة "صفاء" بالخروج صباحًا إلى المسجد للصلاة.

احتفالات العيد شائعة في المساجد الكبرى في القاهرة، حيث يحصل الفقراء في كثير من الأحيان على هدايا خيرية مثل الكحك والألعاب النارية أو حتى النقود.

قالت "نورا الرفاعي"، 41 عاماً، من حي الطالبية بالقاهرة: "هذا العام، قام المسجد في منطقتنا بتوزيع بالونات كبيرة على الأطفال، وعندما أطلقوها، سقطت الأوراق النقدية من فئة خمسة أو 10 أو 20 جنيهًا. لقد كانت مفاجأة جميلة حقًا!".

وتابعت: "لقد حدد متجر ألعاب في منطقتنا أيضًا موعد افتتاحه في اليوم الأول من العيد وقاموا بتشغيل الموسيقى وكان هناك من يرتدون أزياء شخصيات كارتونية يرقصون في الخارج، لذلك اصطحبت أطفالي الأربعة إلى هناك اليوم وشربنا الكولا وشاهدنا الاحتفالات".

في حين أن المصريين قد يزورون عادة المتنزهات الكبيرة ويقضون اليوم مستلقين على العشب أو يركبون العجلة الكبيرة، إلا أن العديد من هذه المتنزهات مغلقة هذا العام.

ولفت التقرير إلى أنه وسط ارتفاع أسعار وسائل النقل العام في أعقاب الارتفاع الأخير في أسعار الوقود، اختار معظم المصريين البقاء في أحيائهم.

وقالت "صفاء": "بصراحة، أشعر بالقلق في هذا العيد. فأنا غير قادرة على الاسترخاء. لا أريد أن أجعل الصغار غير سعداء بأن أطلب منهم البقاء في المنزل، لكن لدي ابنة تستعد للزواج ولا أستطيع بضمير حي أن أخرج وأصفف شعري أو أشتري ملابس جديدة بينما هي بحاجة إلى هذا المال لتعيش حياة سعيدة وتؤمن مستقبلاً".

عادة ما تظل محلات الحلاقة وصالونات تصفيف الشعر، المعروفة بازدحامها خلال عطلة العيد، مفتوحة طوال الليل في اليوم الأخير من شهر رمضان بسبب طوابير طويلة من الأشخاص الراغبين في الحصول على قصة شعر تتماشى مع ملابسهم الجديدة.

وقال "ياسر غريب"، وهو حلاق في منطقة حدائق القبة بالقاهرة، إن العديد من الحلاقين أغلقوا أبوابهم هذا العام في وقت مبكر من ليلة الثلاثاء بسبب قلة الإقبال.

وتابع: "هذا العام هو أدنى معدل إقبال رأيته على الإطلاق خلال عطلة العيد خلال 20 عامًا من القيام بهذا العمل. كان العام الماضي منخفضًا جدًا، ولكن هذا العام كان أقل من ذلك. لكنني توقعت ذلك. لقد قمت للتو برفع أسعاري لأن تكاليف عملياتي كانت في ارتفاع والأمور ليست رائعة بالنسبة للكثيرين في الوقت الحالي، لذا فإن أول شيء سيتخلون عنه هو قصة شعرهم".

https://www.thenationalnews.com/news/mena/2024/04/11/egypt-ramadan-eid-al-fitr-cost/