حدث عظيم ينتظر المسجد الأقصى، فمنظمات جبل الهيكل قدمت قبل يومين رسميا طلبا للشرطة "الإسرائيلية" للسماح بذبح البقرات الحمر في المسجد الاقصى في 22 أبريل 2024.

ففي خضم الحرب المستعرة في غزة، طالب مقدسيون أنه لا يجب أن ننسى لماذا قامت هذه الحرب، والتي تمثلت في تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، ومن المرتقب أن يشهد يوم عيد الفطر المبارك الأربعاء تجرأ جماعة المعبد على تعديل ذبح البقرة الحمراء إيذانا ببناء "الهيكل" المزعوم تاريخيا.

وسبق أن حذر منها الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة من البقرة الحمراء التي يريد اليهود ذبحها للتطهر ودخول المسجد الأقصى.

وقال مراقبون إنه "إذا ما تحقّق طقس التطهير بالبقرة الحمراء فإنّ هذا يعني تحريك جمهور الصهيونيّة الدينيّة الأقرب ليصبح فاعلاً في اقتحامات المسجد الأقصى وفي مخطط بناء الهيكل…".


تحذيرات الحركة الإسلامية

والحركة الإسلامية في ال48 لاسيما في القدس المحتلة حذرت في بيان أخير من "خطر الشديد يتربص بالأقصى"، وقالت الحركة الإسلامية في مدينة القدس إنّ خطرًا شديدًا يتربص بالمسجد الأقصى المبارك، داعية إلى استمرار الرباط فيه خاصة مع دعوات الجماعات الاستيطانية لاقتحامه في الأسابيع والأيام القادمة.

وأكدت الحركة في بيان لها "ّضرورة استمرار الزحف والحشد والرباط في المسجد الأقصى خلال الأيام والأسابيع القادمة، والتي ستشهد موجة من المناسبات والأعياد اليهودية”.

وأضافت أن عيد الفطر يأتي هذا العام بينما الشعب الفلسطيني "يقدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، والملايين من أهلنا (قطاع غزة) يعانون في مخيمات الإيواء والنزوح، تحت القصف والنيران منذ ما يزيد على نصف عام”.

وحيّت الحركة الآلاف الذين "لبوا النداء وزحفوا نحو المسجد الأقصى وهتفوا نصرة للمسجد ولغزة برغم تهديدات الاحتلال ووعيده”.

وثمنت الحركة الإسلامية في القدس مبادرة العائلات المقدسية والمرجعيات المختلفة "بدعوتها لاقتصار مظاهر العيد لهذا العام على أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى وصلة الأرحام وتوزيع القهوة والتمر، دون إبداء أي مظهر من مظاهر الزينة أو الابتهاج تضامنا مع غزة”.

وحثت على زيارة أسر وعائلات الشهداء والمعتقلين والمبعدين في القدس وإظهار التضامن معهم والوقوف إلى جانبهم.

وبالتزامن مع الحرب الوحشية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تخضع القدس والمسجد الأقصى لإجراءات صهيونية مشددة وسط حملات اعتقال للمقدسيين ودهم بيوتهم ومصادرة مقتنياتهم وممتلكاتهم

 

اعتقال باحث الأقصى

وفي الدول المتقدمة يكون للباحثين المتخصصين في شؤون العدو أمثال الاستاذ زياد ابحيص مواقع حيوية في دوائر صنع القرار وبناء السياسات، أما في الأردن فقد اعتقلت حكومة الملك عبدالله نجل الملك حسين الباحث زياد ومنعه من مقابلة محاميه وأهله.

وزياد ابحيص هو الباحث الشهير في شؤون القدس وجرى اعتقاله وتفتيش بيته وتحويله لمدعي عام أمن الدولة وقال مراقبون إنه من أذكى الشباب والأكثر إخلاصًا، شخص موسوعي بمعنى الكلمة متمكن معرفيًا في عدد كبير من الملفات، اعتقاله تعسفي ومطلوب الإفراج الفوري عنه.

المهندس مراد العضايلة، @muradadaileh أحد رموز الحركة الإسلامية والإخوان المسلمون في الأردن ورئيس حزب حجبهة العمل الإسلامي اعتبر أن المهندس زياد ابحيص الباحث في شؤون القدس، كنز مقدسي وأمة وحده في مواجهة 40 منظمة صهيونية تعمل لبناء الهيكل المزعوم.

وأكد أن اعتقاله اليوم في ظل تصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى واقتراب موعد ذبح البقرات الحمر تمهيداً لهدم الأقصى وبناء الهيكل لا يصب إلا في صالح تقويض الوصاية الأردنية على المقدسات.

 

مُخطط خطير

وفي الأسابيع الماضية، خرجت أصوات تحذر من أن "جماعة الهيكل" اليهودية تتحضّر لتنفيذ طقوس ذبح البقرات الحمراء وحرقها ونثر رمادها، ما يتيح لليهود بدخول المسجد الأقصى والبدء بمخطط لبناء ما يسمى بالهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى.

وانتشرت على مواقع التواصل "وثيقة" قدّمتها الجماعة اليهودية لشرطة الاحتلال من أجل تنفيذ طقوس البقرات الحمراء، تزامناً مع عيد الفطر المبارك. ولكنّ لم يتم التأكّد من صحة هذه الوثيقة من عدمها حتى الساعة.

وسبق أن حذر الفلسطينيون من البدء في هذه الخطوة معتبرين أنها ستشعل حرباً دينية، وأنها محاولة لاستغلال انشغال العالم بالحرب في غزة من أجل تحقيق مخططات قديمة.

جماعة أمناء الهيكل والجماعات المشابهة من اليهود استعادوا فكرة إعادة بناء معبد يهودي قديم أو ما يُعرف باسم "الهيكل الثالث"، حيث توجد الآن مزارات إسلامية، وتحديداً المسجد الأقصى، وهو اقتراح لا يثير الرعب لدى الفلسطينيين فحسب بل لدى الكثيرين في أنحاء العالم ويزعم هؤلاء أنه لتحقيق هذا الأمر، يتطلب من هؤلاء اليهود أن يستعينوا ببقرات حمراء.

الأكاديمي الفلسطيني عدنان الجولاني لمجلة نيوزويك: "هذه هي بذور الصراع وبذور النار التي يمكن أن تحرق الشرق الأوسط بأكمله". وأضاف: "هذه أخطر قطعة أرض للعب بها".

والبقرات الحمر هي جزء من إجراءات توراتية تهدف إلى "تطهير" اليهود بعد ذبحها وحرقها ونثر رمادها، كمقدمة لبناء الهيكل الذي يتحدثون عنه.

ويعتقد مؤيّدو هذه الحركة الدينية أن رماد وطقوس البقرة الحمراء ستطهّرهم، وإذا ما تم ذلك، يمكن أن يصلوا إلى درجة من أعلى الروحانية ما سيمكنهم من بناء الهيكل المذكور.

كما يعتبر بعض الإسرائيليين اليهود أن حرب إسرائيل في غزة هو قتال من أجل بناء الهيكل في المكان المقدس المتنازع عليه.